الأخبار العربية

هل ينسف “طوفان الأقصى” آمال التطبيع بين السعودية و”إسرائيل”؟

ان يوم 7 اكتوبر من عام 2023، يوم “طوفان الاقصى” ، ليس يوما كباقي الايام، فانه فصل بين تاريخين، ما قبله وما سيأتي بعده، بالنسبة للشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين، بل وحتى العالم، ففي هذا اليوم انتقم الشباب الفلسطيني لاكثر من 70 عاما، من الاحتلال والاذلال والظلم والقتل والتشريد، على يد العصابات الصهيونية الارهابية، التي كانت ومازالت مدعومة من الغرب الاستعماري المنافق، تذوق فيه الصهاينة، شيئا من ما اذاقوه من مرارة للشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة.

العالم – قضية اليوم

الغرب، وعلى راسه امريكا، ومن ورائهم الصهاينة، حاولوا يائسين، ان يقللوا من حجم الزلزال الذي ضرب اساسات كيانهم المتهرىء، عبر الزعم، كما ذهب الى ذلك وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، والاعلام الغربي والاسرائيلي، ان هدف “طوفان الاقصى”، كان ضرب “عملية مباحثات السلام التي كانت جارية بين السعودية واسرائيل بهدف التطبيع بينهما”، متناسين ان “طوفان الاقصى” وان كان بين ارتدادات زلزاله المدمر، ضرب التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، الا انه لم ولن يكون في دائرة اهتمام المخططين والمنفذين للملحمة، التي قلبت الطاولة على الجميع، ومن ضمنها التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي ظهر بوجهه القبيح والوحشي والاجرامي، عندما اعلن “الحرب”، على مجموعة محاصرة منذ سنوات، في بقصعة ارض ضيقة، قطع عنها الماء والكهرباء والغذاء والغاز، وينفذ ومنذ 5 ايام سياسة الارض المحروقة، بدعم امريكي غربي، وقح وصلف الى ابعد الحدود.

صحيفة “جيروزليم بوست” الصادرة في الكيان الاسرائيلي، كانت من بين المصادر الاولى التي ذكرت في تقرير لها، ان السعودية، وبعد عملية “طوفان الاقصى” ، وبعد الحرب التي اعلنها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على غزة، اوقفت جميع محادثات التطبيع مع “اسرائيل”، التي كانت ترعاها الادارة الامريكية منذ فترة.

رغم اننا لا نعرف بالدقة صحة هذا الخبر، ولا موقف السعودية منه، ولكن منطق الاشياء يقول ان دولا مثل السعودية، لما لها من رمزية دينية ومن ثقل سياسي وديني واقتصادي في العالم الاسلامي، والتي تحتضن اقدس بقعتين على الارض، ويحج اليها الملايين من المسلمين كل عام، لا يمكن ان تمر مرور الكرام ازاء اعلان نتانياهو “الحرب” ضد غزة المحاصرة، وهو اعلان غير مسبوق منذ حرب اكتوبر عام 1973.

من المتوقع من السعودية، وهي ترى كيف محت “اسرائيل” مناطق سكنية من الارض، بتحريض مباشر من الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي يزعم انه راعي “السلام”، والذي اعلن وبصريح العبارة، انه طالب من نتنياهو ان يكون حاسما مع حماس، ان تعود الى دورها التقليدي، وان تتخذ مواقف صلبة ومنددة بالعدوان الاسرائيلي الامريكي الغربي الوحشي على غزة.

ان تعطيل مسار التطبيع بين السعودية و”اسرائيل” لم يكن هدفا من اهداف زلزال “طوفان الاقصى” ، بل هزة ارتدادية، من مئات الهزات الارتداية للزلزال، والتي ستتوالى المزيد منها خلال الايام القادمة، فالكيان الاسرائيلي المتوحش وحماته الغربيين العنصريين، حتى لو ابادوا غزة ، لم ولن يطفئوا جذوة المقاومة في قلب الشعب الفلسطيني، الذي اثبت ان من الصعب جدا ، بل من المستحيل، تجاوزه او تصفية قضيته، وكسر هيبة “اسرائيل” الزائفة، التي جعلها مئات من الشباب الابطال، ترتجف حد الموت، لولا التدخل الامريكي الغربي، غير المسبوق، لانقاذها من مصيرها المحتوم، وهذه الصورة المذلة لـ”اسرائيل” ، هي ايضا كانت من ارتدادات زلزلال “طوفان الاقصى”، الذي اثبت للمطبعين العرب، انهم اشبه بالمستجير من الرمضاء بالنار.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock