اليمن سيصبح أفقر دولة في العالم رسميا.. من المسؤول؟
العرب مغرمون بتحطيم الأرقام القياسية، ودخول موسوعة “غينيس” المتخصصة في هذا المضمار، حتى أن إمارة دبي وحدها حققت أكثر من 634 رقما قياسيا حتى الآن، ولكن من المتوقع إضافة رقم جديد مرعب ومؤلم في الوقت نفسه، وهو إعلان اليمن الدولة الأكثر فقرا في العالم في غضون عامين.
التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإغاثي كشف “أنه منذ اندلاع النزاع عام 2014 تسببت الحرب في اليمن بزيادة نسبة الفقر في البلد من 47 بالمئة إلى 75 بالمئة بحلول نهاية عام 2019″، وأضاف التقرير “إذا استمر القتال حتى عام 2022 فستدخل اليمن التصنيف العالمي كأفقر دولة في العالم، حيث يعيش حوالي 80 بالمئة من السكان تحت خط الفقر، ويحتاج حوالي 24 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي عدد السكان تحت خط الفقر، ويحتاج حوالي 24 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي عدد السكان، إلى المساعدة فورا.
اللافت أن أكثر من ثلثي الأراضي اليمنية “المحررة” تخضع لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، الذي يخوض الحرب في اليمن، منذ خمس سنوات، يعتبر من أكثر دول العالم ثراء.
صحيح أن اليمن فقير من حيث الموارد، وازداد فقرا بسبب الحصار الخانق المفروض عليه من قبل دول التحالف المذكور آنفا، ولكنه غني بقيم الصمود والشجاعة والدفاع عن أرضه وعقيدته وكرامته الوطنية.
إن هذا التقرير الأممي يدين دول التحالف التي أشعلت فتيل هذه الحرب الظالمة، ويحتم تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية للوصول إلى حل سياسي مقبول يضع حدا للمواجهات وأعمال القتل التي معظم ضحاياها من المدنيين الأبرياء.
اليمن الشقيق يعاني من الفقر في الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والماء والكهرباء، والآن بات أكثر من ثلثي شعبه، الكريم المضياف، لا يجد رغيف الخبز، ولا علبة الحليب لأطفاله.
ما يجري في اليمن جرائم كبرى ضد الإنسانية، وليس جريمة حرب فقط، والسكوت عنها جريمة أكبر، خاصة من المنظمات الإنسانية والدولية، والشيء نفسه يقال أيضا عن العرب والمسلمين.