مقابلات

مقابلة مع العلامة محمد بن سقاف الكاف

مقابلة مع العلامة محمد بن سقاف الكاف أجراها معه ماجد الغيلي المسؤول الإعلامي بملتقى الوعي والتلاحم الشبابي 10 أكتوبر 2019م

   السيرة الذاتية للعلامة:

  • محمد بن سقاف الكاف
  • مواليد تريم-حضرموت1975م
  • دكتوراه في الفقه المقارن
  • عضو الهيئة العليا للإفتاء بالجمهورية اليمنية
  • باحث ومدرس فقهي وشرعي وسياسي

محاور المقابلة:

  • المحور الأول: إحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في العالم

س1/ ما هي قراءتكم لإحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام (التي توافق 20 صفر من كل عام) في مختلف أنحاء العالم بمسيرات جماهيرية حاشدة وماذا نتعلم من هذه الذكرى؟

إن زيارة الأربعين وأنا ممن تشرفت بحضورها هي ذات مضامين ودروس سامية يقف العقل البشري أمامها مندهشا حائراً من حيث الحشد المليوني الهائل أو من صور التفاني في العشق الحسيني والبذل في هذه الزيارة المباركة دون مطالب مادية، وأول من زار زيارة الأربعين هو الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري رضوان الله عليه حيث التقى بموكب آل البيت العائد من الشام حاملاً لرؤوس الشهداء سلام الله عليهم.

ومع هذا نظر لها ولاة الجَور وطواغيت السلطة بنوع من الحرب ومحاولة للاجتثاث قديماً وحديثاً، ومن أبرز هؤلاء الولاة المتوكل العباسي حيث هدم قبة الإمام الحسين عليه السلام وحرث حائره المطهر بالثيران ليخفي معالمه وقال ابن بسام موثقا للحادثة:

بالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما

                   فلقــد أتاه بنو أبيه بمثـــله * هذا لعمرك قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما

وأوكل بأمر كربلاء والزوار شرطي يهودي اسمه إبراهيم بن الديزج لمنع الزوار وترويعهم، بل بلغ في بعض الأخبار للقتل والجلد وبتر الأطراف.

وممن استن بتلك السنن في حق زوار الإمام الحسين عليه السلام من الطغاة في العصر الحديث الدولة السعودية الأولى في عهد عبدالعزيز بن محمد بن سعود والدولة السعودية الثالثة في عهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن بقيادة فيصل الدويش الوهابي فسرقوا الخزانات الحسينية ونهبوها وقتلوا الآلاف من الزوار وأهالي كربلاء وكذلك البعث الصدامي وتنظيم داعش التكفيري.

ومع كل هذه الأفعال والجرائم بقيت كربلاء صامدة وظل الحسين عليه السلام متجددا في رونقه وعشاقه يلهم الأحرار ويبقى قبلة الثوار وبوصلة النهضات والهمم مهما حاولوا أن يفعلوا فهو نور من نور الله تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة32).

 

س2/ تحدثوا لنا باختصار عن ارتباط الإمام الحسين بكل الثوار على مر التاريخ.

إن الإمام الحسين صلوات الله عليه هو نبراس كل الأحرار والثوار ليس في بيته وأسرته فحسب (الثورات العلوية كالإمام زيد عليه السلام ونجله يحيى وما تابع)، ولكنه باقٍ مسيِّراً لركب الخلود وملهماً لكل ثائر حر يأبى الضيم ويرفض الظلم لما يحويه من قيم إنسانية سامية تترفع عن كل أشكال السياسة والسياسيين والسياسات مقصدها السمو بالقيم الإنسانية إلى أعلى مراتبها وأرقى صورها.

وهاهم أحرار العالم وثواره وثوراته ومفكريه وحكمائه يستلهمون من الإمام الحسين عليه السلام، فوقف في فنائه الـ “مهاتما غاندي” القائل (تعلمت من الحسين كيف ينتصر الدم على السيف) وتلميذه جواهر لال نهرو الهندي، وماوتسيتونغ الصيني وهوتشي منه الفيتنامي وتشي جيفارا الأمريكي.

ومن ثم الثورات الناجحة المعاصرة في عالمنا الإسلامي الذي اتخذ من نداء الحسين عليه السلام (ألا من ناصر ينصرنا) فلبوه ومن قمم من لبوا هذا النداء الإمام الخميني في ثورته، ونهضة المجاهد الصادق في جبال مران السيد حسين بن بدر الحوثي وتابعه أخوه القائد العلم السيد عبدالملك، فلولا الحسين عليه السلام ونهضته لما عرفوا بوصلة التوجه ولا خُطى المسير في ظلمات الحركات ودهاليز السياسات وتغول الاستكبار؛ وحقيقة الأمر تكمن في سر الخلود لهذا الإمام العظيم.

 

س3/ما هي أبعاد ثورة الإمام الحسين عليه السلام وما هي الدروس والعبر التي نتعلمها من تلك الثورة عبر الأجيال؟

يبقى الإمام الحسين عليه السلام مدرسة الثورة الأولى لما حواه من تمازج وانصهار متفرد فجمعت ثورته العربي والعجمي والزنجي والرومي ومن كافة الطبقات والمعتقدات والأعمار فكانت بحق أممية المنشأ، عالمية البقاء، كما أن الحسين صلوات الله عليه في معدن تكوينه عنصر خاص لقول جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) “أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه والطبراني”، فهذا شيء من أسرار ذاته الشريفة.

ويبقى الحسين إلى يومنا هذا وحتى يوم أن يرث الأرض وارثها (عِبرة وعَبرة) (كلمة وموقف) (دم وفداء) فها هو الإمام الحسين عليه السلام عندما قال “هيهات منا الذلة” ظهر معنى الإباء من أجل المبدأ وسمو الهدف.

علمتنا كربلاء الحسين عليه السلام معانٍ كثيرة وثرية لا تنتهي ننهلها من معين الحسين عليه السلام الذي لا ينضب ومن بحره الذي لا يجف، فثبات الموقف ومعاني التفاني والإيثار والفداء والعطاء الغير محدود من أجل المبدأ.

 

  • المحور الثاني: الإمام الهادي

يصادف يوم السادس من صفر من كل عام ذكرى قدوم الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع) إلى اليمن، والتي كانت في سنة 284هـ، وهي بحق تعدُّ عيداً يمنياً مجيداً؛ إذ يمثل قدومُ الإمام الهادي في ذلك الزمن العصيب نقطة تحوُّلٍ كُبْرى في الواقع اليمني، ومنعطفاً تأريخياً مهماً ألقى بظلاله الإيجابية على حياة اليمنيين وغيَّر من واقعهم المأساوي، وهو ما أكسب الذكرى مكانة في قلوب اليمنيين ووعيهم.

س4/ تحدثوا عن سيرة الإمام الهادي عليه السلام بشكل مختصر وكيف كان لقدومه لليمن أثره البالغ في تغيير واقع حياة اليمنيين؟

الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ولد ونشأ في الحجاز في بيت علم وتقوى وزهد وفي حجر علوي وعش فاطمي في فترة من الاستضعاف والاضطهاد العباسي مما ألجأ بيتهم للتخفي والنأي عن الحواضر ليسكنوا البوادي والشعاب النائية.

ومع جو من الفروسية والإعداد الجسماني والفكري أهّله ليكون قائداً متميزاً يغير عجلة تاريخ قطر عربي وإسلامي ببسط العدل ووضع أسس الفكر القويم المستمد من الشريعة الإسلامية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

لقد وقع الاختيار الشعبي اليمني على هذا الإمام ليكون صمام أمان لهم وعاصماً لدماء هذا الشعب المسلم فكما وصف المؤرخون تلك الحِقْبة من التاريخ اليمني أن قبائل حاشد وبكيل كادت أن تفنى من شدة الاقتتال وسفك الدماء فارتأوا حكماء اليمن أن يجعلوا فيصلهم وحكمهم لإمام من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايعوا هذا العَلم واختاروه قدوة وقائداً ومرشداً وهادياً لما حواه من قدرات تكوينية وعلمية وسياسية.

فكان الإمام الهادي بحق منقذ الشعب من سفك الدماء وسلب الأموال والحقوق، فحق لليمن أرضاً وشعباً أن تفرح وتزدهي بمقدم بضعة نبوية لأرضها أسس فيها مدرسة علمية ثرية وسمَى بشعب اختار آل محمد فكرا وقيادة.

 

  • المحور الثالث: العدوان على اليمن

س5/ بعد عمليتي أرامكو و”نصر من الله”.. كيف تقرأون واقع النظام السعودي.. وكيف أثرت تلك العمليتين العظيمتين عليه تأثيرا قلب المعادلة، حيث أطلق عليهما بـ “توازن الردع”؟

إن العمليات التي سطرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في الأيام الماضية ماهي إلا معجزة من معجزات هذا الشعب العظيم، وهي من اسمها “نصر من الله” فقد تمت على أيدي المستضعفين، حيث لم ننل هذا التأييد بقوة عتاد أو سلاح أو مال وإنما بإيمان راسخ بوعد الله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج39)وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد7)، (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة14ـ15)هذا وعد الله وهذا ما تمسكنا به ولن نفارقه إلى أن يأتي الله بنصره الموعود وبوادره ماثلة شاهدة.

أما ما تم من تطور تكنولوجي وقتالي وإبداعي يمني في (أرامكو – بقيق) فكانت صفعة مباشرة في وجه الاستكبار الإقليمي والاستكبار العالمي الذي تخبط وانذهل من قوة البطشة اليمانية، والذين راهنوا بأنْ ليس لليمانيين قوة وبأس منذ الشهر الأول لعدوانهم الغاشم كانوا واهمين، فاليمن بقيادته وجيشه وإبداعه يتقدم من نصر إلى نصر ومن قوة إلى أقوى.

وما على العدو إلا أن يدرك معنى “توازن الردع” الاستراتيجي الذي يتمتع به اليمني اليوم والذي لن يعود إلى الوراء قط.

س6/ مسؤولون سعوديون على رأسهم بن سلمان وصفوا المبادرة التي أطلقها الرئيس المشاط بالإيجابية.. في حين لا يزال العدوان قائم والحرب الاقتصادية على أشدها.. ما تعليقكم على تصريحاتهم التي تناقضها الأفعال في الواقع؟

ما عودنا عليه العدو السعودي الإماراتي الأمريكي أنه يلعب بعنصر الوقت والمماطلة فيه وما كانت مفاوضات جنيف والكويت واستوكهولم إلا من باب الضغوط التي يحاولون التملص بها والمماطلة عن طريقها مع سيل من الأكاذيب الإعلامية الفاشلة والتي لن تخرجهم عن هزيمتهم بعون الله تعالى التي باتت قريبة جداً.

إن مبادرة الرئيس المشاط صادرة من مركز القدرة والقوة وتوازن الردع لا عن ضعف أو استسلام ولن يطول الصبر اليمني كثيراً، فليعقل العدو ويغتنم الفرص الذهبية التي لن تكون متاحة لاحقاً، فيرفعوا حصارهم عن مطاراتنا وموانئنا ويوقفوا قصفهم عن مدننا وقرانا ويمتنعوا عن هتك الحرمات في مواقع احتلالهم التي يسيطرون عليها ويرضخوا لنداء السلام والحكمة، وكما عودنا في المقابل شعبنا وقيادتنا مع حسن توكلنا على الله التقدم بأفكار خلاقة نجتاز بها كل الصعاب ونتخطى بها كل المشكلات.

س7/ بعد قرابة خمس سنوات.. هل ترون بأن تحالف العدوان حقق أهدافه في اليمن؟ هل أعاد ما تسمى الشرعية.. هل كانت الحرب العبثية التي قتل وأصيب فيها عشرات الآلاف لصالح الشعب اليمني؟ وهل الحصار المطبق الآن لصالح الشعب اليمني؟

إن العدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب اليمني سواء كان تحت الاحتلال أو تحت القصف أو تحت الحصار أو في المهاجر كل يمني متضرر مما يتم، فشرعيتهم قابعة في الفنادق لا تدير أرضاُ ولا شعباً وغياب لأبسط المستويات للخدمات أو البنية التحتية مع الحصار الخانق. وما يحصل ما هو إلا واقع من حرب عبثية لم تحقق أهدافاً معلنة ولن تحقق إلا إخفاقات وهزائم متتالية شهدناها ونشهدها وسنشهدها إلى أن يأذن الله بنصره إن شاء الله.

المحور الرابع: الوحدة الإسلامية

س8/ هل بإمكان الأمة الإسلامية أن تتحد؟ وما هي برأيكم نقاط الالتقاء التي يمكن للأمة الاجتماع عليها والرجوع إليها؟

العجيب أن الأمة كيف لا تتحد! فالقواسم والملتقيات بين المسلمين كبيرة، فالرب واحد والنبي واحد والكتاب واحد والقبلة واحدة، فقد قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء 92) كما أن المشرّع وضع لنا سبيل الحفاظ على التماسك والنجاة من الضلال في يوم غدير خم حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم (ألا إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي) “الحديث متواتر أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدارمي وغيرهم”.

 إن تفريق المسلمين هو صناعة العدوان لإذكائه بإفناء المسلمين فيما بينهم لسفك دمائهم، فتتلاشى قوتهم بين الأمم وقد استخدموا معول هدم داخلي كان عاملاً ناجحاً في الفرقة والتفريق وهي الدعوة الوهابية التكفيرية والتي لجأت لاستخدام آلات التكفير الفكري والتكفير العملي بالقتل وسفك الدم المحرم واستباحة الأموال المعصومة والفروج المحرمة.

فإذا أدركت الأمة -والرسالة الأولى للعلماء ثم لبقية المسلمين- بأن الخلاف له دوائره وقنواته ولا يتعدى حيز البحث العلمي، فما يجمع الأمة هي الأصول والخلاف خارج دائرة الأصول فهو فرعي فيعتصمون بكتاب الله وبهدي آل بيته فبهم الوحدة والاتحاد والعصمة من الخلاف.

س9/ إذا لم تكن معي فأنت ضدي.. ما تعليقكم لهذه المقولة التي تؤسس للبغضاء والحقد والكراهية وعدم التعايش والتصالح؟ وأثرها السلبي على واقع الأمة في المنطقة اليوم؟

إن هذه العبارة الإقصائية ماهي إلا من النزغ الإبليسي الإجرامي (أنا خير منه) فقد غرس فينا القرآن الكريم ثقافة الحوار وقبول الآخر بقوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران 64)، وقال في فن المناقشة وحسنها بقوله: (ادعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل125) فالقيم الإسلامية السامية الداعية للسلام وقبول الآخر والاعتصام بكتاب الله هي  صمام الأمان للأمة من التشاحن والتباغض والاختلاف واستباحة المحارم باسم الدين والدين بريء من هذه الدعوى الآثمة، وبالوعي والتربية تواجه إن شاء الله تعالى.

المحور السادس: السيد أحمد بن عيسى

س10/ تحدثوا لنا بإيجاز عن قدوم السيد أحمد ابن عيسى المهاجر إلى اليمن وهو من ذرية علي العريضي بن جعفر الصادق أخو الإمام موسى الكاظم ودوره ودور ذريته في اليمن في نشر تعاليم الإسلام والدعوة إلى الوحدة الاسلامية.

إن قدوم الإمام أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن الإمام الفاضل جعفر الصادق عليهم السلام من العراق عبر الحجاز ثم شمال اليمن في دولة الإمام المرتضى بن الهادي ودخوله إلى وادي حضرموت بدأت من أعالي الوادي (الجبيل والهجرين) ثم استقر به المقام في أسفل الوادي في شعب الحسيسة وكان الوادي حاضنا للأباضية.

لقد مثّل الإمام المهاجر ومن بعد ذريته منهجاً للتعايش السلمي مع الشعوب في داخل حضرموت وخارجها فأضافوا للعالم الإسلامي مثله مساحة وسكاناً فوصلوا بدعوة الإسلام الوسطي النقي المبني على الحب والتعايش بين الشعوب، فأدخلوا الإسلام إلى شرق آسيا (اندونيسيا – سينغافورا-ماليزيا-الفلبين – فطاني) شرق أفريقيا (كينيا – تنزانيا – أوغندا-جزر القمر-الكنغو) وبقي مشعل الدعوة مرفوعا في تلك البقاع.

شكرا جزيلا لكم أستاذ محمد على وقتكم وتفاعلكم واستجابتكم لإجراء هذه المقابلة معكم.. وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه رضاه وجعلنا من مقتفي نهج آل بيته الكرام إنه سميع مجيب الدعاء؛؛

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock