الأخبار العالمية

الى وزير الدفاع الأمريكي.. لا يوجد بلد إستخدم القوة لحل النزاعات مثل أمريكا

“بكين وعلى غرار موسكو، تسعى إلى عالم الغلبة فيه للأقوى، وتحّل فيه النزاعات بالقوة، ويمكن فيه للحكام المستبدين أن يطفئوا شعلة الحرية.. إنه إذا تمكنت دولة ما من الإفلات من المحاسبة عن الانتهاكات، ستحذو حذوها دول اخرى”، هذا الكلام هو لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قاله يوم السبت الماضي امام منتدى هاليفاكس الدولي للأمن في كندا.

العالم – كشكول

واضاف اوستن:”لا تزال هناك قواعد للحرب، وان انتهاك قوة عظمى هذه القواعد سيشجّع دولا أخرى على تحدي القانون الدولي والمعايير الدولية.. نحن مصمّمون على الدفاع عن هذه القواعد، وخصوصا المبدأ الأساسي المتمثل بتمتع غير المقاتلين بالحصانة.. إن الغزو الروسي يعطي لمحة عن عالم مليء بالاستبداد والاضطرابات لا رغبة لأحد منّا بالعيش فيه “.

من الواضح ان كلام أوستن ينطلق من فكرة ان الغرب هو مركز العالم ومنه تنطلق “القيم” التي يجب ان تكون قياسا للخير والشر في هذا العالم، وكل من يخالف هذه “القيم” هو شرير يجب مواجهته بل إبادته، وهذه “المركزية الغربية” هي التي جعلت المستمعين لأوستن يتلقون ما يقوله وكأنه وحي مُنزل، فلو كان هناك بين المستمعين من لا يؤمن حقا ان الغرب ليس مرجعية سياسية، ناهيك عن ان تكون مرجعية “قيمية”، لكان رد عليه بالقول:

-ماذا عن “الإنسانية” و “عدم حل النزعات بالقوة”، لدى امريكا والغرب، في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان وفيتنام واليابان والمانيا؟!.

-من الذي قتل 20 مليون من السكان الأصليين لامريكا؟.

-من الذي اختطف الملايين من أوطانهم في إفريقيا ونقلهم الى امريكا ليعملوا كعبيد في مزارع المستعمرين؟.

-من الذي استخدم القنبلة النووية ولأول مرة في تاريخ البشرية، لإبادة مدن بكاملها مع سكانها؟.

-من الذي يفرض الحصار على الشعوب لتجويعها، لترفع الراية البيضاء امام الجبروت والطغيان، وعلى مدى عقود تمتد لنصف قرن، كما في كوبا وايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها؟.

-من الذي غزا العراق وافغانستان، ودمر ليبيا واليمن وسوريا، وصنع القاعدة و داعش وشقيقاتهما، من اجل بث الخراب والدمار في المنطقة؟.

-من الذي اوجد “اسرائيل” في قلب العالم الاسلامي، ودعمها ماليا وعسكريا، واعتبر امنها من أمنه، رغم ان المنظمات الدولية تعتبرها كيانا عنصريا؟.

-من الذي يحق له ان يؤلب العالم كله على روسيا والصين من اجل تفتيتهما، ويحاول مد حلف الناتو الى الحدود الشرقية لروسيا، بينما يحرم على روسيا ان تتحالف مع دول اخرى رافضة للمركزية الغربية؟.

-من الذي حمى الطغاة في امريكا اللاتينية، وافريقيا، واسيا، ضد شعوبها، وتورط في انقلابات عسكرية، لوأد الديمقراطية فيها؟.

-من الذي يحمي ملوك وامراء ومشايخ العرب المستبدين، الذين يحكمون شعوبها دون دساتير ولا انتخابات؟.

-من الذي حمى ودعم الطاغية السفاح صدام ، في الحرب التي فرضت على الجمهورية الاسلامية الفتية، على مدى ثماني سنوات، سقط فيها مئات الالاف من الضحايا؟.

-من الذي اسس “معتقل غوانتانامو”، الذي لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أنه يمثل همجية هذا العصر؟.

“انها امريكا”، هذا هو الجواب الصحيح لكل تلك الاسئلة، الامر الذي “يعطي لمحة عن عالم مليء بالاستبداد والاضطرابات” ولكن لا رغبة لشعوب العالم للهروب منه ، بل ان هذه الشعوب تصر على العيش فيه ، ومقارعة “القوة” الغاشمة التي تحاول ان تجعله جحيما.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock