الأخبار العربية

جمود بملف رئاسة لبنان وانسداد الأفق في التوصل لتوافق على رئيس جديد

بعد مرور حوالي أربعة أسابيع من الشغور الرئاسي في لبنان وهناك حالة من الجمود في هذا الملف  و لم يشهد أي حركة  والظاهر أن الأمور سترحل للعام الجديد مع قدوم عطلة الأعياد وانسداد الأفق في التوصل إلى توافق على رئيس جديد للبلاد.

العالم _ لبنان

لا حركة على الخط الرئاسي، والأفق مقفل لفتح ثغرة في جدار الازمة الرئاسية والسياسية. فالتعقيدات الداخلية معطوفة على غياب الاهتمام الدولي الفعلي بلبنان، يؤشران الى أن هذا العام سيطوى من دون انتخاب رئيس للجمهورية.

وجاء في صحيفة الأخبار اليوم الاثنين ، أنّه فيما يُنتظر أن تلتحق جلسة الانتخاب الرئاسية الثامنة الخميس المقبل بسابقاتها، شكلاً ومضموناً، بدا أن كل الأطراف باتت تسلّم بأن سدّ الفراغ الرئاسي لن يكون قريباً، وأن لا جدوى من محاولات فرض رئيس مواجهة أو التعامي عن حقيقة عدم إمكان وصول رئيس معادٍ للمقاومة إلى قصر بعبدا وفق المعادلة التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه في 11 الجاري.

ولعلّ مصداق هذا التسليم يكمن في الهجمة الحوارية التي يتعرّض لها حزب الله، بعيداً من سيمفونية خطف الدولة والتسلّط عليها.

وفي هذا السياق، فإن خطوط الاتصال بين الحزب والبطريركية المارونية مفتوحة، على هامش الملف الرئاسي. فبعد زيارة قام بها مستشار البطريرك وليد غياض لرئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد قبل نحو شهر لجس نبض الحزب من بعض الأسماء المرشحة للرئاسة، عُقد اجتماع آخر بين غياض ومسؤولين في الحزب قبل نحو أسبوعين في منزل النائب فريد هيكل الخازن. وبحسب المعلومات، فإن الحزب أكد أن لا مرشح معلناً له بعد، لكنه عرض موقفه وكيف يفكر في ما يتعلق بهذا الملف.

وفيما يتصدّر حزب الكتائب جبهة التصدي لحزب الله وسيطرته على لبنان بقوة السلاح والعنف والتهديد والانفراد بالقرارات نيابةً عن الجميع، وصولاً إلى تلويح رئيسه النائب سامي الجميل، أخيراً، بـالطلاق، علمت الأخبار أن لقاء بين الكتائب وحزب الله عُقد أخيراً في الضاحية الجنوبية، بطلب من الكتائب . وقد ضم اللقاء عضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمد الخنساء (أبو سعيد) ونائباً من كتلة الوفاء للمقاومة والأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر.

وفيما نفت مصادر كتائبية الأمر، مؤكدة أنه عندما نجري أي حوار مع أي طرف في البلد سنعلن عنه، أكدت مصادر أخرى أن اللقاء حصل فعلاً، وهو ليس حواراً ثنائياً ولا سرياً، بل تواصل للبحث في شؤون البلد خصوصاً في ما يتعلق بالملف الرئاسي. وأكدت أن اللقاء مع الكتائب يأتي في سياق سياسة الانفتاح التي يعتمدها حزب الله على كل الأطراف من أجل تخفيف التوتر، وهو شكل من أشكال التواصل الذي يشدد الحزب على ضرورته في هذه المرحلة الحساسة، كما هي الحال، مثلاً، مع بكركي ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وكتبت صحيفة البناء الأسئلة حول الاستحقاق الرئاسي بقيت دون أجوبة وفرضية تكرار مشهد كل خميس مع تراجع الحضور، وصولاً لفقدان النصاب من الدورة الأولى وتعليق الدعوات لجلسات انتخابية لفتح الباب أمام المشاورات الداخلية والخارجية للتوافق على اسم مرشح يمكن أن يضمن ترشيحه والتوافق عليه تأمين النصاب والفوز بالانتخاب.

وبالتوازي جاء الكلام المكرّر لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية يفتح باب التساؤل عما إذا كان مجرد موقف شخصي لتأكيد تبني الترشيح أم أنه تعبير عن تقدم يحرزه اسم فرنجية في الأوساط الداخلية والخارجية، مع إشارات من نوع أن فرنجية يمكن أن يشكل ثنائياً ناجحاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومثل أن فرنجية يستطيع إصلاح علاقات لبنان العربية، والتلميح إلى التواصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ولو مع إشارة الى لا حديث في السياسة.

وتقول مصادر نيابية إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيدعو الى جلسة يوم الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية، سوف يعطي الملف الرئاسي في شهر كانون الأول اهتماماً سياسياً بعيداً عن جلسات الانتخاب التي سوف تتوقف الشهر المقبل لتعود في شهر كانون الثاني من العام المقبل.

وتعتبر المصادر أن رئيس المجلس سيستعيض عن جلسات الخميس بتحريك اتصالاته الثنائية مع الأحزاب والكتل النيابية كافة من أجل الوصول الى توافق على انتخاب الرئيس وإنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى. وتعتبر المصادر أن بري سيجري ما يشبه الاستشارات النيابية غير الملزمة بعيداً عن الأضواء من اجل الوصول الى سلة تضم مجمل أفكار القوى السياسية وطروحاتها تجاه الأسماء لرئاسة الجمهورية.

في هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية أن انشغال الخارج بأزماته سوف يؤخر حراك الدول المعنية بلبنان أقله الى الشهر الثالث من العام المقبل، معتبرة في الوقت عينه أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان لم تحسم بعد، رغم ان الفكرة مطروحة لتفقد ومعايدة القوات الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية في الجنوب. واعتبرت المصادر أن هناك توجهاً فرنسياً وسعودياً للابتعاد عن الأسماء لرئاسة الجمهورية، لكن المواصفات التي وضعت من قبل الرياض وباريس وواشنطن أيضاً تنطبق على قائد الجيش العماد جوزاف عون، خاصة أن هناك شبه اقتناع غربي أن اطالة امد الفراغ قد يأخد الأمور الى منحى يفرض انتخاب قائد الجيش.

و كتبت صحيفة اللواء أيضا ينتهي الاسبوع النيابي بجلسة لن تخرج عن المألوف، وهي تحمل الرقم 8 بعنوان الدعوة والحضور لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة ان موضوع رئاسة الجمهورية بعيد عن اي مسعى تزخيم انطلاقاً من المعطيات الحقيقية وإن ما من جهة بعد أخذت على عاتقها الفعلي العمل على الدخول بجدية في رعاية تفاصيل الاستحقاق الرئاسي.

وقالت المصادر نفسها ان فرنسا تبدي اهتماماً بالملف الرئاسي لجهة انجازه غير ان ما رسم على صعيد البيان السعودي الفرنسي الاميركي منذ فترة وجيزة يبقى أساسياً، لافتة إلى ان جلسة الخميس المقبل لن تضيف شيئاً وتشكل مادة سجال نيابي.

على ان الامر الذي توقف عنده المراقبون المواقف النارية، من الفاتيكان، للبطريرك الماروني الكارينال مار بشارة بطرس الراعي، والتي استهدفت المجلس النيابي رئيساً ونواباً ضمن سيل غير مسبوق من الأسئلة التي تحمل اجاباتها في طياتها.

وقال البطريرك امس، خلال ترؤسه قداساً في كنيسة مار مارون في المعهد الحبري الماروني في روما: الدستور واضح في المادة 49 التي تنص على انتخاب الرئيس بثلثي الاصوات (86 نائباً) في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية، وما يليها بالأغلبية (النصف + 1) اي 65 نائباً، فلماذا اقفال الدورة الاولى بعد كل اقتراع وتعطيل النصاب في الدورة التالية؟ وذلك خلافاً للمادة 55 من النظام الداخلي.

واضاف: لا يستطيع المجلس مواصلة التلاعب والتأخير المتعمد بانتخاب رئيس. وتساءل: فما هو المقصود؟ أعكس ذلك؟ أعدم فصل السلطات؟ أمحو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة؟ لماذا رئيس مجلس النواب ينتخب بجلسة واحدة وحال موعدها؟ ولماذا يتم تكليف رئيس الحكومة فور نهاية الاستشارات الملزمة؟ أهما أهم من رئيس الدولة؟ إكشفوا عن نواياكم يا معطلي جلسات انتخاب رئيس للدولة.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock