الأخبار المحلية

سفير اليمني محمد الديلمي : السعودية فوتت فرص الخروج من مستنقع اليمن

أكد السفير اليمني في الجمهورية الاسلامية في ايران إبراهيم محمد الديلمي أن قوى العدوان تعلم بإنها فشلت في اليمن إلا أن غطرستها تمنعها من الاعتراف بذلك، مؤكدا أن السعودية إمتلكت العديد من الفرص للخروج من المستنقع اليمني ولكن غباءهم منعهم من إغتنام الفرص.

وأكد السفير اليمني خلال لقاء خاص مع قناة العالم عبر برنامج “من طهران” على العلاقات الأخوية بين اليمن والجمهورية الاسلامية الايرانية وأهمية الخطوة الايرانية واليمنية في تعيين سفير لصنعهاء في طهران.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجرتها قناة العالم مع سفير الجمهورية اليمنية في الجمهورية الاسلامية في ايران إبراهيم محمد الديلمي :

1 -في البداية ماذا يعني تعيينكم سفيرا للجمهورية اليمنية لدى الجمهورية الاسلامية في ايران في هذا التوقيت بالذات؟ وما هو مستوى العلاقة اليوم بين البلدين؟
بعد التحية لقناة العالم القناة الحرة والشريفة التي ساندت نضال الشعب اليمني على مدى سنوات وكان لها دورا بارزا وكبيرا في الكشف وترية قبح و جرائم العدوان وكذلك تسطير انجازات اليمنيين وبطولاتهم للعالم اجمع “.

قناة العالم قد اوصلت صوت اليمن الى العالم ، ونقول انه من غير المستغرب تعيين السفير في الجمهورية الاسلامية في ايران، كما ان اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والشعبين الشقيقين هو قرار شجاع اتخذته قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية انطلاقا منها في رؤية واقعية لطبيعة المشهد اليمني اليوم ، خاصة بعد ان اثبت الشعب اليمني على مدار 5 سنوات ان قيادته الثورية والرسمية وحكومة الانقاذ الوطني التي تقود المواجهة المصيرية اليوم بين اليمن وبين اعدائه، هي الممثل الشرعي والحقيقي والوحيد للشعب اليمني، وان كانت هنالك اجزاء من اليمن لاتزال واقعة تحت نير الاحتلال ولازالت الادارة الرسمية التي ورثتها الادارة الثورية تعاني من الكثير من المشاكل وهذا استشراف ايراني للمستقبل اليمني وما يجب ان يكون عليه وكسر للحاجز الذي اراد الاعداء وضعه امام الناس جميعا ، وامام ابناء الامة العربية والاسلامية من اقامة علاقات طبيعية وندية واخوية صادقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وأنتم تعلمون ان اسلوب الشيطنة على الجمهورية الاسلامية ومجرد الارتباط بالجمهورية الاسلامية والعلاقة معها شكل سدّا وحاجزا كبيرا بين ابناء الشعوب العربية والاسلامية من الالتزام مع ايران ، ولكن شجاعة اليمنيين وشجاعة الايرانيين والمتغيرات التي فرضها الواقع خاصة بعد مرور 5 سنوات على العدوان اثبتت للجميع ان بالامكان امام الشعوب الحرة اوالمستقلة ان تتخذ قراراتها منفردة ومنعزلة عن الارادة الصهيونية او الامريكية او الارادة السعودية، وان السعوديين اليوم ومن يقف معهم من الامريكان والصهاينة يعتقدون انهم نجحوا الى حد كبير في عزل الجمهورية الاسلامية، وتحريم وتجريم العلاقة معها ولكن وبكل اعتزاز وفخر واقتدار يقول اليمنيون باننا سوف نذهب لاقامة علاقات دبلوماسية بين حكومتي البلدين الشقيقين، وان الجمهورية الاسلامية رحبت وسهلت واستقبلت السفير اليمني في طهران وانه يمارس نشاطه بصورة طبيعية لتعزيز هذا المعطى المهم في العلاقة الايرانية اليمنية التي هي علاقة قديمة وعلاقة مبنية على اتفاقات سابقة ومذكرات تفاهم موقعة بين البلدين .

2منذ بداية تعيينكم كسفير لليمن في طهران انزعجت السعودية والامارات ودول اروبية والولایات المتحدة وشنت وسائل الاعلام حملة ضدكم. ما هو سبب هذه الحملة برأيكم وما هو الهدف منها؟

ان سبب الحملة هو الانزعاج الكبير من الجرأة اليمنية والايرانية لادخال مثل هذا القرار والولوج في علاقة دبلوماسية صحيحة مبنية على اسس من العلاقات الدبلوماسية وفق القانون الدولي ووفق الاعتبارات والمصلحة اليمنية الايرانية ووشائج الاسلام ووشائج القرب الجغرافي ووشائج العلاقة الاقليمية والاقتصادية والثقافية الموجودة بين شعوب المنطقة وعلى راسها الشعبان اليمني والايراني ، كما نعتقد ان الحملة ايضا وهي سبب النزاع نعتقد أنها تهدف الى محاولة اعادة الامور الى السابق وتجريم العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وايضا على صاحب القرار الايراني للتراجع عن بعض الخطوات التي تعتبر جريئة ، حيث اعتبر من الناحية النظرية ان هذه الخطوة تشجع الكثير من الدول ومن الكيانات التي تدور خارج الفلك الامريكي والتي تحاول التخلص منه، لتخطو خطوة ايران ولتخطو خطوة اليمن باتجاه فتح علاقات محترمة مع الجمهورية الاسلامية التي تعتبر بلدا كبيرا له دور في المنطقة وحاضر بقوة، واذا كان الامريكان انفسهم يسعون لخطب ود الجمهورية الاسلامية فما بالك بابناء المنطقة العربية والاسلامية وابناء منطقتنا التي تتشارك مع الجمهورية الاسلامية في الكثير من المشتركات فلا استغرب الا من شيء وحيد وهو ان الامريكي الذي جاء من آلاف الاميال من منطقتنا ليفرض قراره وسياسته على ابناء شعوب المنطقة العربية والاسلامية ثم يكون هنالك من ابناء الامة العربية والاسلامية للاسف الشديد من يستنكر علاقة اخوية وصادقة وكريمة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية .

٢- اليوم في موضوع نشاطاتكم ماهي أوجه العلاقات بين البلدين التي تسعى للاهتمام بها وتقويتها؟

سوف ندخل هنا في تفصيل بسيط ليسمح للمشاهد الكريم توضيح العلاقة اليمنية الايرانية والتي هي بدأت مع قيام الثورة الاسلامية في ايران على المستوى الرسمي فقد كان هنالك علاقات ولقاءات وزيارات متبادلة بين الوفود الرسمية الايرانية الى اليمن والوفود الرسمية اليمنية الى الجمهورية الاسلامية، وهنالك العديد من الاتفاقيات في المجال الاقتصادي وفي المجال الامني وفي المجال التعليمي والثقافي والصحي والاتصالات وفي العديد من المجالات، ولكن كان هناك فيتو امريكي سعودي على تنفيذ مثل هذه الاتفاقيات ، وكانت تعقد الاتفاقيات لمجرد عقد الاتفاقيات، واحيانا كان النظام السابق في اليمن يحاول على طريقته المعتادة ابتزاز السعودية وابتزاز الامريكان، عندما كان يعرف من اين تؤكل الكتف، باعتبار ان السعودي والامريكان لايرغبون ولا يحبذون في اقامة علاقات بين اليمن والجمهورية الاسلامية فكان النظام يلجأ في هذه الفترة الى مناورات للحصول على مكاسب من السعوديين او الامريكان وكانت هنالك العشرات من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فيما بين الجانبين الايراني واليمني في المجالات التي ذكرناها ، لكنها كانت تجمّد وان اليوم مع قرار اعادة الدبلوماسية والوصول الى هذا المستوى الطيب من اعادة العلاقات، نحن نسعى الى تفعيل وتجديد الاتفاقيات السابقة والاضافات النوعية عليها ، ولا يوجد صعوبات في التنفيذ ولكن هناك فرصة امامنا لتعزيز العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين في اطار التخادم المطلوب والحقيقي الصادق والاخوي بين البلدين والشعبين والحكومتين. ونقول ان اكبر شيء قبل ان يكون من الجانب المصلحي او الاقتصادي والسياسي تعزيز روابط العلاقات بين الامة العربية والاسلامية وبين افراد شعوبهما وهو الهدف الاسمى والذي نسعى اليه في المقام الاول ، وهناك مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لا بد من اعادة تفعيلها وتجديدها، وهناك مجموعة من المجالات والنشاطات التي لم تتطرق اليها الاتفاقيات السابقة لابد من العمل عليها ودفعة جديدة من الاتفاقيات بين البلدين برعاية الحكومتين الشقيقتين للوصول الى مصلحة البلدين ان شاء الله .

3– منذ استقراركم في طهران كانت لكم لقاءات مع مسؤولين ايرانيين، ومؤخرا التقيتم بوزير الدفاع الايراني. هل يكشف هذا اللقاء عن تطور جديد ومهم في اطار العلاقات والتعاون بين اليمن وايران؟ وهل من معنى خاص لتوقيت اللقاء تحديدا بوزير الدفاع؟
حقيقة انه يجب ان نقر من حيث المبدأ ان القرار الشجاع والجريء الاول الذي هو بالاعتراف حكومة الانقاذ الوطني وبسيادة المجلس السياسي العربي بصنعاء كممثل للشعب اليمني هو القرار الاهم ، وما اتى او سوف يأتي بعد ذلك هو تحصيل حاصل لهذا القرار الجريء الاول وبعد ذلك جئت للجمهورية الاسلامية والتقينا بداية مع معالي وزير الخارجية الدكتور ظريف ثم التقينا مع فخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني وبعد ذلك طلبنا عبر السفارة في اليمن من الاخوة في الجمهورية الاسلامية عقد سلسلة من اللقاءات مع العديد من الوزراء الايرانيين المعنيين في وزاراتهم والتي تقابلها في اليمن وزارات اخرى لبدء مسار جديد، وان الاولويات في مواجهة العدوان في اليمن تتطلب الخوض في كل المجالات ولا سيما المجال العسكري وبطبيعة الحال هناك افاق لعقد عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجال السياسي والمجال الاقتصادي والعسكري والامني والثقافي انطلاقا من الواقع الجديد الذي فرضته الوقائع والاحداث في العالم، ولطبيعة ما يجب عليها الحال في اليمن ، ونحن لماذا نخوض هذا الصراع في اليمن منذ 5 سنوات من اجل انتزاع سيادتنا وقرارنا المستقل ، وقد قلنا ان هنالك عشرات الاتفاقيات حتى في الجانب الامني وحتى هناك تلامس في العلاقات في الجانب العسكري،ما بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اليمنية منذ التسعينات ولكنها كانت تجمد وتوقف بقرار خارجي وليس بقرار يمني، فقد كان اليمن منزوع السيادة ومنزوع الاستقلال ولايستطيع ان يخطو في علاقاته الدولية والاقليمية وفقا لمصالحه، بل وفقا لمصالح الاخرين التي كانت تتصادم وتتعارض بالضرورة مع المصلحة اليمنية ونحن اليوم لدينا سلسلة من طلبة اللقاءات مع العديد من المسؤولين واصحاب القرار في الجمهورية الاسلامية لتفعيل هذا النشاط وجاء اللقاء مع وزير الدفاع والعلوم والصحة والخارجية وهذا يخضع للمسار الطبيعي للعلاقة اليمنية الايرانية ووجود ممثل للجمهورية اليمنية والسفير فوق العادة ومفوض للحكومة اليمنية لدى الجمهورية الاسلامية في ايران وهذا شيء طبيعي ومن حقنا ولا ضير في ذلك، ومن يحب ان يقيم علاقات معنا تتسم بالندية والاخوية والصدق والمصلحة المشتركة سواء مع ايران او غيرها فنحن جاهزون ونحن نطالب اليوم الدول العربية وخصوصا الاسلامية والتي لها مصلحة حقيقية في اقامة علاقات مع الشعب اليمني الى اتخاذ نفس الخطوة التي اتخذتها الجمهورية الاسلامية .

4- فيما يتعلق بتحديد اللقاء مع وزير الدفاع الايراني هل يكشف هذا اللقاء عن تطور جديد ومهم قادم في العام 2020 في اطار العلاقات والتعاون بين اليمن وايران حيث قال ‏‏‏‏‏المتحدث الرسمي للقوات المسلحة ​اليمنية ​ العميد يحيى سريع على المستوى العسكري ان “عام 2020 سيكون عام الدفاع الجوي وعام النصر وتطوير الصناعات العسكرية “، هل هناك من رابط اليوم من هذا الموقف ومن لقائكم مع وزير الدفاع الايراني ؟

اعتقد انه يجب ان ينظر الى المشهد بشكل اعم واشمل ، ولكن في الحقيقة ان هناك تجربة يمنية فهناك جيش يمني عريق وهناك تجربة سطرها اليمن خلال الفترة الماضية وفي اطار التلاقح والتفاهم وفي اطار تبادل الخبرات وفي اطار ايجاد مجموعة من التفاهمات والاتفاقيات ما بين الجيشين اليمني والايراني الصديقين والشقيقين ولابد من خوض بعض المسارات ، وان اشادة وزير الدفاع الايراني بما حققته القوات المسلحة اليمنية من قدرات محلية استطاعت من خلالها مجابهة ومواجهة العدوان وهذا مصدر افتخار واعتزاز كل الاحبة والاصدقاء في اليمن وفي الجمهورية الاسلامية ، ويجب ان ننظر الى المشهد من هذه الزاوية وننظر بعد ذلك الى سلسلة اللقاءات التي ستعقد مع مجموعة من الوزرات واصحاب الشأن الايرانيين لتعزيز العلاقات اليمنية الايرانية بعد ان كانت محرمة وممنوعة ولازال هناك سعي حثيث لتجريمها ومنعها والوصول بها الى مستويات من التراجع والجمود ، ولكن نحن مصرون كما الجانب الايراني على تعزيز العلاقات اليمنية الايرانية في مختلف المجالات .

5- هل العام 2020 قد يكون هناك الاعلان عن تعاون عسكري مع الجمهورية الاسلامية بشكل رسمي ؟

حقيقة ان مثل هذه الملفات تخضع على المستويات ووفق نظرة استراتيجية ورؤيا اعم وادق في ما يمكن ان تلخصه مقابلة او سؤال .

6– كيف تفسر المساعي الامريكية والسعودية في تجاهل الانجازات اليمنية في الدفاع عن انفسهم وتوجيه سهام الاتهامات نحو ايران؟ على سبيل المثال ما حدث في ارامكو ؟

في حقيقة الامر ان ذلك يأتي من التصور الذهني السطحي للقدرات اليمنية وعن النظرة بالازدراء للاسف الشديد والاحتقار لليمنيين من قبل دول العدوان، وهذا ما كشفه الكثير من المعنيين في الشأن الدولي والاقليمي وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله، عندما اشار الى ان الاشكالية الكبرى في السعودية انها لم تستوعب حتى الان ان اليمنيين شقوا الطوق وخرجوا عن اسلوب الهيمنة والسيطرة التي مارستها السعودية منذ عقود ونظرتهم الى اليمن الى انه لا يستطيع ولا يقدر ان يقوم باعمال معينة هي التي اوقعته في شر اعمالهم وادخلتهم في حسابات غير واقعية وغير حقيقية لطبيعة التغير الذي حصل في اليمن بعد ثورة 21 من سبتمبر التي استنهضت المارد اليمني وفجرت كل تلك الطاقات التي استطاعت ان تبهر العالم ونحن غير معنيين باللجؤ الى محاولة توضيح او تصوير المشهد في اطار الردع والتفنيد لما يراه السعودي او الامريكي، ولكن اقول ان هنالك محاولات حقيقية، بعدم الاعتراف بقدرة اليمنيين على ما حققوه حتى الان وان الانسان اليمني غير قادر وغير فاعل والشيء الاخر هو الهزيمة التي منيت بها السعودية والسلاح الامريكي وسمعته ، ومن افشل مشاريعهم في المنطقة هم اليمنيون .

المصدر : قناة العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock