الأخبار العالمية

الغرب وحلم تجرید ایران من القوة التي لجمت امثال ترامب ونتنياهو

رغم انه من السذاجة تقييم السياسة الخارجية لامريكا على ضوء الانتماء الحزبي لهذ الرئيس او ذاك، فأمريكا لا تغير سياستها وفقا لاهواء رؤسائها، خاصة فيما يخص “إسرائيل”، فجميع الرؤساء يتنافسون على خدمتها ، ولا يتورعون عن تجنيد كل امكانيات امريكا للدفاع عنها وحمايتها، ومحاربة كل من يعاديها. إلا ان هناك رؤساء تصل بهم الحماسة حدا يقدمون فيه مصالح “إسرائيل” على مصالح امريكا، على الرغم من صعوبة الفصل بين هذه المصالح.

العالم – قضية اليوم

تأكيدا لهذه الحقيقة، ناصب جميع رؤساء امريكا من جمهوريين وديمقراطيين منذ اكثر من اربعين عاما، العداء للجمهورية الاسلامية في ايران . حاصروها اقتصاديا، وفرضوا عليها حربا دامت 8 سنوات بعد ان حرضوا عليها الطاغية صدام، بتمويل دول الخليج الفارسي، وشنوا عليها حربا طائفية مقيتة ومازالوا، والسبب، كان دفاع ايران المبدئي والثابت عن القضية الفلسطينية، وكل ما قيل ومازال يقال في اعلام تحالف الشر الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، عن “تصدير الثورة” و “التشيع” و “مناهضة السنة والعروبة” و..، كان لاغفال السذج من العرب والمسلمين.

زود الغرب “المتحضر” السفاح صدام، بالطائرات والصواريخ والدبابات والمدرعات والمدافع والاسلحة الكيميائية وجميع انواع العتاد العسكري، وجند الاقمار الصناعية وجميع اجهزة مخابراته للتجسس على القوات الايرانية، كما دخل وبشكل مباشر في الحرب المفروضة على الشعب الايراني، وخاصة امريكا، عندما قامت عام 1988 باسقاط طائرة الركاب الايرانية فوق الخليج الفارسي ما ادى الى استشهاد نحو 300 ركبا اغلبهم من الاطفال والنساء، وقصف ناقلات النفط والموانىء الايرانية.

وزير الخارجية الالماني الذي دعا قبل ايام الى رفض العودة الى الاتفاق النووي مع ايران ما لم يتم توسيعه ليتضمن البرنامج الصاروخي الايراني ودور ايران الاقليمي، كانت بلاده من اكبر مصدري الاسلحة الكيميائية الى الطاغية صدام على مدى 8 سنوات، والتي استخدمها الدكتاتور بشكل عشوائي ووحشي ، ليس فقط ضد القوات الايرانية في الجبهات، بل ضد الشعب الايراني في مدن مريوان وبانه وسردشت وسومار وبيرانشهر ونودشه بالاضافة الى العديد من القرى في محافظة كرمانشاه، وتسبب القصف في ازهاق ارواح الالاف من المواطنين اغلبهم من الاطفال والنساء، بينما مازال الالاف منهم يعانون حتى اليوم من اعراض الغازات السامة التي زودت بها الحكومة الالمانية صدام.

اللافت ان الغرب وخاصة امريكا والمانيا وبريطانيا وفرسا، لم يستنكر هذه جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي كان يرتكبها الطاغية صدام بأسلحتهم، حتى بعد ان زودت ايران قادة هذا الغرب “المتمدن والمتحضر” افلاما عن قصف القوات الصدامية لمدينة حلبجة العراقية بالقنابل الكيميائية على مدى يومي 16 و 17 اذار مارس عام 1988، حيث مات في الدقائق الاولى اكثر من 5000 انسان، بينما مات آلاف آخرون بعد ايام واسابيع وشهور وحتى سنين، جراء استنشاقهم الغازات السامة. ولم تحرك تلك الافلام والصور الفظيعة شعرة من جسد هذا الغرب الميت.

التجربة المريرة التي مرت بها ايران خلال الحرب المفروضة، وامتناع العالم اجمع عن تزويدها حتى بصاروخ واحد لتدافع به عن نفسها، في مقابل فتح الغرب والشرق حينها مخازن اسلحته للطاغية صدام ، دفع ايران الى ان تقطع كل أمل لها بالخارج وان تعتمد كليا على عقول وسواعد ابنائها، الذين تمكنوا في فترة قياسية من بناء برنامج صاروخي، أقبر والى الابد “احلام” امريكا والكيان الاسرائيلي، في التعرض لايران عسكريا.

في ظل قوة الردع الصاروخي، تمكنت ايران من بناء برنامج نووي للاغراض السلمية، دون ان تتجرأ اكبر قوة في العالم من وقفه. وفي ظل قوة الردع الصاروخي، بنت ايران احدى اكبر النهضات العلمية في منطقة الشرق الاوسط، والتي جعلتها مكتفية ذاتيا في العديد من المجالات. الامر الذي جعل الثنائي “الامريكي الاسرائيلي” يلجأ الى اسلوب جبان وخسيس تمثل في جرائم اغتيال العلماء الايرانيين، في محاولة يائسة لوقف التطور العلمي في ايران.

وجود دولة تمتلك قوة ردع صاروخية جبارة، الى جانب امتلاك هذا الدولة قيادة لا تتردد لحظة واحدة في استخدام قوة الردع هذه في حال تعرضت لعدوان، جعل امريكا والغرب يضعان استهداف هذه القوة الردعية في سلم اولويات استراتيجيتهم، وهو ما يفسر كل هذا الاصرار اللافت من قبل الادارات الامريكية المتعاقبة وخاصة ادارة ترامب، وكذلك الحكومات الغربية دون استثناء، على تضمين الاتفاق النووي الايراني البرنامج الصاروخي الايراني، بهدف تجريد ايران من قوتها، وبالتالي تكون لقمة سائقة لثنائي الشر امريكا و”اسرائيل”.

حتى السذج من الناس باتوا على يقين، انه لولا قوة الردع الصاروخية التي تمتلكها ايران، لما ترددت امريكا او الكيان الاسرائيلي، لحظة واحدة عن قصف ايران. فهذه القوة هي التي لجمت اكثر ادارة صهيونية عنصرية يمينية متطرفة مجنونة مرت على البيت الابيض، مثل ادارة ترامب. كما لجمت ارهابيا سفاحا متعطشا للدماء والسلطة مثل نتنياهو. ولجمت ايضا منافقي الغرب، الذين ما انفكوا يمدون اعداء ايران بكل ما يملكون من اسلحة فتاكة وفي مقدمتها الصواريخ والاسلحة الكيمائية، مثل هايكو ماس ومن لف لفه في الترويكا الاوروبية، التي وقعت على الاتفاق النووي نفاقا، بينما يحلمون بتجريد ايران من قوتها.

نجم الدين أمين – العالم

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock