The little things: فيلم بوليسي لم تُطلق فيه ولا رصاصة

جون لي هانكوك، المخرج وكاتب السيناريو والمشارك في إنتاج الفيلم المشوق والذكي the little things بقياس الروائع السينمائية مع خط متين يربط أواصر الأفكار فيه بين طرفي هكذا نوع من الأفلام: المجرم ورجل البوليس في إعتماد على 3 ممثلين كأركان داعمين للفكرة التي يتمحور حولها النص، عن جرائم متسلسلة تذهب ضحيتها مجموعة من الصبايا بغية القتل وحسب، لأن أياً منهن لم يٌعتد عليها، أو تسرق أشياء غالية الثمن منها.

ويتولى إثنان هذه القضية: جو داكون (دانزل واشنطن) وجيم باكستر ( المصري الأصل رامي مالك)، في مواجهة مع المتهم الوحيد من دون أدلة آلبرت سبارما (جاريد ليتو- مرشح لجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل دور ثان في الغولدن غلوب) الذي يتحول إلى إشكالية رغم تكثيف عملية الرقابة حوله على مدار الساعة، وتفتيش أغراضه الخاصة في المنزل من دون العثور على أي دليل ضده.

المحققان في الفيلم الذي تصدر الإيرادات في الصالات الأميركية، يتواجدان في أمكنة العثور على جثث الضحايا: إستطلاع، تصوير، طرح أسئلة على من كانوا متواجدين، من دون الفوز بأي إشارة تدل على الفاعل، مع ذلك إستصدرا أمراً بإعتقال سبارما للتحقيق معه.

فإذا به أذكى منهما، ربما لأنه بريء فعلاً ولا يهابهما، أو أنه حاد الذكاء يصعب إستخراج أي إعتراف منه خلال التحقيق، وجاء الأمر بإطلاقه، والطلب إلى المحققين عدم إزعاجه مجدداً، لكن إخفاقهما معه كان مدوياً، عندها حاول معه باكستر مرة إضافية فواعده في مقهى قريب من منزله، بينما دخل منزله جو ليفتش عن دليل ما على تورطه، أيضاً ظلت الصورة على وضعها الأول لا دليل ولا قدرة للمحققين على إتهام الرجل الذي بدأ يتلاعب بهما.

أبلغ سبارما المحقق باكستر أنه سيدله على مكان دفن إحدى الضحايا، وأخذه بسيارته إلى الموقع وجعله يحفر أكثر من حفرة بحثاً عن جثة من دون طائل ومع غضب باكستر ضرب الرجل بالمعول فسقط جثة هامدة.

وتزامن ذلك مع وصول جو الذي نصحه بدفنه في إحداها والعودة بسلام ولن يسأل عنه أحد. المشاهد المتفرقة في ختام العرض ترصد المحقق في حديقة منزله وشعور الذنب يلازمه وسط تساؤل هل قتل بريئاً أو أنه عاقب من دون قصد القاتل المتسلسل، ليبقى الإستنتاج غير محسوم.