الأخبار العربية

تفكيك وحدة اراضي سوريا.. حاجة في نفس اميركا؟

يقال ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من “انفجار” القضية الكردية بسبب الإجراءات الأمريكية في سوريا، مشددا على ضرورة منع انتهاك وحدة أراضيها.

العالم – يقال ان

الواضح من خلال التصريح الروسي ان الاميركان يسعون جاهدين لتفجير ملف القضية الكردية في سوريا لتفكيك وانتهاك وحدة اراضيها والعبث بمقدرات هذا البلد، ذلك ما حذر منه لافروف يوم امس الاثنين في مؤتمر صحفي، مشددا على ضرورة منع انتهاك وحدة أراضي سوريا، متهما في الوقت نفسه الأميركان بمحاولاتهم إنشاء حكم ذاتي كردي في شمال سوريا يتمتع بصلاحيات مماثلة لسلطات دولة.

الجبل التركي المقاوم للانفصال

في المقابل تواجه اميركا الجبل التركي الرادع لمثل هذه الانحدارات السائبة التي لا تصب في مصلحة أنقرة في انشاء دولة كردية الى جنوب اراضيها قريبة من ولاياتها الكردية ومنها ولاية “وان” جنوي شرقي البلاد، وهي تعمل على قدم وساق لمواجهة حزب العمال الكردي المسلح الذي تنعته بالارهاب، في هذه المنطقة الكردية.

الى هذا أطلقت وزارة داخلية تركيا مؤخرا عملية “يلدرم-10” الامنية العسكرية التي شارك فيها 1040 عنصرا من القوات الخاصة التابعة للدرك (الجندرمة) والشرطة وحرس الأمن، ضمن تشكيل مكون من 70 فريقا عملياتيا ضد حزب العمال الكردي المسلح في ولاية “وان” في الثامن من ايلول/سبتمبر الماضي وتهدف إلى ما اسمته بـ”تطهير البلاد” ممن أسمتهم بـ”الإرهابيين” بشكل كامل.

تركيا تمكنت في جولاتها السابقة وتحديدا في سلسلة عمليات يلدرم (1-2-3-4-5-6-7-8-9)، من تحييد 46 مسلحا في عملياتها المتتابعة، وإلقاء القبض على 23 متعاونا معهم، وتدمير 90 معقلا ومغارة ومخزنا، وضبط الكثير من الذخائر والأسلحة والمستلزمات المعيشية، قالت وزارة الداخلية التركية ان ذلك تم بمساعدة ودعم من الشعب الكردي لها.

هل ينجح الاقناع الاميركي؟

أميركا من جانبها تعرف الاستراتيجية الامنية التركية ورعبها من انفصال الاكراد عن اراضيها او عن الاراضي السورية، وهنا اوضح لافروف في مؤتمره الصحفي الى مساع اميركية لاقناع تركيا قائلا: “كما نعرف أنهم (الاميركان) يسعون إلى إقناع الأتراك بألا يمانعوا ذلك (إنشاء حكم ذاتي كردي في شمال سوريا يتمتع بصلاحيات مماثلة لسلطات دولة)”، وأكد ان “التلاعب بوحدة أراضي أي دولة انتهاك صارخ للقانون الدولي”.

الدبلوماسية الروسية اشارت ايضا الى ان “هذا الأمر لا يخص سوريا فقط، إنه ينطبق على القضية الكردية التي قد تنفجر بقوة ستبدو الأوضاع الحالية مقارنة معها أقل جدية بكثير”، واوضح لافروف محذرا من ان “القضية الكردية تخص عددا كبيرا من دول الشرق الأوسط”، وان “الدعوة إلى الانفصالية بل تمريرها بشكل نشط قد تؤدي إلى تداعيات سيئة جدا. يجب الإشارة من جديد إلى أن هذا كله تقوم به دولة تقع بعيدة وراء المحيط، أما التداعيات فستتعامل معها دول المنطقة وأوروبا وكذلك نحن بأنفسنا لأننا قريبون من هذه الأرض”.

اطماع اميركية للاستحواذ على نفط المنطقة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا أنه سيبقي بعض الجنود الامريكيين حول حقول النفط في سوريا لتأمينها، وذلك بعد قراره سحب قواته من شمال شرق سوريا، فيما قال مسؤول عسكري أمريكي ان “من أكبر المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الحرب على داعش السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا”.. انها تصريحات أميركية جديدة تشير إلى مخطط الولايات المتحدة للاستحواذ على حقول نفط سوريا، فيما أثار اقتراحه بتوظيف شركة نفط أمريكية لإدارة حقول نفط في سوريا انتقادات من خبراء قانونيين وخبراء في مجال الطاقة.

جاء ذلك في وقت اتهمت فيه وزارة الدفاع الروسية، أمريكا بتأمين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، ونشرت ادلة على ذلك، حيث نشرت الدفاع الروسية صورا من الاقمار الصناعية ترصد تحرك صهاريج نفط من سوريا إلى خارج الحدود.

مصلحة الكيان الاسرائيلي فوق مصالح جميع دول المنطقة

ضمن التوجه الاسرائيلي التوسعي المحفز على انفصال كردي في سوريا او العراق، صرح المستشار السابق للأمن القومي الأميركي جون بولتون، في السادس من آب/أغسطس الماضي، في لقاء تلفزيوني أجرته معه القناة التلفزيونية الكردية رووداو قائلا “عندما تراجع التاريخ تجد أنه توفر للكرد فرص لاتخاذ خطوات كبيرة باتجاه إقامة دولة” مضيفا: “منذ فترة طويلة، أصبحت مقتنعاً بأن تفكك العراق شيء نافع. على أميركا على الأقل أن تعترف بدولة كردية في هذا الجزء من كردستان الذي يقع ضمن إطار العراق. لكن المسألة أصعب فيما يتعلق بالكرد في الدول الأخرى بالمنطقة. أنا أرى أن هذا أمر يجب على أميركا أن تتعامل معه بصورة استراتيجية. لأنه يمكن أن تكون نتيجته مهمة جداً وإيجابية”، حسب تعبيره.

لم يفت بولتن تحفيز الكرد في تامنطقة على التعاون السياسي والعسكري مع الولايات المتحدة قائلا: أرى أن من المهم جداً أن يحافظ الكورد على علاقاتهم مع وزارة الخارجية الأميركية ومع الكونغرس والبنتاغون (لرسم خارطة المنطقة المستقبلية)..

لا يخفى على احد الشراهة الاسرائيلية في التوسع والتمدد في المنطقة، ومن بين الاطماع الاسرائيلية تثبيت أقدام هذا الكيان اللقيط بقوة في سوريا والعراق وذلك لن يتم الا بتدمير هذين البلدين ثم انفصال مناطق استراتيجية من اراضيهما وقد تمكنت من ذلك بادخالها واميركا والسعوية التكفيريين الذين سعوا بجد لتدمير هذين البلدين، ما تزامن مع مساعي الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي للانفصال وانشاء دولة للاكراد ذات حكم ذاتي مستقلة عن الدولة السورية الام.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock