الأخبار العالمية

لماذا ذهب هوك ولماذا جاء إبرامز؟

في تطور مفاجىء قدم المبعوث الامريكي الخاص في شؤون ايران برايان هوك استقالته من منصبه والعودة الى العمل في القطاع الخاص!، وحل محله المبعوث الامريكي الخاص لفنزويلا اليوت ابرامز، الامر الذي دفع المحللين الى تناول الاسباب والاهداف التي تقف وراء ذاك الذهاب وهذا المجيء.

العالم – كشكول

يقال ان هوك فشل في حشد التأييد الدولي لموقف امريكا في الأمم المتحدة والرامي الى تمديد حظر الاسلحة التقليدية على ايران والذي من المقرر ان يرفع في تشرين الاول اكتوبر القادم وفقا للقرار2231 ، هو ما دفع الثنائي ترامب وبومبيو للضغط عليه لتقديم استقالته، والاتيان بشخصية معروفة بتطرفها ويمينيتها وافتتانها بالحروب والانقلابات وهو ابرامز.

من الواضح ان استقالة هوك تؤكد ان الرجل فشل في مهمته، ليس في حشد التاييد الدولي لموقف امريكا بشان تمديد الحظر التسليحي فقط، بل فشل في مهمته الرئيسية، وهي تركيع ايران عبر التجويع، وهو فشل يعكس فشل ادارة ترامب في التعامل مع ايران، لذا ما هي الرسائل يا تُرى التي اراد الثنائي ترامب وبومبيو ارسالها من وراء هذا التغيير، بينما لا يفصل امريكا عن الانتخابات الرئاسية سوى شهرين ونصف الشهر فقط؟ .

من الواضح ان ترامب وبومبيو ارادا من خلال هذا التغيير ارسال رسائل الى المجتع الدولي وخاصة اعضاء مجلس الامن الدولي، وبالاخص روسيا والصين، من ان امريكا قد وضعت خيار الحرب على الطاولة باختيارها ابرامز، وعليهم ان يختاروا بين تمديد الحظر على ايران او الذهاب الى الحرب.

من المؤكد ان ترامب الذي لم يجرؤ على شن الحرب على ايران خلال الاعوام الاربعة الماضية، خوفا من تداعياتها الكارثية على مصالح امريكا في المنطقة، رغم وجود اكبر دعاة الحروب والفوضى في ادارته، فانه لن يجرؤ الان والانتخابات الرئاسية على الابواب.

البعض يرى ان ترامب قد يذهب للحرب مع ايران من اجل تحسين حظوظه الانتخابية، التي تشير جميع استطلاعات الراي الى انه سيخسرها امام منافسه الديمقراطي جو بايدن، خاصة ان ابرامز احد اهم مهندسي غزو العراق وحاول مرار اسقاط النظام الفنزويلي، ولكن لو كان ترامب يفكر اصلا بالحرب على ايران لما طرد جون بولتون المجنون بالحرب على ايران من ادارته، هذا بالاضافة الى ان ابرامز فشل حتى الان في اسقاط نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بينما فنزويلا لا تبعد عن امريكا سوى اميال!.

بامكان ترامب ان يشعل الحرب من اجل تجيير نتائجها لصالحه في الانتخابات، ولكن هل ستأتي نتائجها كما يشتهي ترامب؟ وهل سيكون بامكانه انهائها متى شاء؟!، من المؤكد ان ايران ليست بالمكان المناسب الذي يمكن لترامب ان يجني فيه نقاطا على حساب منافسه جو بايدن، فاي مغامرة غبية ستعجل بسقوطه وبشكل فاضح.

اخير، ان التصنيفات التي توضع للشخصيات الامريكية من قبل الامريكيين انفسهم، هذا حمامة وذاك صقر، لن تنفع مع ايران، فهوك لا يقل يمينية ولا تطرفا ولا اجراما ولا ارهابا من ابرامز، والاثنان لا يقلان اجراما عن ترامب وبومبيو، وليس ادارة ترامب فقط ، بل جميع الادارات الامريكية السابقة، لو كانت تعلم علم اليقين ان بامكانها اخضاع ايران بالحرب، لكانت الحرب قد وقعت منذ عقود، وكان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما صادقا عندما قال لو كان بامكاني تفكيك اخر مسمار في البرنامج النووي الايراني لفعلت، ولكن هذا امر لا يمكن تحقيقه.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock