منوعات

ماذا قالت صحف غربية عن عراب الحروب الذي كرس عبقريته لهزيمة العرب؟

علقت وسائل إعلام أميركية وبريطانية على وفاة مستشار للأمن القومي ووزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر (1923-2023).

العالم- الامريكيتان

واستهل الكاتب نك تورس مقاله في موقع إنترسبت الأميركي بأن كيسنجر ساعد في إطالة أمد حرب فيتنام وتوسيع هذا الصراع ليشمل كمبوديا المحايدة، وسهل عمليات الإبادة الجماعية في كمبوديا وتيمور الشرقية وبنغلاديش. وسرع الحروب الأهلية في جنوب القارة الأفريقية، ودعم الانقلابات وفرق الموت في كافة أنحاء أميركا اللاتينية. وكانت يده ملطخة بدماء ما لا يقل عن 3 ملايين شخص، وفقا لكاتب سيرته الذاتية غريغ غراندين.

ونقل تورس عن المدعي العام المخضرم في جرائم الحرب ريد برودي قوله “هناك عدد قليل من الأشخاص الذين كان لهم يد في هذا القدر من الموت والدمار والمعاناة الإنسانية في العديد من الأماكن حول العالم مثل هنري كيسنجر”.

ولفت الكاتب إلى تحقيق أجراه موقع إنترسبت عام 2023، خلص إلى أن كيسنجر الذي ربما كان أقوى مستشار للأمن القومي في التاريخ الأميركي والمهندس الرئيسي لسياسة الحرب الأميركية في جنوبي شرقي آسيا من عام 1969 إلى 1975، كان مسؤولا عن مقتل عدد أكبر من المدنيين في كمبوديا مما كان معروفا سابقا، وفقا لأرشيف حصري للموقع من الوثائق العسكرية الأميركية والمقابلات مع الناجين الكمبوديين والشهود الأميركيين.

وبحسب الخبراء، تحمل كيسنجر مسؤولية كبيرة عن الهجمات في كمبوديا والتي أسفرت عن مقتل نحو 150 ألف مدني، أي نحو 6 أضعاف عدد المدنيين غير المقاتلين الذين قتلتهم الولايات المتحدة في الغارات الجوية منذ 11 أيلول 2001.

وبصفته وزيرا للخارجية ومستشارا للأمن القومي، قاد كيسنجر جهود تحسين العلاقات مع الاتحاد السوفياتي السابق و”فتح” جمهورية الصين الشعبية على الغرب للمرة الأولى منذ وصول ماو تسي تونغ إلى السلطة في عام 1949.

كما دعم جيوش الإبادة الجماعية في باكستان وإندونيسيا.

وفي حالة باكستان، دعم نيكسون ومستشاره للأمن القومي كيسنجر دكتاتورا قام وفقا لتقديرات وكالة المخابرات المركزية بذبح مئات الآلاف من المدنيين.

وفي حالة إندونيسيا، أعطى الرئيس جيرالد فورد وكيسنجر الرئيس سوهارتو الضوء الأخضر لغزو تيمور الشرقية، الذي أسفر عن مقتل نحو 200 ألف شخص، أي حوالي ربع مجموع السكان.

وأفاض الكاتب في ذكر دور كيسنجر الانقلابي في العمليات السرية في أميركا اللاتينية مثل تشيلي، ودبلوماسيته التي أشعلت حربا في أنغولا وأطالت أمد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وخيانته للأكراد في العراق، كما كتب غراندين “لقد ترك تلك المنطقة في حالة من الفوضى، مما مهد الطريق لأزمات لا تزال تعاني منها البشرية”.

وأشار الكاتب إلى أن إرث كيسنجر يمتد إلى ما هو أبعد من الجثث والصدمات ومعاناة الضحايا الذين خلفهم وراءه. فقد قال غراندين لموقع إنترسبت إن سياساته مهدت الطريق للمذبحة المدنية في الحرب الأميركية على الإرهاب من أفغانستان إلى العراق، ومن سوريا إلى الصومال، وما بعدها.

وفي السياق، كتب جوزيف مسعد وهو أستاذ السياسة العربية الحديثة والتاريخ الفكري بجامعة كولومبيا في مقاله بموقع ميدل إيست آي البريطاني، أن جرائم الإبادة الجماعية غير الأخلاقية التي ارتكبها كيسنجر كشفت أنه ممثل مخلص للنخب الأميركية التي خدمها طوال حياته.

ولفت الباحث إلى أن كيسنجر هو الذي دعا إلى تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع المستعمرات الاستيطانية العنصرية البيضاء في جنوب أفريقيا وروديسيا، والمستعمرات البرتغالية في موزمبيق وأنغولا.

وبالنسبة للشرق الأوسط، فإلى جانب تعزيز العلاقات مع إسرائيل التي أصبحت حليفا رئيسيا للولايات المتحدة خلال سنوات نيكسون وفورد، جعل كيسنجر إسرائيل مدججة بالسلاح خلال حرب 1973 من أجل منع “النصر العربي”.

وأدت مساعدته العسكرية الطارئة للكيان الإسرائيلي خلال الحرب إلى عكس الانتصارات المبكرة للجيشين المصري والسوري، وضمنت فوز الكيان في الحرب. كما ضمن عدم إمكانية إقامة علاقات أميركية مع منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي أيلول 1975 وقع كيسنجر “مذكرة تفاهم” مع الصهاينة تلزم الولايات المتحدة بعدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أو التفاوض معها ما لم تعترف بما يسمى “حق إسرائيل في الوجود” كدولة عنصرية تؤمن بالتفوق اليهودي.

وذكر الباحث أن سجل كيسنجر المروع جعله محبوبا لدى العديد من الساسة الليبراليين في الولايات المتحدة. فقد أحبه آل كلينتون، وحضروا حفلات أعياد ميلاده. ولم تستطع هيلاري كلينتون التوقف عن الثناء عليه على نصيحة قدمها لها عندما كانت وزيرة للخارجية، مؤكدة أن “كيسنجر صديق”.

وفي عام 2010 استخدمت إدارة باراك أوباما سياسات كيسنجر القاتلة في كمبوديا لتبرير عمليات القتل الإجرامية التي ارتكبتها بالمسيرات ضد مواطنين أميركيين وغير أميركيين في مختلف أنحاء العالم.

وأضاف أن كل السياسات الإمبريالية القاتلة التي انتهجها كيسنجر لم تحد عن السياسة الخارجية الأميركية قبله أو بعده. وهذا هو السبب وراء شعبيته بين رجال الأعمال والنخبة الفكرية الأميركية، الليبراليين والمحافظين على حد سواء.

وقال الباحث إن جرائم الإبادة الجماعية غير الأخلاقية التي ارتكبها كيسنجر ليست أكثر وحشية من جرائم الولايات المتحدة منذ تأسيسها. وخلص إلى أن كيسنجر لم يكن سوى ممثل مخلص للنخب الأميركية المجرمة التي خدمها طوال حياته، والتي ضمنت له حياة طويلة من الشهرة والثروة والرفاهية.

وقبل وفاته بنحو شهر، لم يغير الدبلوماسي السابق، الذي أصبح باحثا ومؤلفا ومحللا سياسا مرموقا، من مقارباته تجاه العرب والقضية الفلسطينية، حيث أدان بشكل حاد في آخر لقاءاته هجوم حماس على الكيان الإسرائيلي، داعيا إلى ردعها بقوة، كما طالب بتخفيف الوجود العربي والأجنبي في ألمانيا التي لم ينس فيها جذوره اليهودية التي استغلها لخدمة تل ابيب طويلا، مكرسا لذلك الهدف كل مهاراته الدبلوماسية والسياسية.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock