مقالات

السلاح السري الذي يمنع الحرب و شروط حلف المقاومة للتفاوض مع امريكا…!

محمد صادق الحسيني

لا حرب في الافق بحسابات المنطق والميدان ولن يتمكنوا من اخضاعنا للتفاوض لان الظروف لم تنضج بعد…!

واليكم الدلائل والقرائن:

 

1. كان الهدف الاميركي الدائم ، ولا يزال ، في الشرق الأوسط هو حماية امن اسرائيل ونهب خيرات الوطن العربي . وقد استخدمت الولايات المتحده الكثير من الأدوات ، التي كان ولا يزال أهمها هي الدول الرجعيه العربيه ، في تحقيق هذه الاهداف التي فشلت في تحقيقها حتى الان .

2. وما يجري حاليا من تحركات صهيواميركيه ، في المنطقة والعالم ، على شكل نشاط ديبلوماسي اميركي ، لتسويق ما يسمونه صفقة القرن ، او من جهد صهيواسرائيلي محموم ، لتطبيع علاقات اسرائيل مع محور اذناب الولايات المتحده الرجعي العربي ، ليس الا شكلا جديدا من أشكال الأدوات ، التي تستخدمها الامبرياليه الاميركيه خصوصا والغربية عموما ، لتكريس هيمنتها على العالم .

3. وبما ان تكريس هيمنة الولايات المتحده وحلفائها في حلف شمال الأطلسي

، في الشرق الأوسط

والعالم ، يتطلب مواجهة الدول وحركات المقاومه ، المعارضه لهذه

السياسات ، وهو ما يعني ضرب هذه القوى المعارضه عسكريا واخراجها من المشهد الإقليمي

والدولي .

4. اما في ما يتعلق ب”الشرق الأوسط ” فان ذلك لا يمكن ان يتم الا بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانيه والعراقية واليمنية ، وعلى من يقدم الدعم لهذه القوى ، الا وهو ايران وسورية ، كي يمكن تصفية القضيه الفلسطينيه واستكمال تطبيع علاقات “اسرائيل ” مع مشيخات النفط في الجزيرة العربيه ، تمهيدا لاقامة “اسرائيل الكبرى ” من الفرات الى النيل ، ما يعني توسيع سيطرة هذه القاعده العسكريه الاميركيه المتقدمه والمقامه على ارض فلسطين لتقوم هي بدور حماية مصالح الدول الاستعماريه في “الشرق الأوسط” .

5. وبالنظر الى الفشل الذي لحق بمحاولات الولايات المتحده و”اسرائيل” العسكريه ، الهادفه الى تدمير الدوله السوريه ، وفشلها في الحاق الهزيمه بالمقاومة اللبنانيه عام ٢٠٠٦ وبالمقاومة الفلسطينيه في قطاع غزه عام ٢٠٠٨/٢٠٠٩ وعام ٢٠١٢ و ٢٠١٤ ، فان الدوائر الصهيونيه المتحالفة مع الإنجيليين المسيحيين المتطرفين في الولايات المتحده ، وبعد سيطرتها على مفاصل القرار في البيت الابيض في عهد الرئيس ترامب ، قد بدأت بالتحريض والتحشيد ، السياسي والعسكري ، الواسع النطاق ضد ايران .

6. ذلك التحشيد الذي وصل قمته بداية شهر أيار الفائت وتجلى في إرسال الولايات المتحده مجموعة قتالية بحرية عملاقه الى المياه الدوليه المحيطه بايران ، بالتزامن مع فرض المزيد من العقوبات الاقتصاديه والمالية الاميركيه ضد طهران ، في محاولة اما لإرغام الدولة الايرانيه على الخضوع للشروط الاميركيه او تفجير الوضع الايراني من الداخل ، عبر الضغط الاقتصادي ، بهدف اسقاط نظام الدوله الاسلاميه في ايران واعادة إخضاعها لهيمنة واشنطن مثلما كان عليه الحال إبان حكم الشاه .

7. وقد كان من المفترض ، حسب الخطه الاسرائيليه الاميركيه ، ان يكون ذلك مقدمة لإعلان صفقة القرن التي هندسها نتن ياهو وصهر ترامب الصهيوني جاريد كوشنر ، بحيث يبدأ تنفيذ الخطوات العمليه ابتداء من لقاء البحرين التآمري ، الذي انعقد في ٢٥/٢٦ حزيران الماضي .

8. ولكن الصمود العظيم وصلابة الاراده والحزم والحكمة ،المنقطعة النظير ، التي أبدتها القياده الايرانيه في ادارة المعركة مع الولايات المتحده ، خلال هذه المواجهه ، التي لامست حدود الحرب ، قد افشلت المخطط الاميركي الاسرائيلي ، واجبرت الولايات المتحده على التراجع عن التهديد بالحرب وحشد الاساطيل البحرية والجوية والاستدارة نحو التفاوض السياسي والحلول الديبلوماسية ، وذلك دون ان تضطر القوات المسلحه الايرانيه لإطلاق

رصاصة واحده ….!

9. فكيف استطاعت طهران احداث هذا التحول الاستراتيجي الجذري على موازين القوى في مسرح العمليات في منطقة الخليج وبحر العرب وكل المناطق المحيطه بايران إذاً !؟

10. 

11. انها بالتأكيد ليست رسالة الأربعمائة جنرال احتياط في الجيش الاميركي ، على الرغم من أهميتها ، ولا النصائح الصادره عن جنرالات الدوله العميقه في واشنطن ، والتي طالبت جميعها الرئيس الاميركي بعدم الدخول في حرب ضد ايران ، لما في ذلك من نتائج مدمره على مختلف الصعد العسكريه والبشريه والاقتصاديه / الماليه ، اضافة الى تداعياتها الجيوسياسيه . 

13. اذاً ما هو السلاح السري الذي استخدمته ايران لِلَجْمْ الوحش الاميركي وخلع انيابه وإخراجه من الميدان ، رغم امكانياته العسكريه الهائله ، والتي من ضمنها حشوده البحريه والجويه في محيط ايران ؟

انه سلاح AD وسلاح A2 . اَي سلاح سياسة ايريا دينايال ( Area denial ) او المنطقه المحظورة . و A 2 الذي يعني : ممنوع الدخول ( أنتي أَكسِسْ Anti Access ) ، اَي منطقه يمنع دخولها .

وبكلمات اكثر بساطة وأسهل فهما فان هذا السلاح يعتمد على مجموعة منظومات حرب إلكترونيه ، لا تعمل على التشويش الالكتروني فحسب وانما على التدمير الاليكتروني الكامل لاهداف العدو ، وهي لها اسماء مختلفه ، في الدول الصناعيه المتقدمه ، والتي من بينها ايران ، الدوله الاكثر تقدما في العالم في مجال مكافحة الهجمات الالكترونيه ( تقييم اميركي وليس دعاية سياسيه )….!

وترتكز هذه المنظومات ، المختلفة التسميات بين دولة واُخرى ، على تقنية الكهرومغناطيسيات ( Electro Magnetic Technology ) وتقنية مغناطيسية الجاذبيه ( Magnetical – Gravitional ) ، اَي نظرية المغنطة والتي تعني تصادم الأقطاب ودفعها بالاتجاه المعاكس لبعضها البعض . او انها ترتكز الى نظرية الجاذبيه والتي تعني تلاقي الأقطاب المتصاعد لبعضها البعض .

ومن اكبر الادله ، على فاعلية هذه المنظومات هي :

– الحادثة الاولى ، التي أسفرت عن سيطرة الحرس الثوري الايراني على طائرة الاستطلاع الاميركيه ، الاحدث والأكثر تعقيدا وتقدما تقنيا في تلك الفتره ، وهي من طراز RQ-170 ، وإنزالها سالمة الى الارض في داخل ايران وذلك بتاريخ ٥/١٢/٢٠١١ ، اَي قبل ثماني سنوات من الان .

 

– اما الحادثة الثانيه ، التي تم تنفيذها بتكنولوجيا شبيهه ، فهي حادثة قيام قاذفة القنابل الروسيه ، غير المسلحه بالصواريخ خلال تلك المهمه ، بتوجيه اسلحتها الالكترونيه الى البارجة الاميركيه DONALD – Cook بتاريخ ١٢/٤/٢٠١٤ في البحر الأسود ، وذلك خلال قيام هذه البارجه بتحركات استفزازيه تجاه البحرية الروسيه . وقد ادى قصف هذه البارجه الاميركيه ، بالاسلحة الالكترونيه ، الى إصابة اجهزة الإنذار المبكر واجهزة تنسيق النيران الموجوده على البارجه الاميركيه ، وهي مدمجة في نظام اميركي يسمى : نظام آيجِسْ Aegis ، حيث ادى ذلك القصف الى تدمير تلك الانظمه بالكامل واخراجها من الخدمه ما ادى الى طلب بحارة تلك البارجه ،. البالغ عددهم ٢٧ بحارا ، إعفاءهم من الخدمة فورا ، بسبب ما اصابهم من ذهول وهلوسه بعد تحول بارجتهم الى كتلة من الحديد العائم .

 

– اما الحادثة الثالثه فهي تلك التي حصلت في اجواء ولاية ألاسكا الاميركيه ، عندما قام تشكيل جوي من قاذفات القنابل الروسيه ، بالتحرش الالكتروني بالدفاعات الجويه الاميركيه ، عن بعد طبعا ، المكلفه مهمة الدفاع عن مقر قيادة الدفاع الجوفضائي الاميركي المسماة : نوراد NORAD وهي مختصر كلمات : North American Aerospace Command . وقد نصت أوامر الطيارين الروس على منع اَي طائره اميركيه من الإقلاع ، في حالة محاولة سلاح الجو الاميركي إرسال مقاتلاته لاعتراض القاذفات الروسيه . وهذا ما حصل بالضبط . اذ قامت القاذفات الروسيه باطلاق اسلحتها باتجاه الاهداف مما ادى الى عدم تمكن اية مقاتله اميركيه من التحرك من مهجعها . وأثر ذلك وبتاريخ ٢٠/٤/٢٠١٧ ، أعلنت وزارة الدفاع الروسيه انها ليست المرة الاولى التي يتم فيها معاقبة الامريكيين بهذه الطريقه ….!

 

اذن فان السلاح السري الايراني ، الذي يقول الخبراء العسكريون الاميركيون انه شبيه بالاسلحة الروسيه ، هو الذي جعل ترامب يعود الى رشده ويتراجع عن كل عنترياته ، ضاربا عرض الحائط كل ما يعرضه عليه أعضاء الفريق باء B لتشجيعه على محاربة ايران ، وذلك لان :

١)اركان الدولة العميقه ، الذين يملكون المعلومات والتقديرات الدقيقه نسبيا حول امكانيات ايران القتاليه ، قد ابلغوا الرئيس ترامب بان اَي تحرش ، وحتى دون او قبل حصول عدوان ، اَي تحرش بايران سيجعلها تستخدم كافة قدراتها في مجال الحرب الاليكترونيه لضرب الاساطيل البحريه والجويه الاميركيه في كل دول الخليج وبحر عمان وغرب المحيط الهندي ، ما يجعلها خارج الخدمة تماما ، حيث سيتم تعطيل كافة منظومات الاتصالات والقياده والسيطره ، اضافة الى حرق …نعم حرق …كافة اجهزة الرادار والملاحه البحريه والجويه ، الموجوده على متن جميع هذه الوسائل القتاليه الاميركيه . وهو ما سيحولها الى كتل ضخمة من الحديد غير صالحة

لا للاستعمال ولا للإصلاح.

٢)ان اَي رد عسكري اميركي ، مهما كان حجمه ، لن يكون له اَي تأثير على ايران كون المنشآت الايرانيه الاستراتيجيه ، العسكرية منها والمدنيه ، محمية بقبب كهرومغناطيسية عملاقه ، يمكن للمهندسين العسكريين توسيع قطرها حسب حاجة الميدان ، والتي تجعل الاهداف او المنشآت والمعدات ، العسكريه او المدنيه ، الموجوده تحتها غير مرئيه وذلك لعدم وجود اية اجهزة في العالم قادرة على اختراق هذه القبب وتحديد ما هو موجود تحتها .

وهذا يعني ان الدخول في حرب عسكرية ضد ايران سيفضي الى خسائر اميركية هائله مع انتفاء مقدرة الولايات المتحده على الحاق اَي اذى بايران .

 

هذه هي الاسباب الحقيقيه لسحب حاملة الطائرات الأكبر في العالم ، ابراهام لينكولن ، ومجموعتها القتاليه ، الى جانب كافة القطع البحريه الأكبر التابعه للأسطول الخامس الاميركي ، ومقره البحرين ، الى مسافة تزيد عن ٧٠٠ كيلو متر جنوب شرق ايران .

 

وهذا ما جعل ترامب ” يجنح ” للسلم ويبحث عن وسطاء يقنعون اَيران بالتفاوض للخروج من الأزمة باقل الخسائر وحفظا لماء الوجه …!

ولكن القيادة الايرانية العليا ، التي تمسك بكل أوراق القوة المذكورة اعلاه ، من جهة وتعرف مكامن ضعف العدو تماماً من جهة اخرى لا يمكن ان تسمح بالدخول في مسار مفاوضات مع الادارة الاميركيه كيف ما تأتّى وانما ستنتظر اللحظة التاريخية المناسبة لإخضاع الادارة الاميركيه لشروط ايران وحلف المقاومة في التفاوض والمتمثلة في ما يلي :

 

أ)جدولة انسحاب كافة القوات الجويه والبحريه والبريه الاميركيه والأوروبية من كافة بلدان الخليج ، ومنها السعوديه طبعا ، والعراق وسورية . بالاضافة الى القوات البحريه والجويه الاميركيه المنتشره في غرب المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن والقرن الأفريقي والبحر الأحمر والبحر المتوسط ايضا …!

ب)تقديم ضمانات دوليه للقيادة والحكومة الايرانيه ، بحقوقها الكامله في مجالات التطور العلمي والصناعي ، بغض النظر عن طبيعة هذا التطور الذي لن يشكل تهديدا لاحد .

ج)البدء في البحث عن أساليب لتفكيك الانظمه المتعفنة في الخليج تمهيدا لاقامة نظام امن جماعي لكل دول المنطقه ، دون اَي تدخل خارجي ، يضمن استقلال هذه الدول وسيادتها على أراضيها وضمان تطورها السياسي والاقتصادي .

د)تفكيك القاعده العسكريه الاميركيه المقامه على ارض فلسطين ، والمسماة 

” اسرائيل “، وذلك تفاديا لوقوع المزيد من الحروب والنزاعات العسكريه في المنطقه . خاصة وان البديل لعملية التفكيك السلمي لهذه القاعده سيكون تنفيذ ذلك من خلال انجاز المرحله النهائيه من هجوم حلف المقاومه الاستراتيجي . اَي تحرير فلسطين بالقوة العسكريه .

ولا ينبئك مثل خبير.

بعدنا طيبين قولوا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock