الأخبار العربية

ابن فرحان وموازنات البطة العرجاء بين ايران واميركا 

في محاولة لنفض الغبار الذي لحق بالسعودية وولي عهدها جراء تداعيات جريمة خاشجقي وتسريب تقرير المخابرات الاميركية الذي فضح التورط المباشر لمحمد بن سلمان بهذه القضية، يخرج وزير الخارجية السعودية في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” ليستعرض ما يسمى بالانفتاح السعودي الذي يحاول ولي العهد الشاب تصير نفسه من خلاله أنه القائد الذي سيسير بالسعودية برؤية 2030 التي لم يرى السعوديون منها حتى الآن إلا…. .  

العالم – كشكول

المقابلة تضمنت الكثير من النقاط التي يمكن التوقف عندها بكثير من التأمل والاستغراب، انطلاقا من موضوع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وصولا إلى التواجد الأميركي في المنطقة وحتى العلاقات الإيرانية السعودية، لكن اكثر موازنة كانت مثيرة للاستهجان في تصريحات فيصل بن فرحان حين اعتبر ان دور إيران في سوريا واليمن ولبنان يهدد الاستقرار في المنطقة، فيما اعتبر ان أمريكا لديها مصالح حيوية في المنطقة وستظل هكذا وان قواتها في المنطقة موجودة لضمان الاستقرار والأمن!

وبعيدا عن ان ايران في الحقيقة لم تقم بإرسال قوات إلى أي من هذه الدول المذكورة، ففي الحقيقة لا ندري أي استقرار وأي أمن هذا التي تحققه القوات الأميركية في المنطقة وهي التي تتموضع في هذه المنطقة على حساب أهلها وبأموال التي تقدم لها بحجج واهية، ولكن ماذا يجرؤ ان يقول من كان قد سلم رقبته لهذه القوات الأميركية وربط وجودة على سدة العرش بوجودهم وان كان هذا الموضوع على حساب أموال النفط التي هي في الحقيقة يجب ان تعود لهذا الشعب.

ابن فرحان قال في المقابلة انه “يريد من إيران وقف أنشطتها التي تتسبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة وسلوكها العدواني… بالطبع إذا كانت على استعداد للقيام بذلك، فإن ذلك سيفتح الأبواب ليس فقط للتقارب، ولكن حتى للشراكة” وطبعا فإن موضوع الحوار بين السعودية إيران كان الإيرانيون قد طرحوه كثيرا من قبل وجاءت الدعوة لهذا الموضوع على لسان عدد من المسؤولين الإيرانيين دون تجاوب سعودي فعلي، ولكن ما لا تقبله إيران في الحقيقة هي المساومة والمقايضة بتحسين علاقاتها مع دولة معينة على حساب حقوق شعوب أخرى فالجمهورية الإسلامية ترفض رفضا قاطعا ان تساوم على حقوق الشعب اليمني او السوري مثلا على حساب ان تحسين علاقاتها مع دول اخرى وتحقيق فوائد سياسية أو اقتصادية بالنسبة لها.

وفي النهاية فإن الوزير السعودي قال انه يريد تحقيق الرخاء المستدام للشعب السعودي فإن كان محق فعلا فالأحرى به وسادته ان يغلقوا صنبور الأموال الموجه إلى أميركيا بذرائع مختلفة وان يستغلوا هذه الأموال في اقامة مشاريع تنموية تعود على شعوبهم بالفائدة، كما يمكن لهم ايضا ان يستغلوا الأموال التي يهدرونها في طريق قتل اليمنيين الأبرياء في اقامة مشاريع تنموية من شانها ان تضمن حياة جيدة لكل ابناء السعودية، ولكن في الحقيقة فإن هذا النوع من الخطاب لا يحمل جديدا ولا يمكن إلا أن يصنف في سياق محاولة تلميع صورة السعودية وحكامها.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock