الأخبار العالمية

ايران ورفع الحظر التسليحي.. انتصار وحق مُسترد

لم يكن اليوم الاحد الثامن عشر من اكتوبر /تشرين الاول أفضل أيام الرئيس الاميركي دونالد ترامب وادارته بكل تأكيد، بل ربما كان الأسوء الذي مرّ على ترامب منذ توليه “سياسة” البيت الابيض قبل اربع سنوات، فقد تلقى وادارته ومستشاريه صفعة قد تكون أولى نتائج سياستهم الاستكبارية اتجاه العالم ولا سيما الجمهورية الاسلامية الايرانية.

العالم – يقال أن

اليوم شهد انتهاء سريان الحظر الدولي الظالم على تسلح طهران والمفروض عليها منذ 13 عاما، خصوصا في ظل تأكيدا على ان قدراتها العسكرية كانت دائما ولا تزال دفاعية بامتياز، و”لا مكان للأسلحة غير التقليدية وأسلحة الدمار الشامل في استراتيجية إيران الدفاعية”، ما يقطع الطريق على الولايات المتحدة وبعض حلفاءها الاقليميين في استغلال قرار رفع الحظر لنشر “الايرانفوبيا”.

العزلة الاميركية التي شهدها العالم في مجلس الامن، بعض الرفض المبطن لأقرب حلفاء واشنطن لمشروع قرارها بتمديد الحظر التسليحي على طهران، كان نتيجة عدة عوامل، أهما ذكاء الدبلوماسية الايرانية، التي تضمنت عن عدة امور كان ابرزها سياسة المواجهة التي يبرع فيها البلوماسي الايراني، وقدرته على مقاومة اي شكل من الضغوط ينافي المصلحة الوطنية والامن القومي الايراني، وهو الذكاء ذاته الذي جمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة لالمانيا في 2015، واخرج من خلاله الاتفاق النووي، وسحب من بين انياب الغرب حقه في امتلاك التكنولوجيا النووية، وهو الذكاء الذي أجبر الغرب الاوروبي على مماهاة حقه في رفع الحظر التسليحي عن بلاده، وتأكيد صورة العزلة الدولية لواشنطن امام حلفائها الاقربون.

الحظر الذي تستمر طهران في التأكيد على أنه ظالم وجائر، وعندما تقول أنه حظر ظالم، فهذا يعني بعبارة اخرى انه منع طهران من حقها في امتلاك القدرات والقوة اللازمة للدفاع عن نفسها، ولأنه يمنعها من حقها الطبيعي في الحصول على احدث التكنولوجيات الدفاعية العسكرية، حق يحفظه القانون الدولي والاتفاقيات الدولية. علما أن طهران باتت اليوم تمتلك تكنولوجيا دفاعية عالية القدرة، كما بلغت رحلة الإكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية، وفق تصريحات وزير الدفاع الايراني العميد أمير حاتمي، كما أن الدفاع الجوي الايراني بات يمتلك قدرات عالية اختبرته طهران بنجاح في اسقاط فخر الصناعة الحربية الاميركية، غلوبال هوك المسيرة في يونيو 2019، بعد اختراقها المجال الجوي الايراني،

وقوف الدول الغربية ولا سيما الاوروبية إلى جانب طهران في موضوع رفع الحظر التسليحي، ومغايرتها للارادة الاميركية ورغم انه جاء بصيغة اكثر دبلوماسية ومبطنا، يطرح سؤالا ملّحا، هل يمكن اعتبار هذا الامتناع الاوروبي عن مماهاة واشنطن سياسة اوروبية جديدة اتجاه طهران؟.

التخلي الاوروبي عن واشنطن جاء في لحظة حرجة من حياة الادارة الاميركية، وهي تخوض اعتى حروبها السياسية في الداخل، بحثا عن فوز انتخابي لدورة رئاسية ثانية، التخلي الاوروبي جاء مغايرا تماما لظنون واشنطن، وربما احرجها بشكل كبير ومنقطع النظير امام العالم، تخلٍ لم يكن مجرد قرار متسرع، او خروج عن النص، وانما جاء في وقت ومقتضيات زمانية ومرحلية باتت ترى فيها اوروبا نفسها على الهامش في المسائل والقضايا الدولية، بعد الهيمنة الاميركية الكاملة على القرار الاوروبي، منذ تسلم ترامب مفاتيح السياسة في البيت الابيض، وبالتالي، فإن العواصم الاوروبية حاولت من خلال هذا القرار اثبات نفسها من جديد بالنسبة لبلادها أولا وبالنسبة للعالم ثانيا، على انها خرجت من تحت العباءة الاميركية، وباتت ترفض سياسة البلطجة التي مارستها ادارة ترامب عليها خلال اربع سنوات؛ كما حاولت انهاء حالة التفرد الاميركية في القرارات المصيرية، واعادة دورها الى العلن، وفرض مقتضيات وظروف سياسية جديدة على الساحة الدولية.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock