الأخبار العربية

لبنان.. إنقلاب الحريري والتشدد الأميركي

يبدو أن عملية استرهان تأليف الحكومة ليست مرشحة للخروج من دوامة الشروط الاسرة، بما يعني أن أبعادا تتجاوز اللحظة الحالية الداخلية تتحكم بالمأزق، ولا أفق قريبا لأي انفراج محتمل لهذه الأزمة.

لعالم_لبنان

ما زال التأليف الحكومي يدور في حلقة مفرغة بما يصعب معه توقع أي حلحلة وشيكة في دوامة التعقيدات والمواقف المتصلبة. ولعل ما استوقف المراقبين في الآونة الأخيرة هو ابتعاد المعنيين المباشرين بمسار التأليف أي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تسليط الأضواء على لقاءاتهما والتكتم حتى على خبر انعقاد اللقاء التاسع الذي عقد بينهما في قصر بعبدا بما يكشف تاليًا اتساع الهوة في مسار التأليف بدل اقتراب التعقيدات من تسويات وحلول.
وتضيف صحيفة “النهار” أن المخاوف تتصاعد من تمدد أزمة التأليف إلى ما يتجاوز الشهر الحالي وربما أيضا الشهر المقبل إذا ثبت ربط أزمة التأليف وافتعال سلاسل الشروط والتعقيدات بأبعاد إقليمية لم تعد خافية على أحد علما أن البلاد تترنح بقوة أمام هوة سحيقة من الأزمات والانهيارات التي تضغط بقوة هائلة. ويبدو أن الخلافات بين عون والحريري لم تقترب بعد من أي قاسم مشترك أقله بعدما اتسعت الهوة في شكل لافت عقب فرض العقوبات الأميركية على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وافتعال اتهامات في وجه الحريري من أنه يساير المناخ الأميركي في بعض جوانب طروحاته لتأليف الحكومة.
أما صحيفة “الأخبار” فكتبت أن مشاورات تأليف الحكومة وصلت إلى طريق مسدود. وبدلاً من البحث عن التوافق، يرفع الرئيس المكلّف تأليف الحكومة، سعد الحريري، من منسوب شروطه، في انعكاس لتشدّد الولايات المتحدة الأميركية الرافضة مشاركة حزب الله في الحكومة. في المقابل، تسعى موسكو إلى إقناع الحريري “بالتشاور مع الجميع”، ومن بينهم جبران باسيل.
فمفاوضات تأليف الحكومة معطّلة، بعد انقلاب الحريري على جميع تعهداته السابقة لمختلف شركاء التأليف. انقلاب الحريري، بحسب عارفيه ومطّلعين على المشاورات، ليس ذاتياً. بل هو ناتج من التشدد الأميركي الذي وصل إلى الذروة بقرار العقوبات على باسيل، معطوفاً على ما تبلّغه الحريري من السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، لجهة رفض بلادها أي مشاركة لحزب الله في الحكومة، سواء عبر حزبيين أو بواسطة “اختصاصيين” يسمّيهم الحزب. وبحسب مصادر معنية، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فوجئ بالسلبية التي استجدّت في مواقف الحريري، وظهرت على شكل شروط جديدة على آلية توزيع الحقائب على الكتل، كما على أسماء الوزراء الذين سيتولّون هذه الحقائب.
وتزامن ارتفاع منسوب التهديدات الأميركية مع عودة سعر الدولار الأميركي إلى الارتفاع في مقابل الليرة. وهذا التغيّر بسعر الليرة بات “لعبة” واضحة، هدفها تقديم الحريري كمنقذ سياسي وحيد، والضغط على خصومه وشركائه في التأليف، من أجل تحميلهم مسؤولية تدهور سعر الصرف.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock