الإسرائيليون يفقدون ثقتهم بترامب
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تقريرا تحدثت فيه عن بوادر فتور في السياسة الأمريكية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
وبحسب “بي بي سي” فإنه في الحقيقة ليست هناك أي مؤشرات على أن الولايات المتحدة ستقلل من دعمها الصلب لــ”إسرائيل”، لكن بعد ثلاث سنوات من التحالف الوثيق بين “إسرائيل” وإدارة ترامب، تواجه “إسرائيل” واقعا يصنعه رئيس لا يمكن التنبؤ بقراراته ويتحفظ بشدة من اللجوء للخيار العسكري، ويتخوف من الدخول في نزاع شرق أوسطي جديد، وهو، كنتنياهو تماما، غارق في معاركه المحلية من أجل النجاة.
واشارت بي بي سي” الى ان أحد المصادر الرئيسية للقلق، هو سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرق أوسطية، والأسئلة التي تثيرها حول العلاقة القوية بين ترامب ونتنياهو.
وقد جعل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي تلك العلاقة عامل جذب أساسيا من أجل إقناع الناخبين باختياره، مدعيا أن كونه رئيسا للوزراء أتى بثمار عدة، حيث شهد عهد نتنياهو تغيير إدارة ترامب سياسة أمريكية طويلة الأمد باعترافه بسيادة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان السورية المحتلة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
لكن فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة سابقا، وإجراء انتخابات مبكرة جديدة في “إسرائيل”، جعل ترامب مترددا في التعليق على الانتخابات الأخيرة وكأنه يدق الناقوس. فقد أكد ترامب أن علاقة الولايات المتحدة “بإسرائيل” علاقة مبدئية ولا ترتبط بشخص، وهذا بحسب “بي بي سي”، يلقي الضوء على موقف نتنياهو الهش بعد فشله مرتين في تشكيل حكومة. فهو يحاول التمسك بمنصبه ما قد يساعده في تجنب توجيه لائحة اتهام بالفساد له، وهو ما قد يحدث في فترة قريبة.
وتلفت “بي بي سي” إلى ما كتبه الصحفي شيمون شيفر بصحيفة يديعوت أحرونوت حيث قال، إن “الضربة القاتلة التي تلقتها السعودية في منشآت آرامكو النفطية، وهو هجوم لم يصدر أي رد عليه من جانب إدارة ترامب، يثبت انهيار العقيدة الأمنية التي روجها نتنياهو بعدما أسس جميع قراراته معتمدا على الرئيس الأمريكي الأكثر قربا لإسرائيل بين كل من شغلوا البيت الأبيض”.
ولفت شيفر إلى أن قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا لفتح الطريق أمام عملية عسكرية تركية، والتخلي عن حلفائه الأكراد، أثار الشكوك مرة أخرى حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه ترامب لحماية حلفائه، قائلا: “ترامب لم يعد حليفا يوثق به لإسرائيل”.