الأخبار العربية

الاردن يرد الصفعة.. السر وراء منع رحلتي ولي عهد الاردن ونتنياهو

“صعوبات في التنسيق” هي الجملة المنمقة التي تخفي تجذر الخلافات بين الاردن ورئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اضطر لتأجيل زيارته إلى الإمارات، وذلك بعد رفض عمّان مرور طائرته عبر الأجواء الأردنية، في مشهد يكشف عمق الأزمة بين الطرفين.

العالم – كشكول

الطائرة الاماراتية التي كان من المفترض ان تنقل نتنياهو وحاشيته اضطرت للعودة خالية، حسبما ذكر مراسل لصحيفة عبرية، بعدما اجبر نتنياهو على تاجيل زيارته للامارات للمرة الرابعة وذلك بسبب رفض الأردن السماح لطائرته بالعبور من أجوائه، وذلك ردا على عرقلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي زيارة ولي العهد الحسين بن عبدالله إلى المسجد الأقصى الأربعاء.

ورغم ان زيارة ولي العهد الاردني نسقت مسبقا حتى التفصيل الأخير، بما يشمل الترتيبات الامنية وعدد الحراس المسلحين الذين سيدخلون مع الأمير الأردني. لكن الجانب الاسرائيلي تحجج بان رجال أمن أكثر من العدد المتفق عليه، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الذي قال أن زيارة ولي عهد الأردن تم إلغائها بعدما “أرادت إسرائيل تغيير برنامج الزيارة” على نحو يؤدي إلى التضييق على المقدسيين.

والحقيقة ان الازمة بين الاردن ونتنياهو متجذرة وقد ترجع في حقيقتها لاسباب عدة منها رغبة سلطة الاحتلال في التضييق من الوصاية الهاشمية على المقدسات في فلسطين المحتلة ،حيث يشرف الأردن، من خلال دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، وذلك بموجب القانون الدولي. وهو الامر الذي لا يرغب فيه كيان الاحتلال فكما كشفت تقارير عديدة هناك نية لتل أبيب للتخلص منها، وربما تحويلها إلى السعودية بدلاً من الأردن، خاصة في ظل السعي لتنفيذ صفقة ترامب “صفقة القرن” وبالتالي فإن كل ما فيها يقع تحت الوصاية الإسرائيلية.

وقد يكون السبب الاخر لهذه الازمة هي الزيارة السرية للاردن التي قام بها وزير الحرب الإسرائيلي وزعيم حزب “أزرق أبيض”، بيني غانتس خصم نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية والتي جمعته مع الملك الاردني عبد الله الثاني، كما استقبل وزير خارجيّته أيمن الصفدي نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي. وبحسب تقديرات إسرائيلية فإن هذه الزيارات السرية لخصوم نتنياهو إلى عمان، والحديث عن عدم رغبة الاردن في التعامل مع نتنياهو، أغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي دون شك، الذي يحظى بالأساس بعلاقات متوترة مع الأردني لأسباب كثيرة. فالعلاقة فاترة بين الطرفين وشابتها أزمات عديدة خلال السنوات الأخيرة، وذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وإعلان نتنياهو خطة ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن.

ويرجح بعض المراقبون ان تكون ابو ظبي قد نسقت مع عمان لتخليصها من عبء هذه الزيارة قبيل حسم القرار الإسرائيلي في الانتخابات القادمة. فيما يرى اخرون ان السبب الرئيسي لتاجيل بنيامين نتنياهو زيارته للامارات يكمن في ان الادارة الامريكية الجديدة تبحث عن رئيس جديد لحكومة الاحتلال غير نتنياهو وان محاولة منع نتنياهو من زيارة الامارات يمكن ان يوضع في سياق مناخات وضغوطات لا تسمح له باستثمار زياراته في الانتخابات.

وحول ردود الفعل في الداخل الاسرائيلي فقد استغل وزير الحرب هذه الفرصة وشدد على ان نتنياهو أضرّ كثيراً بالعلاقات مع الأردن، قائلاً إن “تصرفات نتنياهو في السنوات الأخيرة أضرّت كثيراً بالعلاقات مع الأردن، ما أدّى إلى خسارة مكتسبات مهمة لإسرائيل” ، فيما اعتبرت الصحافة العبرية ان تاجيل زيارة نتنياهو يمثل إخفاق كبير بالسياسة الخارجية وانها تحولت من “إعلان انتخابي مثالي” إلى ما اسمته “إحراج وطني”.

ومع بقاء اقل من اسبوعين على الانتخابات في كيان الاحتلال الاسرائيلي فقد أحبطت الدعاية الانتخابية التي كان يأمل نتنياهو في الحصول عليها من زيارته لابوظبي، كما مثلت صفعة قوية له ومع توسع ازماته الخارجية والداخلية فان مستقبل نتنياهو السياسي يواجه تهديد حقيقي.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock