الأخبار العالمية

بعد قرنين من الحياد.. هل تسعى السويد للحرب؟

عبر البيت الابيض اليوم الثلاثاء، عن ثقته من قدرة حلف الأطلسي (الناتو) على التوصل لإجماع حول لاتفاق بشأن مساعي السويد وفنلندا للانضمام لعضويته، في ظل اعتراض تركيا عضو الحلف.

العالم – كشكول

المتحدثة باسم البيت الابيض “كارين جان بيير” أعلنت ذلك اليوم الثلاثاء، في تصريحات أدلت بها للصحفيين من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، قائلة إن إدارة الرئيس جو بايدن واثقة من قدرة حلف شمال الأطلسي على التوصل إلى إجماع حول مساعي السويد وفنلندا للانضمام لعضويته، حيث تطابقت هذه التصريحات مع تصريحات مشابهة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.

لمحة تاريخية ودواعي الانضمام

تأريخيا، ظلت السويد في الحرب العالمية الثانية، على الحياد وتجنبت لأكثر من قرنين من الزمان الانضمام إلى التحالفات العسكرية، فيما تشترك فنلندا في حدود بطول 1300 كيلومتر (810 أميال) مع روسيا، وحتى اليوم، بقيت خارج الناتو لتجنب استعداء جارتها الشرقية.

التصريحات الاميركية جاءت في اعقاب اعلان الخارجية الوسية طرد دبلوماسيَين فنلنديَين ردا على إجراء مماثل اتخذته هلسنكي، حيث استدعت موسكو السفير الفنلندي واحتجت بشدة على طرد موظفَين في السفارة الروسية في فنلندا.، كما جاءت التصريحات الاميركية فور اعلان روسيا انسحابها من مجلس دول بحر البلطيق، على خلفية التوترات بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ومنذ بدء الهجوم الذي شنته روسيا في أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير والى اليوم تم فرض عقوبات ترافقت مع طرد الدول الغربية مئات الدبلوماسيين الروس.

لماذا الانسحاب من البلطيق؟

أما اعلان روسيا اليوم انسحابها من مجلس دول بحر البلطيق فقد جاء كما اسلفنا على خلفية التوترات بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنها قررت مغادرة مجلس دول بحر البلطيق، معتبرة أن الدول الغربية “احتكرت هذا المجلس خدمة لأهدافها الظرفية” وذلك “على حساب روسيا”.

مجلس دول بحر البلطيق تم تاسيسه في ستوكهولم، بمبادرة من الدنمارك وألمانيا في نهاية الحرب الباردة من أجل تعزيز الاستقرار والأمن فضلا عن التعاون الاقتصادي في كل أنحاء منطقة بحر البلطيق، وقد رات اموسكو اليوم انها تعتبر وجودها في هذا المجلس غير مناسب ويأتي بنتائج عكسية”، وان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ نظراءه بأن بلاده ستغادر هذه الهيئة.

روسيا تحذر من تغيير جذري للوضع الامني

في المقابل، حذر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، من أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو سيغير جذريا الوضع الأمني في أوروبا قائلا، ان “الناتو هو تحالف غير ودي تجاه روسيا، وإذا انضمت كل من السويد وفنلندا إليه فأقل ما يقال إن ذلك سيغير الوضع جذريا”.

روسيا تعتبر حلف شمال الاطلسي حلفا عدوا لها، ما دعاها لتهديد الدولتين باستخلاص الاستنتاجات المتوقعة من قبلها بانفسهما، كردود افعال متوقعة على انضمامهما للحلف، ومن جملة ما حذرت به الخارجية الروسية يوم أمس الاثنين، أن موسكو في هذه الحالة “ستضطر إلى اتخاذ خطوات رد تقنية عسكرية وأخرى”، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فنلندا من أن انضمامها للناتو سيكون “خطأ”.

“السويد – فنلندا”..بحث عن ضمانات أمنية

تحدثت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون قائلة إن بلادها بحاجة إلى الضمانات الأمنية الرسمية التي تأتي مع عضوية الناتو، وان قرنين من عدم الانحياز العسكري خدما بلدها جيدا، لكن القضية كانت إذا ما كان الحال سيبقى على ما هو عليه، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، فيما تعتبر روسيا الانضمام للناتو تهديدا أمنيا وحذرت من “عواقبه”.

واما فلندا، الملاصقة جغرافيا للحدود الشمالية الغربية لروسيا، فانها لان لا تكون ضحية مقبلة بعد اوكرانيا، خصوصا وانها تعيش خارج مظلة حلف شمال الأطلسي، الامر الذي يدفعها للانضمام للحلف ما يشكل ذلك طعنا امنيا مضاعفا لروسيا.

حقيقة الامر ان انضمام السويد وفنلندا للناتو “العدو المباشر لروسيا”، يشكل بحد ذاته شرخا عميقا في تحديات الامن الروسي وتغييرا جذريا خطيرا لرقعة شطرنج الامن الاوروبي، يؤسس لخطر حالي وعلى المدى البعيد يتحدى بقوة الامن الروسي الذي اندفع لمهاجمة اوكرانيا لوأد المخاطر الامنية من مساع كانت مستترة في الظل تسعى لجر اوكرانيا للناتو، دفاعا عن امنه فكيف اذا تضاعفت التهديدات الأمنية المتاخمة للاراضي الروسية.؟

السؤال المطروح حاليا هو هل تسعى الدولتان (السويد وفنلندا) لوضع حجر الاساس لحرب عالمية ثالثة تحت عنوان تعزيز الامن الاطلسي؟

السيد ابو ايمان

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock