ترامب وكابوس تیك توك .. قاض فدرالي يتحدى ترامب

العالم – كشكول

ففي حين كانت غالبية وسائل الاعلام الامريكية ، حتى ترامب نفسه تركز على التقرير الجديد لنيويورك تايمز حول التهرب الضريبي الكبير لرئيس الولايات المتحدة ، اصدر قاض فدرالي امرا الغى بموجبه قرار منع تحميل وتنزيل تطبيق “تيك توك” على الهواتف المحمولة .

ترامب الذي يحاول خلال الاسابيع القليلة المتبقية حتى اجراء الانتخابات الرئاسية تحقيق مكسب والخروج بنتيجة من الصراع العقيم الذي بدأه مع الصين منذ اربع سنوات ، لتقديمه الى مواطنيه على انه انجاز اخر من انجازاته الموهومة ، لم ينجح حتى الان في حظر استخدام تطبيق “تيك توك” الصيني رغم تذرعه بانه يشكل خطرا على الامن القومي الامريكي . الحكومة الصينية ومدراء شركة بايت دانس (الشرکة المالکة لتطبيق تیك توك) يفندون مزاعم ترامب . الطريف في هذا البين هو ان ترامب رفض حتى مشروع شراء جزء من اسهم “تيك توك” من قبل عدد من الشركات الامريكية ، ليمتد النزاع مع مدراء “تيك توك” الى الايام والساعات الاخيرة المتبقية حتى الانتخابات الرئاسية .

ترامب لم يألو جهدا حتى الان لعرض مسرحية اقتداره امام الصين ، بدءا من طرح مزاعم غريبة مثل تورط الحكومة الصينية في توليد ونشر فيروس كورونا وانتهاءا بتدخل كبار المسؤولين الصينيين في نشاطات شركات مثل “هواوي” ، “بايت دانس” والهيمنة على تطبيقات مثل “تيك توك” و”وي تشات” . ولكن معاداته للصين وكغالبية اجراءاته الاخرى –مثل منع سفر مواطني بعض الدول الاسلامية الى امريكا – تتعارض نوعا ما مع قوانين الولايات المتحدة ، وهذا ما يجعل تحديد مصير “تيك توك” في امريكا بيد القضاء الموالين والمعارضين لترامب .

وفي هذا البين فان المسالة الاخرى التي يمكنها ان تثير متاعب لترامب مع الصين ، هي شعبية “تيك توك” بين المواطنين الامريكيين حيث ان هذه الشبكة الاجتماعية لديها 100 مليون مستخدم شهريا في امريكا ، وان تم فرض حظر على استخدامها بلا اي مبرر قانوني ، فقد تجعل ترامب يدفع ثمنا باهظا في الثالث من نوفمبر موعد اجراء الانتخابات الرئاسية الامريكية . هذا الامر قد يثير متاعب لجو بايدن ايضا حيث ان المرشح الديمقراطي ايضا يعتبر تطبيق “تيك توك” بانه مثير للقلق ولكنه وخلافا لترامب ، لم يورط نفسه بشكل جاد ومباشر في الازمات المتعلقة بالصين .

الانتخابات الرئاسية الامريكية ستقام بعد اقل من 36 يوما ، وترامب يسعى الى اظهار نفسه على انه رئيس ناجح في عدة جبهات منها ، انه الرئيس الذي يفرض ارادته على النزاع مع الصين ، ايران ، معارضيه وكيفية تعامله مع انتشار فيروس كورونا ، الداعمين لاتخاذ خطوات من اجل التصدي للتغييرات المناخية وانصار اعطاء المزيد من الحقوق للملونين . ولكن السؤال الذي يطرحه المحللون هو ، ان لم تكن اربع سنوات كافية لتحقيق هذه الاهداف ، هل سيتمكن ترامب خلال 36 يوما تحقيق بعض هذه الاهداف في خضم المنافسات الانتخابية ؟ للحصول على اجابة لهذا السؤال يجب الانتظار عدة اسابيع اخرى .