الأخبار العربية

مونديال رئاسة لبنان مستمر داخليا وخارجيا.. وتعويل على الخارج لإنسداد الداخل

المونديال السياسي والرئاسي اللبناني بشقيه الداخلي والخارجي، تتواصل فصوله، وكان آخرها ترحيل ملف الانتخابات الرئاسية إلى السنة الجديدة. فلا جلسات رئاسية ولا جلسات حوار، كما انّ لا مؤشرات إلى اجتماع قريب للحكومة، مع استبداله بلقاءات تشاورية موسعّة ومصغّرة. ولكن الحدث الذي خطف الأضواء من ملفي الرئاسة والحكومة.

العالم _ لبنان

كتبت صحيلفة الجمهورية اليوم الاثنين التعويل على الحركة الخارجية سببه انسداد أفق الحركة الداخلية التي وصلت مع الاستحقاق الرئاسي إلى الحائط المسدود، فلا مبادرات ولا قدرة لأي فريق على إيصال مرشحه، كما لا نية لأي فريق لأن يتنازل او يتراجع خطوة إلى الوراء قبل ان يتراجع خصمه، الأمر الذي أدخل الانتخابات الرئاسية في جمود، وهذا ما يفسِّر الرهان على تطورات الخارج، علّها تكون كفيلة بكسر هذا الجمود وإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.

ومعلوم انّ الملف الرئاسي اللبناني يشكّل محط متابعة فرنسية حثيثة، ودخلت قطر أخيراً على هذا الخط، ولا شك في انّ باريس التي تشكّل الجهة الراعية للقمة، ستستفيد من مشاركة الرياض وطهران لإثارة بعض الملفات الشائكة في المنطقة ومن ضمنها الانتخابات الرئاسية في لبنان، حيث تصرّ باريس ومعها واشنطن على ان يحصل إنتاج السلطة في لبنان بما يتوافق مع المبادئ التي أُعلنت في البيان الثلاثي مع الرياض التي يشكّل دورها صمام أمان للبنانيين.

ومع تراجع دور الداخل من أجل الخروج من المأزق الرئاسي، تحوّلت كل الأنظار إلى دور الخارج المعلن منه على غرار قمة بغداد 2، والمضمر منه لجهة اللقاءات الديبلوماسية والكواليسية مع بعض المرشحين والمعنيين في هذا الاستحقاق.

ويصعب على الخارج ان يحقق الاختراق الرئاسي المنشود ما لم تصل القوى السياسية في الداخل إلى اقتناع بضرورة الخروج من الاستعصاء الرئاسي، فهل وصلت إلى هذا الاقتناع؟ وهل البحث في الأسماء التوافقية بدأ يسلك طريقه؟ وهل تشكّل قمة «بغداد 2» بداية العد العكسي لإنهاء الشغور الرئاسي؟

في غضون ذلك، اعتبرت اوساط متابعة انّ البلاد دخلت في مرحلة من الجمود السياسي المكلف، مع الاقتراب من فترة الاعياد التي سيتلطى خلفها العجز الداخلي الصارخ عن انتخاب رئيس الجمهورية.
وقالت هذه الاوساط لـ»الجمهورية»، إنّ الايام الفاصلة عن نهاية السنة الحالية ستكون مرحلة استنزاف، حيث أنّ المراوحة في الاستحقاق الرئاسي تترافق مع ارتفاع مستمر في سعر الدولار الذي وصل إلى رقم قياسي جديد (44 الف ليرة)، ما يهدّد بتذويب كل الزيادات التي حصل عليها الموظفون والمتقاعدون.

واشارت الاوساط، إلى انّه «إذا كان مونديال قطر قد شغل اللبنانيين على امتداد شهر، فإنّهم سيعودون بدءاً من اليوم إلى مواجهة الواقع المزري، كما هو، وبلا مسكنات من نوع مباريات كأس العالم التي شكّلت نوعاً من الهروب الطوعي إلى الامام». ولفتت إلى انّه وإزاء الاستعصاء الداخلي في الملف الرئاسي فمن المتوقع ان يرتفع منسوب التأثير الخارجي في مجرياته مع مطلع السنة المقبلة.

وحسب موقع النشرة إذا كانت جلسة انتخاب الرئيس الأخيرة خلت من أيّ مفاجآت تُذكَر، وبدت مستنسَخة عن سابقاتها، ولو سجّل البعض خرقًا نوعيًا تمثّل في تفوّق مرشح بعض قوى المعارضة النائب ميشال معوض على الورقة البيضاء للمرّة الأولى في سجلّ الجلسات، فإنّ الواضح أنّ هذا الخرق لم يتمخّض عن أيّ تغيير حقيقي، وقد نجم فقط عن انضمام مجموعة من النواب إلى مُسقِطي الشعارات في الصندوق، لتوجيه رسائل سياسية” ليس إلا.

إلى ما تقدّم، طغت الأجواء السلبية بجدارة على الجلسة، حيث أحجم نواب المعارضة، وتحديدًا القوات اللبنانية ، عن تعليقاتهم النظامية في مستهلّ الجلسة، التي دأبوا خلالها على مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بفعل شيء ما، فيما بدا الاستياء واضحًا على الأخير، بعدما اصطدمت مبادرته الحوارية للمرة الثانية بـالضربة القاضية للتكتلين المسيحيين الأكبر، لبنان القوي والجمهورية القوية، ما دفعه إلى صرف النظر عنها.

ورغم القاعدة العامة القائلة بأنّ الثالثة ثابتة، يُستبعَد أن يعمد بري إلى إحياء مبادرته من جديد في الأيام المقبلة، فيما تتّجه أنظار البعض إلى المشاورات الجانبية التي قد تُعقَد على هامش الأعياد.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock