الأخبار العربية

مشفى الشفاء مسرح جرائم الاحتلال.. أين دعاة حقوق الإنسان من كل هذا؟

تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة مشفى الشفاء في مدينة غزة منذ أيام، في ظل ارتكابها جرائم مروعة تخطت حدود الإبادة الجماعية، قتل وحرق ودمار واعتقال للنساء والرجال بشكل مهين، وإجبار الأطفال على النزوح إلى الجنوب عراة، والخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم في منصات التواصل، اغتصاب الغزيات في المشفى، ما يطرح سؤال وجيها أين دعاة حقوق الإنسان من كل هذا؟..

العالم – مقالات وتحليلات

نساء غزة، رمز الصمود الكفاح، بعد المعاناة طلية العدوان المستمر حوالي نصف عام، تجرعن أنواع المعاناة، بدأت من معاناة النزوح، إلى فقد الأحبة، إلى اعتقال الرجال، إلى استشهاد أطفالهن، إلى معاناة الطبخ دون أي أدوات، إلى عدم وجود أبسط مقومات الحياة من احتياجات نسوية، وبين كل هذا يحاولن الغزيات أن يوفرن الأمان لما تبقى من افراد عائلاتهن من أزيز ارصاص والقذائف والصواريخ، التي لم تهدأ لأكثر من خمسة أشهر.

كما تشير تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى مقتل امرأتين كل ساعة في قطاع غزة، ومع انهيار المنظومة الصحية هناك جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكشف تقرير للأمم المتحدة نشر مؤخرا، أن 70% من القتلى المدنيين في قطاع غزة كانوا من النساء أو الأطفال، وتم تهجير 951 ألفا و490 امرأة وفتاة من منازلهن، وأكثر من 3 آلاف امرأة أصبحن أرامل وأرباب أسر جدد بعد وفاة أزواجهن، وأكثر من 10 آلاف طفل فقدوا آباءهم.

بدورها وصفت منظمة اليونيسف غزة بأنها “أخطر مكان يمكن أن يعيش فيه الأطفال”. كما أن سكان غزة يعيشون في خضم كارثة إنسانية ملحمية. ويواجه 4 من كل 5 من سكان غزة بالفعل الجوع والمجاعة، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، وهناك خطر المجاعة.

ومع كل هذا الإجرام أصبح مجمع الشفاء الطبي أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة، الواقع في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، مسرحا لإرتكاب جنود الاحتلال أبشع الجرائم فيه، ولوكانت محكمة دولية عادلة ومنصفة لكانت هذه الجرائم كافية لإدانة ومحكومية كيان الاحتلال الإسرائيلي كمرتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

ومنذ أيام وتداولت وسائل الإعلام، ومنصات التواصل مشاهد، وشهادات مروعة عن نساء وأطفال ناجين من المحرقة الإسرائيلية في مجمع الشفا، تقشعر لها الإبدان وكافية لتهز و جدان كل إنسان حر يعيش في أرجاء المعمورة.

مشاهد لمدنيين أجبرهم الاحتلال على النزوح إلى الجنوب ثم استهدفهم بصواريخ تطلق على مباني ضخمة بحيث تقطعت أجسادهم إلى إشلاء، أو أطفال وصلوا إلى الجنوب عراة بعد ما أجبرهم الاحتلال على خلع ملابسهم، أو شهادات نساء وصلن إلى الجنوب ولا يعلمنا من الأمر شيئا سوى أن الاحتلال اعتقل الرجال أعدم من أعدم واعتقل من اعتقل، ولا يملكن أي شيء سوى حاملات بأيديهن أطفالا تبكي على حالهم براءة الطفولة.

ولكن الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل هو خبر اغتصاب النساء في مجمع الشفا بعد محاصرتهن وقتل البعض ومن ضمنهن إمراة حامل، ما اثار غضب رواد التواصل بشكل كبير جدا.

والسؤال الذي يطرح هنا، لماذا الاحتلال يفعل كل هذا في نساء وأطفال غزة؟

جرائم الاحتلال التي يرتكبها في غزة، تأتي من أجل الضغط على الشعب الفلسطيني وتحريك مشاعره للهروب من الموت والإهانة إلى إي بلد آخر والقبول بالهجرة القسرية وهذا ما يرفضه الشعب الفلسطيني بأسره، والأمر الآخر يتعمد الاحتلال على إهانة نساء غزة وقتل أطفالها كي تكون ورقة ضغط على الدول المجاورة من أجل فتح حدودها واستقبال الفلسطينيين كاللاجئين، وهذا الأمر إلى الآن قوبل بالرفض من قبل هذه الدول.

والسؤال الرئيسي أين دعاة حقوق الإنسان من كل هذا؟

هذه الجرائم إلا ترتقي إلى جرائم حرب وإبادة جماعية ولو كانت ارتكبت في دولة أروبية لكانت الدول الغربية ودعاة حقوق الانسان المؤسسين للمواثيق الدولية سارعت باتخاذ خطوات عملية لوقف كل هذا مهما كانت أسبابه، والمنظمات الدولية التي تتحدث عن النسوية وانصاف المرأة والطفل، لعملت ما بوسعا من أجل مناصرة المرأة، ولكن يوجد اختلاف جوهري هنا نتحدث عن غزة، غزة ليست دولة غربية ولا سكانها أصحاب البشرة البيضاء،وهنا تتجلى العنصرية الغربية بأبشع صورها.

ولكن كما عجلة العالم تدور ما يحصل في غزة ممكن أن يحدث في أي مكان آخر، ما دام الهيمنة الغربية والأميركية تسيطر على كافة المنضمات الدولية، وتدعم كيان لا يعرف من حقوق الانسان شئيا، ولا قوة تستطيع أن توقفه إلا سواعد المقاومين.

بقلم.. آمال ناصر

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock