الأخبار العالمية

استقالة هوك.. تبديل اجباري في دقائق المباراة الاخيرة لترامب

بترت ذراع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في زيادة الضغط وفرض حظر على ايران، باستقالة مسؤول الملف الايراني في الخارجية الاميركية براين هوك، مخلفا ملف ايران في الوزارة دون احراز تقدم يذكر.

العالم – كشكول

هوك الجمهوري المعروف بتشدده والذي كان يقود جوقة ترامب الحصارية تجاه طهران؛ والذي كان من محاربي الصف الأمامي في حملة ترامب على إيران، من الانسحاب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/ أيار 2018، إلى إعادة فرض الحظر وتشديده عليها، غادر ميليشيا ترامب الاقتصادية ليعلن توجهه للعمل بالقطاع الخاص.

استقالة هوك لم تكن مفاجئة ربما لايران، ولن تكون محورية ايضا بالنسبة لطهران، حسب تصريحات كبار المسؤولين الايرانيين، فهوك كان مجرد لاعب ضمن خطة السياسة الاميركية، التي بنيت منذ قدوم ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة على اساس الضغوط والحصار وفرض الحظر ضد خصومه الخارجيين، من ايران الى فنزويلا والصين وروسيا، كما لم يوفر ترامب من سياسته هذه أقرب حلفائه الاوروبيين.

وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الذي اعلن عن استقالة هوك، اعتبر ان الاخير انجر ما اسماه نتائج تاريخية في التصدي لايران، كلام الوزير الاميركي جاء لتغطية فشل ادارته في تحقيق اي انجاز عملي وحقيقي على الارض ضد طهران. بومبيو اشار الى استبدال هوك بالجمهوري الاخر إليوت أبرامز، أحد مهندسي الغزو الأمريكي للعراق في 2003، ومن قدامى حزب الجمهوريين، والذي قاد مؤخراً حملة ترامب للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، التي لاقت فشلا ذريعا هي الاخرى.

استبدال فاشل اول (هوك) بفاشل اخر (أبرامز)، وذلك قبل أقل من ثلاثة اشهر من الانتخابات الاميركية التي ربما تعصف بحظوظ ترامب في ولاية رئاسية ثانية، دليل واضح وبرهان دامغ على افتقار الادارة الاميركية لأي خيار جديد تتخذه ضد ايران.

خطوة واشنطن في تكليف مهندس الغزو الاميركي على العراق، بملف ايران، لا تعني تفكير الاميركيين بتوجيه رسائل عسكرية إلى طهران، فالتجربة العراقية لا يمكن تطبيقها مع ايران لعدة اسباب، بات يعيها جيدا القادة العسكريين الاميركيين، ومع أن البعض يرى بأن حماقة ترامب قد تقوده إلى خطوة من هذا النوع، إلا أن ساسة وعسكريي ادارته لابد من أنهم يعيون جيدا خطورة خيار كهذا، ونستبعد تماما اقدام واشنطن على مثل هذه الحماقة، فالجراح الاميركية في عين الاسد لم تلتئم بعد، كما أن الدراسة الجدية الاميركية بشأن تقليل اعداد عسكرييها في العراق، وزيادة تمركزها في عدة نقاط محددة، تعكس القلق الشديد من اي ردّ فعل يستهدف قواتها في المنطقة.

الاستقالة أو التبديل الاجباري في الدقائق الاخيرة من مباراة ترامب، فبعد أن كان الهدف من سياسة الضغوط القصوى ضد ايران، هو تغيير النظام فيها، فشل وبات الهدف الضغط اقتصاديا على طهران، ومحاولة خنقها اقتصاديا. ليوصل هوك باستقالته رسالة موجعة إلى أرباب عمله في البيت الابيض وهي اعتراف ضمني بفشل سياسة واشنطن ضد طهران، وتحطّم جميع احلام ترامب وادارته في تغيير النظام في ايران، على صخرة الصبر والسياسة الايرانية المتزنة في تعاملها مع الغرب بشكل عام وأميركا بشكل خاص، فخبرة الساسة الايرانيين في ادارة سياسة خصومهم في الملفات المختلفة، ليست خفية على أي متابع للشأن السياسي الايراني؛ خبرة راكمها سياسيو طهران عبر أربعة عقود من الزمن منذ انتصار الثورة الاسلامية في 1979، واجهت فيها ايران جميع انواع واساليب الضغزطات، من الحرب العسكرية المباشرة إلى السياسية والاقتصادية، لتحقق فيها جميعا انتصارات ساحقة، اضافة إلى تحقيق تقدم واضح في جميع المجالات وبخبرات ذاتية.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock