الأخبار العربية

ما الذي كان يُخَطّطُ للأردن وهل كانت الخطة تستهدف حكم الملك؟

تتواصل تداعيات الاحداث الاخيرة في الاردن مع انه تمت السيطرة على الاوضاع في هذا البلد وتعطيل خطة المساس بأمنه واستقراره وارتباط المسؤولين المتورطين بجهات خارجية، بحسب السلطات الاردنية.

العالم – ما رأيكم

واعلنت النيابة العامة في الاردن حظر النشر في كل ما يتعلق بقضية الأمير حمزة حفاظا على سرية التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية، بينما أعربتْ منظمةُ هيومن رايتس ووتش عن خشيتِها من تراجعِ حريةِ التعبير في الاردن.

في غضون ذلك يقوم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بزيارة عمان حاملا رسالة من الرياض. واكدت صحيفة واشنطن بوست ان الوفد السعودي يطالب بالإفراج عن رئيس الديوان الملكي الأردني السابق باسم عوض الله.

محللون سياسيون يرون أن ما جرى في الاردن تأتي في سياق فرض المزيد من الضغوط عليه بسبب اجندات اقليمية وحسابات في المنطقة، ففي ظل اجواء صفقة ترامب والمصممة لتصفية القضية الفلسطينية، هناك دور يقع على عاتق الاردن وليس دورا يريده الاردن، دور يراد له ان يفرض على الاردن لتزداد اعباؤه بحجة حل اشكالية الديون المتراكمة التي تبلغ نحو 50 مليار دولار.

فمع بدء صفقة ترامب اغلقت حنفية المساعدات الخليجية على الاردن، كذلك الحال مع المساعدات الاميركية للاردن والتي كان معضمها مساعدت عسكرية ليس لها علاقة بجوع الناس وحاجاتهم، خاصة ان الاردن يعاني ما يعانيه وليس دولة فيها ثروات.

واوضح المحللون أن القضية الاهم ان كل دول سايكس بيكو في بلاد الشام تم تشكيلها في الاساس لتبقى دول ضعيفة وغير قادر اي منها على تأمين حاجات الأمن القومي لابنائها، والسبب هو ان هذه الانظمة الضعيفة تبقى دائما محتاجة للآخر وفي لحظة معينة يمكن التحكم بمسارها وتحويلها الى دول هشة يسهل اعادة تشكيلها، والاردن لم يكن متجاوبا تماما مع صفقة القرن، ولم يقبل ان يخضع لمتطلبات البعض وتحديدا لمحمد بن سلمان ويرسل جنودا للقتال في اليمن وهذا الامر ليس سهلا ان يتم تمريره.

ويشير المحللون أن زعزعة استقرار الاردن ليس مطلوبا الآن، بل هزه وجعله يتجاوب مع الضغوط اكثر لتفرض عليه المزيد من الشروط، وقد تكون زعزعة الوضع الامني مرحلة لاحقة ولكن ليس الآن، فزعزعة الوضع في الاردن تقلق الجميع وايضا تؤثر سلبا على الكيان الصهيوني، فالكيان الصهيوني يلعب بقوة في العديد من البلدان العربية واكثرها السلطة الفلسطينية وفي الاردن، وهو متغلغل فيها، بالاضافة الى الدول المطبعة حديثا مع هذا الكيان.

فيما يرى خبراء أن النظام الاردني رأى اليوم الفرصة سانحة لوضع حد للاطماع السعودية والاماراتية بالتواطؤ مع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فالأردن يتمتع بأهمية جيوسياسية في اطار الصراع مع العدو الصهيوني، لكنه تفاجأ في إطار صفقة القرن وعهد محمد بن سلمان بأنه جرى القفز عنه كما جرى القفز عن السلطة الفلسطينية لصالح تهميش دوره، وبالتحديد فيما يخص الولاية الهاشمية على القدس، وهذا الامر شكل مصدر تهديد وقلق شملت الثنائي الاردني الفلسطيني.

ويصنف مراقبون الأحداث الاخيرة على ثلاثة ابعاد ولكل بعد خصوصيته واستقلاليته النسبية؛ البعد الاقتصادي والاجتماعي والازمة التي تعيشها البلاد هذه معطى، وتطلعات وطموحات ولي العهد الاردني السابق في احياء دوره السياسي ومحاولة استعادة دور يعتقد انه مفقود هذه ايضا قضية قائمة بذاتها، والاشكال الاردني السعودي الاماراتي نتنياهو المرتبط بصفقة القرن والولاية على القدس وتهميش الدور الاردني هذ ايضا ملف قائم بذاته.

ولكن يقرأ المحللون هذا المشهد بأن النظام الرسمي في الاردن رأى ان هذه فرصة سانحة ومناسبة بعد ان استند الى الجدار الاميركي بالمعاهدة العسكرية بين الطرفين ومجيء الرئيس جو بايدن، بأن يُظهّر الخلاف الذي كان مكتوما او كان حريصا على ان لا يفاقمه في المرحلة السابقة وان يضع حدا للاطماع السعودية والدور السعودي الاماراتي بالتواطؤ مع نتنياهو على الدور الاردني فيما يخص الولاية الهاشمية.

فيما يؤكد المراقبون أن ما جرى وسمي انه مؤامرة لم يرتق الى مستوى انقلاب او ابعاد اجرائية كما اعلن في البيان الرسمي الذي تحدثت فيه الاردن عن مخططات او نوايا ربما تصل الى توافقات على مواعيد، والرواية الرسمية فقيرة بالمعلومات التي تجعلنا نوصف ما حدث بأنه انقلاب.

خبراء في الشأن الاسرائيلي كشفوا أنه كان هناك تعليمات في الكيان الاسرائيلي بأن لا يتدخل الإعلام بما يجري في الأردن وان يعتبر ان هذه المسألة داخلية. ومن جهة اخرى فهناك علاقة تاريخية ما بين الكيان الصهيوني وما بين النظام بالاردن وهناك خيوط عديدة مترابطة ما بين الجهتين والساحة الاردنية هي ساحة خصبة للموساد من اجل احداث زعزعة وعدم استقرار في داخل الاردن.

ويؤكد هؤلاء ان الاردن بالنسبة للمشروع الصهيوني هام ليس فقط فيما يخص الوطن البديل للفلسطينيين، وانما في اطار المشروع الصهيوني الاكبر وهو من النيل الى الفرات، لذلك ما يحصل اليوم في الاردن هو تحت مراقبة ومتابعة حثيثة، وحتى من الداخل الاردني عبر هذه الخيوط للموساد وللحكومة الاسرائيلية.

ويرى المراقبون ان ما جرى في صفقة ترامب كما حصل مع السلطة الفلسطينية انه تم تجاوز الاردن في وصايته على المقدسات في القدس وتم القفز عنه في العديد من التفاصيل، وهذا يشير الى ان السعودية قفزت عن الاردن حينما طرحت نفسها بديلا في الوصاية على المقدسات.

ويشير المحللون الى أنه في سياق الموقف الاميركي الاردن هو مجرد منصة وتابع وله دور محدد وفق الاستراتيجية الاميركية والصهيوني في المنطقة، ولو كان هناك مخطط من اجل تغيير هذا النظام لحصل ذلك خلال فترة ما سمي بالربيع العربي، لكن ليس المطلوب ان يكون تغيير للنظام الآن، وكان مطلوبا ان يكون تحت الضغط ومطلوب ان تكون الاوضاع الاقتصادية بهذه الدرجة من السوء، ولذلك سيبقى الاردن يقع تحت سطوة الاميركي من ناحية والصهيونية من ناحية اخرى.

فما رأيكم؟

  • ما خلفيات ما حدث في الأردن مع اتهام مسؤولين بالعمل على زعزعة الاستقرار والامن؟
  • من هي الجهات الخارجية التي دعمت الامير حمزة وباقي المتورطين؟
  • ما الذي كان يُخَطّطُ للأردن وهل كانت الخطة تستهدف حكم الملك؟
  • لمصلحة من الاضرار بإستقرار الاردن واضعاف نظامه في هذا التوقيت؟

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock