منوعات

“عين بلقيس” في كهكيلويه.. طبيعة غنّاء بالسحر والجمال + صور

هذه الحديقة الفائقة الجمال مثال جلي للأساطير الإيرانية العريقة لما تتمتع به من مناظر فريدة لذلك عرفت باسم ملكة سبأ “بلقيس” حيث تنتشر فيها الينابيع المليئة بالمياه العذبة والتي تروي مختلف الأشجار المثمرة وغير المثمرة كأشجار التفاح والرمان والصنوبر والصفصاف والنخيل.

– الأخبار ایران –

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء– هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

على مسافة ثلاثة كيلومترات من مدينة “تشرام”، هناك حديقة سياحية إيرانية تحفها المعالم الأثرية الدينية هي في غاية الروعة والجمال بحيث تحفها الأشجار والمراتع الخضراء من كل جانب وتحيط بها جدران صخرية طبيعية خلابة، وقد كانت وما زالت محط رحال السائحين الوافدين على محافظة كهكيلوية وبوير أحمد.

هذه الحديقة الفائقة الجمال مثال جلي للأساطير الإيرانية العريقة لما تتمتع به من مناظر فريدة لذلك عرفت باسم ملكة سبأ “بلقيس” حيث تنتشر فيها الينابيع المليئة بالمياه العذبة والتي تروي مختلف الأشجار المثمرة وغير المثمرة كأشجار التفاح والرمان والصنوبر والصفصاف والنخيل.

عين بلقيس تم تصميمها في أوائل العهد البهلوي الثاني بواسطة الأخوين إسكندر خان تشرامي وجان محمد خان تشرامي على غرار الحدائق الإيرانية التقليدية ذات الطابع الإسلامي والتي تتصف بجمال فريد من نوعه، وكل من يقصدها تتداعى إلى أذنيه أصوات خرير المياه العذبة وتغاريد الطيور الخلابة وحفيف الأشجار الهادئ، فالأنهار فيها تجري وبريقها ببريق فضي نقي وظلال أشجار الصفصاف الكثيفة الشاهقة كأنها ظلال جنة المأوى.

تبلغ مساحة هذه الحديقة الجميلة أربعة هكتارات ونصف الهكتار وأراضيها مغطاة بأشجار من مختلف الأصناف منها أشجار فاكهة وأشجار زينة وأخرى جبلية وبرية وتتوسطها بحيرة كبيرة أطلق عليها “ينبوع بلقيس” لكونها توحي للناظر موقف ملكة سبأ بلقيس حينما وردت عرش النبي سليمان (عليه السلام) وتحت الظلال الوارفة لأشجارها تجري أنهار عذبة المياه شيدت على ضفافها أرصفة مصممة بشكل مواقع خاصة للسائحين الذين بإمكانهم افتراشها والجلوس بين أكنافها وكأنهم في جنة عدن، والملفت للنظر فيها أنها تعكس طبيعة إيران من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

تحاذي هذه الحديقة من الناحية الشمالية الطريق الرابطة بين مدينتي تشرام وكجساران، ومن الناحية الجنوبية تحفها الأراضي الزراعية، ومن الناحية الغربية تحدها حديقة “عمران”، ومن الناحية الشرقية تجاورها أراضي زراعية ومناطق جبلية تسحر أعين الناظرين طوال فصول السنة، لذلك يقصدها الكثير من السائحين المحلين والأجانب في جميع أيام السنة.

هذه المنطقة الخضراء هي الحد الفاصل بين المناطق الجبلية الباردة والسهلية الحارة، لهذا السبب تنمو فيها أشجار ونباتات على غرار تلك التي تنمو في المناطق الحارة والباردة على حد سواء، وبما فيها أشجار الأوكاليبتوس والسدر والبلوط والصنوبر والنحيل، وكذلك مختلف أشجار الفاكهة كالجوز والتفاح والكمثرى والكاكي والبرتقال واليوسفي والتين والعنب والتوت والنارنج وغيرها الكثير، ناهيك عن شتى أنواع الزهور الخلابة ذات الألوان المتنوعة.

نظام السقي في عين بلقيس يعتمد بالأساس على تدفق المياه من ينابيعها التي تزخر بالمياه العذبة المنتشرة على ضفاف أنهارها العديدة مما يضفي عليها طلاوة تنعش النفوس وتحيي الصدور، وتتوسطها بحيرة على شكل دائري عرضها عشرة أمتار وعمقها متر ونصف المتر وتحاذيها حديقة غناء بعرض أربعة أمتار كثيفة الأشجار، وهذه المياه الجارية تواصل مسيرها في نهر “فشيان” الذي يروي الأراضي الخصبة التي يمخرها كالشريان الذي يبعث الحياة في القلوب.

الشواهد التأريخية تدل على أن عين بلقيس قبل تصميمها بهذا الشكل كانت في الأزمنة القديمة قبلة للملوك والأمراء باعتبارها منتجعاً سياحياً فريداً من نوعه قلما يرى الإنسان نظيره العالم.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock