الأخبار العربية

كيف شرعن حاخامات “إسرائيل” وحشية قوات الإحتلال.. إيال كريم مثالاً

تناقلت وسائل الاعلام العالمية صورا وافلاما، توثق ممارسات في غاية البشاعة، تقوم بها قوات الاحتلال، ضد المواطنين الفلسطينيين في غزة، كتجريدهم من ملابسهم، والاعتداء عليهم وضربهم واهانتهم، ومحاصرة المستشفيات وقصفها وقتل المرضى والطواقم الطبية فيها، دون ان يكون هناك اي مبرر عسكري للجوء الى مثل هذه الممارسات الوحشية.

العالم – الخبر وإعرابه

-تعمد قوات الاحتلال وبشكل ممنهج، على تجريد المواطن الفلسطيني، رجل كان او إمراة او طفل، خلال العدوان الاسرائيلي على غزة، الذي دخل يومه الـ171 اليوم، ما اثار العديد من التساؤلات حول الدوافع التي تقف وراء مثل هذه الممارسات الوحشية وغير الانسانية،التي تكشف عن سادية منفلتة تتحكم بقوات الاحتلال.

-اللافت في الامر، ان الافلام التي توثيق هذه الممارسات، ومنها تفجير المنازل وقنص العزل من المواطنين، حتى المعاقين وكبار السن والاطفال، تُظهر جنود الاحتلال وهم في حالة نشوة وفرح.

-حالات النشوة والفرح والانبساط، التي تظهر على محيا جنود الاحتلال، وهم يقومون بهذه الممارسات الجبانة، بالاضافة الى انها تعكس حجم الحقد الذي يعتمر في صدورهم بسبب الهزيمة الكبرى التي مُني بها الكيان في معركة “طوفان الاقصى”، وعجزهم عن تحقيق اي من اهداف عدوانهم على غزة، فلم يجدوا من هدف ينتقمون منه لهزيمتهم تلك، سوى الاطفال والنساء والعزل، فهناك سبب اخر في غاية الخطورة، وهو تعاليم الحاخامات الصهاينة، الذي يستندون الى نصوص دينية، لتبرير كل هذه الوحشية، بل يمنحون هذه الوحشية صفة مقدسة، وكل من يمارسها، يكون اكثر التزاما وتقيدا بنصوص التلمود.

-يمكن فهم كل هذا التوحش الاسرائيلي، اذا استعرضنا فتاوى الحاخات، وخاصة اؤلئك الذين يسترشد جنود الاحتلال بفتاواهم، ومنهم المدعو الحاخام إيال كريم، الذي خدم في وحدة المظليات، ثم انتقل عام 2016 ليشغل منصب الحاخام الرئيسي في جيش الاحتلال، يفتي الجنود في القضايا المرتبطة بالتلمود.

-هذا الحاخام العنصري، اشتهر بتصريحاته العنصرية ضد الفلسطينيين وبدعوته لاغتصاب النساء غير اليهوديات، وقد أفتى بالسماح للجنود الإسرائيليين باغتصاب النساء غير اليهوديات خاصة من ذوات المظهر الحسن، وعلق على ذلك بقوله إنه ضرورة للحفاظ على لياقة الجنود ومعنوياتهم.

-من فتاوى الحاخام إيال كريم ايضا، فتواه بقتل الجرحى، وقال “لا يمكن التعامل مع منفذي العمليات كبشر، كل من يشفق على المتوحشين سيصبح متوحشا”، ودعا إلى إعطاء الأولوية لليهود في مناصب العمل وتفضيلهم على العرب والدروز الذين يجبرون على التجنيد في الجيش الإسرائيلي.

-كما اعتبر معاملة غير اليهودي مثل اليهودي وإعطاءه الحقوق نفسها التي لليهودي مخالفة صريحة للتعاليم التلمودية، وشدد على أن السياسيين ليس لهم أدنى سلطة على التلمود.

-أيد ايال ممارسة التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين من أجل استخراج معلومات أمنية منهم بغرض إحباط أي عمليات أو هجمات مسلحة، وطالب باستهداف الممتلكات الخاصة بالفلسطينيين ليس بغرض إيجاد ردع ضدهم فقط وإنما بهدف إضعافهم.

-لا يخطأ احد، من ان فتاوى ايال هذا شذوذ او عنصرية، بل هي تعاليم يتفق عليها اغلب الطبقة السياسية في الكيان الاسرائيلي، فعندما ارجأت المحكمة العليا في الكيان المصادقة على تعيين ايال ككبير الحاخامات في جيش الاحتلال، هاجم نفتالي بينيت، رئيس وزراء الكيان السابق، المحكمة العليا، متهما قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية بأنهم يرون أنفسهم أكثر فهما وإدراكا من قائد الجيش الإسرائيلي الذي صادق على تعيين كريم في هذا الموقع الحساس. وانتقد حزب شاس قرار المحكمة، ورأى فيه انتهاكا لاستقلال المؤسسة الحاخامية اليهودية، وعدّها سابقة خطيرة جدا، رافضا تدخل المحكمة في ما يصدره الحاخامات من فتاوى.

-حتى صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، هاجمت المحكمة لما اعتبرته تدخلا منها في مسألة تعيين كريم بمنصب الحاخامية العليا لقوات الاحتلال.

-من الخطأ ايضا اطلاق صفة التطرف على حاخام دون اخر، فجميعهم لا يرفضون التعامل مع الفلسطينيين كبشر، فهذا الحاخام الأكبر لـ”إسرائيل” يتسحاق يوسيف، افتى بقتل كل فلسطيني يحمل سكينا، وإذا لم يكن لدى الفلسطيني سكين فيجب اعتقاله مدى الحياة، حتى يأتي المسيح المخلص ، وحينها يمكن قتل هذا الفلسطيني!.

-هذه هي الخلفية التي ينطلق منها جنود الاحتلال في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة، فلا قانون وضعي ولا انساني ولا ديني ولا اخلاقي ولا دولي، يمكن ان يحول دون ما نشهده اليوم من فظاعات في غزة، وهي فظاعات كشفت الحقيقة الوحشية والاجرامية للصهاينة، الذين حاولوا على مدى 70 عاما، خداع الراي العام العالمي، عن “جيشهم الاخلاقي”، و “مجتمعهم المتحضر”، و “كيانهم الديمقراطي”، و “تعاملهم الانساني مع الاخر”، و.. ، كل هذا الخداع والقناع سقط بالكامل خلال 6 اشهر فقط، وبانت حقيقة هؤلاء المتوحشين امام العالم اجمع وخاصة العالم الغربي، وهي حقيقة، حتى عرّابهم الامريكي، اخذ يحاول الظهور بمظهر من لا يستسيغها، وبدأ بإنتقادها، على الاقل في الظاهر.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock