الأخبار العالمية

هل يكون التقارب التركي – المصري على حساب “الإخوان”؟

  • الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتطلع لتعاون مع مصر 

تختلف الدول فيما بينها عادةً حول مصالح تتعارض، ولأن المبدأ المُعتمد يقول ألا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة ولكن مصلحةٌ دائمة، فإن اللجوء إلى حلول وسط تُرضي الطرفين تكون مخرجاً للأزمات.

لكن حين يجري الحديث عن إعادة ترتيب العلاقات التركية مع كل من مصر والسعودية فإن السؤال يُطرح حول دوافع التغيير خاصةً مع رفض أنقرة الاعتراف لسنوات بشرعيّة الحكم في القاهرة.

وتتوجه السلطات التركية مؤخراً نحو “تأطير” الخطاب الإعلامي الخاص بالإخوان المسلمين في أراضيها، بما يخدم تقاربها مع مصر، حيث صرّح مدير قناة “الشرق” للميادين بأن السلطات التركية طلبت إجراء تعديلات في خطاب القناة، مضيفاً أنه سيجري مراجعة “بعض العبارات والألفاظ التي يعتبرها الجانب المصري استفزازية”.  

وأعقب هذا الإجراء التركي ترحيب مصري على لسان وزير الإعلام الذي وصف الأمر بـ”المبادرة الطيبة” التي تخلق “مناخاً ملائماً لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين، على مدار السنوات الماضية”.

وأمام ذلك يصح التساؤل عن أسباب تعطيل عمل الإخوان المسلمين المصريين بعد أن احتضنهم وتبنى قضيتهم لسنوات ومنحهم من بلاده منصّةً للهجوم على الحكم في مصر، فهل قررت أنقرة التضحية بعلاقتها بإخوان مصر بسبب مصالحها الخاصة؟

وفي هذا الشأن، قال الباحث التركي في الشؤون السياسية أوكتاي يلماز، في حديث للميادين، إنه لا يوجد مصلحة لتركيا ومصر “ببقاء الخصومة بينهما”، بل “يوجد مصالح متبادلة بين البلدين وحاجة مشتركة للعمل معاً”.

وأشار إلى أن مصلحة تركيا ومصر “أكبر بكثير من مصلحة الأفراد والجماعات”، خاصةً وأن تركيا “لا تريد دفع مصر إلى أحضان إسرائيل واليونان والتحالف المضاد لأنقرة”. 

وأضاف الباحث التركي أن بلاده “تحملت مطالب الشعوب العربية أكثر من اللازم ويجب الاهتمام بمصالحها” على حد تعبيره، موضحاً أن مصالح المعارضين العرب الموجودين في أنقرة “ليست أهم من مصالح تركيا”.  

 ولفت يلماز إلى أن القنوات الإعلامية للمعارضة المصرية أضرت بالعلاقة بين أنقرة والقاهرة، في حين “يجب عدم السماح للوجود المصري والعربي في تركيا بالإضرار بالمصالح التركية”.  

أما الباحث السياسي والاجتماعي طلال عتريسي، فقال للميادين إن الرهان التركي على الإخوان في مصر “انتهى”، كما “فشل” الرهان في سوريا حيث “تحول الإخوان إلى النصرة وداعش”.

وأكد عتريسي أن وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة وفشل الرهان على الإخوان المسلمين “دفع تركيا لتغيير سياساتها”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن عقلنة السياسة الخارجية التركية في مصر ولا يتم ذلك في سوريا”.

بدوه، رأى الكاتب السياسي عبد الله السناوي أن على تركيا أن “تعقلن السياسة الخارجية وتراجع أفعالها السابقة”، كما يتوجب عليها الإقرار بأن “المصريين رفضوا حكم الإخوان”. 

وأضاف السناوي للميادين أنه إذا أرادت تركيا التضامن مع الحريات “عليها التضامن مع الصحافيين على أراضيها”.

واعتبر السناوي أن مشكلة الإخوان “عدم القدرة على الالتزام بما تعهدوا به”، وأن لديهم “مشكلة مصداقية، وهم ينالون جزاءهم من تركيا وقطر”.

المصدر : الميادين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock