تقارير خاصة

الشهادة.. ثقافة تستنهض الشعوب لمقارعة المستكبرين

 

أسماء يحيى الشامي
تطل علينا الذكرى السنويةُ للشهيد في أبهى حُلَّتِها.. هذه الذكرى التي لا تُنسى ولن تُنسى في أُمَّـة تعشقُ الشهادةَ وتتحَرّكُ في سبيل الله.. أُمَّـةٌ باعت من الله فاشترى منهم، فكانت تجارتُهم رابحةً..
الشهادة والتحَرّك في سبيل الله وَفي سبيل الدفاع عن المستضعفين هي طريق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً..
وبالرجوع إلى هؤلاء العظماء ومعرفة خطهم ونهجهم سنجد عظمةَ الخط والطريق الذي تحَرّكوا؛ مِن أجلِه وبذلوا أرواحهم في سبيل تحقيق أهدافهم التي تحَرّكوا؛ مِن أجلِها..
هؤلاء العظماء هم الشهداء وهم معراج كُـلّ تقي إلى السماء.. فَبتتبع آثارهم وأخلاقهم وصفاتهم وحياتهم بشكل عام نجدُ أنهم صعدوا على سُلَّمِ الكمال الإنساني وتمتعوا بخصائص القيادة..
الشهداء عنوان للحق والقضية العادلة في كُـلّ زمان وفي أي مكان وبهم يتحقّق وعد الله وبتضحياتهم ودمائهم يكون استخلاف المستضعفين والتمكين في الأرض..
وكل تحَرّك لهؤلاء العظماء يكون منطلقه الشعور بالمسؤولية وَالارتباط الوثيق بالله وَالإيمان أن خط الجهاد والشهادة في سبيل الله ما يلقاه إلا ذو حظ عظيم..
وبدماء الشهداء الزكية يكون العطاء وتزهر الأرض.. وذلك من خلال استنهاض المستضعفين ومقارعة الطغاة والمستكبرين ولولا حركة الصراط المستقيم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لفسدت الأرض..
لذلك ما يحدث في اليمن من عدوان وحرب كونية ليس بالغريب فكل أُمَّـة تحمل ثقافة الشهادة والجهاد ومقارعة الظالمين والمستكبرين وتتحَرّك في إطار مشرع أمة لنصرة المستضعفين.. تكون معرضة للاستهداف من قبل دول الاستكبار العالمي التي تخاف من أية حالة وعي لدى الشعوب ومن مشروع مناهض لمشاريعها.. وهذا ما حدث في اليمن..
مشروع ثوري لبناء دولة والتحرّر وَالاستقلال من الهيمنة الأمريكية.. وقبل هذا وذاك قيادة حكيمة ربانية مخلصة تستشعر المسؤولية.. هذا كله مع عامل الشعب وتضحيات المجاهدين الذين يحملون المشروع ويتحَرّكون بثقافة القرآن وحب الشهادة..
لذلك عندما تحمل الأُمَّــة ثقافة الشهادة وَالاستشهاد وفي إطار مشروع أمة وَقيادة حكيمة حتماً سوف تنتصر وهذا وعدُ الله..
إذن للشهداء حضور دائم في حياتنا وليسوا مُجَـرّد ذكرى فقط بل هم منظومة من القيم ومنهج نتحَرّك لاستكمال الأهداف التي خرجوا؛ مِن أجلِها.. وَتكريماً لهم وَوفاءً لدمائهم هو الحفاظ على هذه الأهداف ومنظومة القيم التي خرجوا مِن أجلِها ورعايته أسرهم والاهتمام بهم..
وفي الأخير شهداؤنا عظماؤنا وسيظلون تاجاً على الرؤوس ومصدر عزنا وفخرنا..
والسلامُ والخلودُ لكل الشهداء، واعذرني أخي الشهيد المجاهد أحمد يحيى الشامي لتقصيرنا؛ لأَنَّ الكلمات لن ولم ولا يمكن أن تفي بحقكم وعظمتكم.

المصدر : ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock