درجات الحرارة في العالم إلى ارتفاع.. وهذه مخاطر التغير المناخي!
- الانخفاض السريع في الغطاء الجليدي البحري العائم في القطب الشمالي في الصيف
- هذا التوقع أصبح حقيقة، وأنه ذكرها في كتابه الجديد «بريف نيو آركتيك» وأن تأثيرات الاحترار واضحة
- العلماء عرفوا منذ فترة طويلة أنه بينما تتسبب ظاهرة التغير المناخي بتسخين الأرض
- كيف ستتغير جذرياً، وماذا تعني هذه التغييرات بالنسبة إلى كوكب الأرض
- اختفاء قمتين جليديتين صغيرتين في القطب الشمالي الكندي
هل يشهد العالم تغيرات مناخية، وما مدى خطورتها وما الأدلة على وجودها، وهل لأنشطة الإنسان أثر في وجودها، وإلى ماذا تؤدي هذه الظاهرة في نهاية المطاف؟
في هذا الإطار، يقول مدير مركز البيانات للثلج والجليد في جامعة كولورادو مارك سيريز: إن ظاهرة التغير المناخي موجودة وإن الأدلة عليها تعتبر مرعبة.
ويمضي في مقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية بالقول إن العلماء عرفوا منذ فترة طويلة أنه بينما تتسبب ظاهرة التغير المناخي بتسخين الأرض، فإن تأثيراتها تكون أكثر وضوحاً في القطب الشمالي.
ويقول: إن لهذا الأمر العديد من الأسباب وإن ردود الفعل المناخية هي المفتاح، موضحاً أنه عندما يسخن القطب الشمالي فإن الثلج والجليد يبدآن بالذوبان، حيث يبدأ السطح بامتصاص المزيد من طاقة الشمس بدلاً من عكسها إلى الفضاء، الأمر الذي يجعل السطح يكون أكثر حرارة مما يؤدي إلى المزيد من الذوبان، وهكذا.
ويضيف سيريز – في المقال الذي نشره موقع «الجزيرة» – أن هذا التوقع أصبح حقيقة، وأنه ذكرها في كتابه الجديد «بريف نيو آركتيك» وأن تأثيرات الاحترار واضحة في تقلص الأغطية الجليدية والأنهار الجليدية وفي طرق ألاسكا المتقاطعة، بينما يأخذ الجليد الذي تحتها بالذوبان.
ويستدرك بأن المنطقة القطبية الشمالية تعتبر بالنسبة للعديد من الناس مكاناً بعيداً، وأن القصص بشأن ما يحدث هناك قد تبدو غير ذات صلة بالنسبة لحياتهم، مضيفاً أنه قد يكون من الصعب أيضاً القبول بأن درجة حرارة الكرة الأرضية آخذة بالارتفاع بينما لا يزال البعض يحاول رفع الثلوج التي تسببت بها العاصفة الأخيرة.
ويقول الباحث -الذي أمضى أكثر من 35 عاماً في دراسة الثلوج والجليد والأماكن الباردة- إن الناس غالباً ما يفاجؤون عندما يقال لهم إن الأنشطة البشرية تلعب دوراً في تغير المناخ.
ويقول أيضاً: إن الدليل على أن القطب الشمالي يسخن بسرعة يمتد إلى ما هو أبعد من تقلص القمم الجليدية والطرق الملتوية التي تحت الجليد.
ويوضح أن من بين الأدلة ما يتمثل في صفيحة غرينلاند الجليدية الآخذة بالذوبان، وفي مدى الانخفاض السريع في الغطاء الجليدي البحري العائم في القطب الشمالي في الصيف، وفي الاحترار والذوبان في الجليد الدائم، وفي ارتفاع درجة الحرارة بشكل عام.
ويشير إلى اختفاء قمتين جليديتين صغيرتين في القطب الشمالي الكندي كان قد درس شأنهما في بداية ثمانينيات القرن الماضي.
ويشير إلى أن زميله في المركز بروس راوب يستخدم بيانات الأقمار الاصطناعية عالية الدقة لرسم خريطة لجميع الأنهار والقمم الجليدية في العالم.ويقول إن الأهداف في خريطة زميله لا تثبت على حال، وذلك لأن معظمها إما أن يتقلص أو أن يذوب ويختفي، مما يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر.
ويضيف سيريز: إنه من المرجح بشكل متزايد هذه الأيام أن ما يحدث في القطب الشمالي سيتردد في جميع أنحاء العالم، وأن الاحترار في القطب الشمالي قد يؤثر بالفعل على أنماط الطقس في خطوط العرض الوسطى.
ويقول كذلك: إن انهيار الغطاء الجليدي في جرينلاند له تأثير متزايد على ارتفاع مستوى المياه في سطح البحر، وإنه مع ذوبان الجليد الدائم قد يبدأ بإطلاق ثاني أكسيد الكربون والميثان إلى الغلاف الجوي، مما يزيد من احترار المناخ.
ويختم الكاتب بأن السؤال المطروح الآن ليس هو إذا ما كانت درجة حرارة القطب الشمالي آخذة بالارتفاع، ولكن كيف ستتغير جذرياً، وماذا تعني هذه التغييرات بالنسبة إلى كوكب الأرض.