الأخبار العالمية

من طهران.. حرس الثورة الإسلامية والتحديات الراهنة

استضافت هذه الحلقة من برنامج من طهران العميد عباس نيلفروشان مساعد قائد الحرس الثوري في الشؤون العملياتية لمناقشة آخر تطورات المنطقة والتحديات التي يواجهها حرس الثورة الإسلامية.

العالم – من طهران

السؤال الأول: نبدأ بالتحديات الراهنة والأهم والأبرز منها هي إعادة تموضع داعش، وهي إحدى الأوراق التي يراهن عليها الأعداء في هذه المنطقة، هل هناك إعادة إنتاج وتموضع لداعش من جديد، فتحديداً منذ 3 أيام بايع داعش خليفته الجديد، هل نحن أمام إنتاج جديد ومشروع جديد وعنوان جديد لداعش، وماذا عن دور واستراتيجية حرس الثورة في مواجهة ذلك في المرحلة المقبلة؟

نيلفروشان: قبل الدخول إلى الإجابة على هذا السؤال أريد أن اشير إلى مقدمة صغيرة عن تأسيس داعش والمجموعات الإرهابية ولماذا قام نظام الإستكبار العالمي بتشكيل داعش والقوات الإرهابية، أنتم تعلمون أنه بعد 14 حرباً في غرب آسيا منها حرب أفغانستان وحرب الخليج الفارسي وحرب 2003 و2006 في لبنان وحرب غزة، كل هذه الحروب كانت لها خسائر كبيرة ومالية وإقتصادية وبشرية على عاتق الاستكبار العالمي، لكن ما أعلنه الأميركيون أنهم خسروا 4 آلاف قتيل بالإضافة إلى الأضرار المالية التي تحملوها. نظام الإستكبار يبحث عن طريق ليستطيع النفوذ في الدول الإسلامية ولتحقيق أهداف الحفاظ على الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة لكن بأقل خسائر، لذلك كان يبحث عن تأسيس قوات تشبه المقاومة من الذين لديهم أهداف جهادية لكنهم منحرفين مثل داعش، الذي قاموا بتنظيمه ليقف أمام جبهة المقاومة في غرب آسيا. وذلك بديهي جدا أن تكون القوة ضد قوات في البلاد لذلك كلما ازدادت تضرر أمن إسرائيل، يتضرر وبأقل الأضرار. الإستكبار يصل إلى أهدافه، وقتل الأشخاص من أي طرف كان هو لصالح جبهة الإستكبار، لذلك قام باستثمار هذه المجموعات وجعلها ضد حركات المقاومة الإسلامية، هناك إيضا مشكلة أساسية وهي بأنهم طوال الحرب الباردة لم تكن لديهم قوات شبيهة بقوات المقاومة، لذلك قاموا بتخطيط هذه المجموعات الإرهابية بطريقة تشبه طرق قتالها وتكتيكها طرق قتال مجموعات المقاومة طوال 40 سنة، هذه هي إستراتيجية العدو، عندما أدخلوا هذه المجموعات إلى الحرب انطلقوا من الموصل حيث احتلوا الموصل في عملية مفاجئة، في سوريا بدؤوا باستخدام المجموعات الإرهابية حيث تعرضت العاصمة السورية دمشق إلى خطر السقوط، وفي العراق تمدد الإرهاب إلى قرب العاصمة بغداد، لكن محور المقاومة وقف بثبات، وتنظمت هذه القوات، والقائد الشهيد قاسم سليماني من خلال نفوذه وقدرته في المنطقة ومن خلال النموذج المقاوم في الثورة الإسلامية أفشل كل مخططات المجموعات الإرهابية، وفشلت أحد الأركان الأساسية لاستراتيجية أميركا في المنطقة. من الطبيعي أن الأميركيين يحاولون بتجديد محاولاتهم لأنهم لا يملكون إستراتيجية أخرى، فهم يحاولون الوقوف في وجه الثورة الإسلامية، لذلك سيطول الموضوع لسنوات حتى يقوموا بطرح خططهم.

السؤال الثاني: في موضوع داعش هل نحن فعلاً أمام إنتاج جديد للمرحلة المقبلة من المواجهة؟ وما هي استعدادات للحرس الثورة لمواجهة كل هذه التحديات؟ کما يظهر من المعطيات حتى الآن بأنه وحتى إجراء الإنتخابات الأميركية سيزداد الضغط على إيران وحرس الثورة الإسلامية تحديدا.. ما هي إستعداداتكم لهذه المرحلة المقبلة؟ لدينا التطبيع مع الأنظمة العربية، ومحاولة إعادة إنتاج داعش، وضرب لبنان والعراق وسوريا والأماكن التي باتت تعرف بمحور المقاومة، اليوم ما هي استعدادات حرب الثورة لمواجهة كل هذه التحديات على كل المستويات؟

نيلفروشان: بالنسبة للسؤال الذي طرحتم أن برامج الجمهورية الإسلامية لمواجهة هذه الخطط والوجود الأميركي في المنطقة بأساليبه مثل داعش والتطبيع.. إن جبهة المقاومة لديها تنظيم جيد في دول المنطقة، حيث بدأت من سوريا عام 2011، الآن النظام محكم وقوي ولديه القدرات على إفشال كل الخطوات التي يقوم بها الإستكبار والإرهاب، في العراق تنظمت جبهة المقاومة بالشكل الذي يفشل كل خطوة من داعش، والحمدلله هذه الجبهة لديها برامج وقدرات كبيرة، لكن هناك نقطة ملفتة وهي بأن خطط العدو تمتاز بالضعف وليست نابعة عن القوة ،وهذا اختلاف كبير عندما تكون القوة التي تهجم بقوة أو قوتها نابعة عن الضعف، جبهة المقاومة أفشلت كل الخطط في المنطقة، أردوا احتلال العراق وفشلوا، في سوريا أيضا أرادوا أن يفشلوا النظام في سوريا ولم يستطيعوا، نحن الآن في محور المقاومة في أوج قوتنا تحت راية آية الله الخامنئي وإرشاداته، لكن الجبهة المعادية في أضعف حالاتها، أما فيما يتعلق التطبيع أنا اعتقد أنه ليس شيئاً جديداً ومهماً، لأنه كان موجود منذ القديم واليوم أصبح علني، هذه المرحلة تمتاز بخاصيتين، والموضوع يتعلق بالانتخابات الأميركية والجو الإنتخابي لترامب.

السؤال الثالث: نحن سنستكمل موضوع التطبيع في هذا البرنامج لاحقاً لكن نقرأ التحديات بشكل عام، بموضوع سوريا اليوم الوجود الإيراني مرعب بالنسبة للكيان الإسرائيلي وكل محادثاتهم وصراخهم وكلامهم هو اليوم اخراج إيران من سوريا ويدعون دائما بأنهم ضربوا إيران في سوريا لمحاولة تسليط الضوء على الدور الإيراني في سوريا، لطالما قالت إيران بأنها تتواجد على مستوى المستشاريين في سوريا لكن المطلوب اليوم هو رأس محور المقاومة والموضوع ليس قوات إيرانية أو غيرها، اليوم الكيان الإسرائيلي يدعي بأنه أخرج إيران من سوريا، ما ردكم على هذا الكلام؟

نيلفروشان: محور المقاومة والثورة الإسلامية اجتازت الحدود الإيرانية والخطأ الكبير للكيان الصهيوني هو بأنهم ما زالوا يرون جبهة المقاومة في إيران حصراً لكنها تعدت الحدود الإيرانية وأقول لكم بكل ثقة أن كل لوازم إسقاط الكيان الصهيوني باتت جاهزة لكن الظروف لم تعد جاهزة لبدء العملية النهائية وأنا أقول لكم بكل ثقة بان التطبيع توفر ظروف إزالة إسرائيل، الإسرائيليين وقعوا في فخ وهؤلاء لا ينتبهون لهذا الفخ، نحن كان يجب ان نعمل لسنوات طويلة لنوضح للشعوب المنطقة العربية أن هؤلاء الحكام هم من صنع الكيان الصهيوني لانهم دائما كانوا يخيفون الشعوب من الجمهورية الإسلامية، الآن حكام المنطقة خلقوا هذه الظروف والشعوب الآن في صحوة ووصلت الى هذه الحقيقة بأن الكيان الصهيوني هو العدو الأساسي، إيران مع أنها تعيش في ظروف صعبة من خلال الحروب التي اقامتها في سوريا والعراق لكن إيران قاتلت الى جانب الشعوب المنطقة كتفاً الى كتفهم وجلبت الأمن والثبات الى المنطقة.

هل يمكن ان تتصوروا أن عمق جبهة المقاومة بقيادة الشهيد الحاج قاسم سليماني والقوات الثورية واختلاط دم شهداء محور المقاومة من مختلف الجنسيات يمكن ان يتفكك من خلال تصريحات للصهاينة والتي تقول بأنهم ضربة نقطة ما؟ لا كل ذلك وهم وخيال، انا قلت سابقاً بان الكيان الصهيوني شاء او ابى يجب ان يقبل بأنه وقع في حصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا يوجد اي حل غير إسقاط النظام ليس بمعنى الشعب اليهودي الفلسطيني، نحن قلنا مراراً وتكراراً بان نعارض الكيان الصهيوني ونرى ذلك الوعد الإلهي بإسقاط هذا النظام وكلما نفذوا خطوة اقتربوا بنهايتهم، الشعب اليهودي في فلسطين له حق في العيش والحكومة في ظروف متساوية.

نحن ثابتون في قواعدنا التي اختلطت بدماء شهداؤنا والشعب السوري وأي شعب او حكومة يكافح سندعمه ونفتخر بذلك وكما قلت وسائل أزالة إسرائيل جاهزة وهؤلاء يقومون بتحضير ظروف إسقاطها.

السؤال الرابع: اليوم هذا الكلام الإسرائيلي يتضامن مع تحرك الأمريكي بشرق سوريا بالتالي انتم تقولون بأن تعاونكم مع الحكومة السورية اقوى من أي وقت مضى والإتفاقيات على مستويات عالية جداً، اليوم ما هو الهدف من إثارة كلام الإسرائيلي حول خروج إيران من سوريا؟

نيلفروشان: نحن نتواجد في سوريا بشكل قانوني وطبق العقود الموقعة بين إيران وسوريا حيث هذه العقود وقعت بدعوة من سوريا للتعاون وهذا التعاون يتميز بعمق إستراتيجي على مدى سنوات طويلة لكن الأمريكييون في شمال شرق سوريا يشبهون باللصوص الذي احتل الأراضي هناك ويسرقون الثروة النفطية السورية. الآن انتم يمكن ان تحكموا بأن هناك أرض محددة في شمال سوريا تدخل اليها قوات بدون إذن من الحكومة السورية في هذه المنطقة ومن جهة آخرى الجمهورية الإسلامية دخلت الى سوريا بدعوة من الحكومة السورية والشعب السوري وهي تتواجد هناك بوضع قانوني، إذا كان موضوع يتعلق بالقوة، التجربة والخبرة تشير الى أن الباقي والصامد والوجود لمن والذهاب لمن، التاريخ اثبت أن الأمريكيين ليس لهم مكان في المنطقة خاصة بعد الخطأ الإستراتيجي الأخير بإغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني وأنا اعتقد بان الأمريكيين سيجبرون بمغادرة المنطقة وهم بداؤوا ذلك من زمان طويل.

السؤال الخامس: مشروع اخراج القوات الأمريكية من المنطقة لا يزال هدفكم؟

نيلفروشان: نعم بكل تاكيد، بالنسبة للخطوة الإجرامية التي قامت بها أمريكا بإغتيال الشهيد قاسم سليماني نرى أن الشعوب الإسلامية في المنطقة لا ترضى بهذه الخطوات ولا تقبل ان تدخل أمريكا قواتها في دولها وتغتال شخصيات مثل الشهيد قاسم سليماني.

السؤال السادس: ما هي صعوبات التي تواجهكم في هذا المشروع؟ البعض قال هو مشروع كبير جدا في ظل محاولة حصار محور المقاومة وإضعافها وهذا المحور كما اشرت حضرتك اليوم قوي وشامخ ومنتصر لكن نحن نتحدث على مدى المتوسط والبعيد، اليس المشروع كبير جدا؟

نيلفروشان: انا اوضح هذا الموضوع مجدداً، لا ادري ان كان هذا المثل في اللغة العربية، إذا كانت قطة في مأزق وليس لها طريق للهروب هي تقوم بالخربشة، الآن القوات الأمريكية في حصار المقاومة ومحور المقاومة، سابقاً كان لدى القوات الأمريكية مجال لكن كنا نتمنى ان يقتربوا لكن هم اليوم في المنطقة ونحن الآن لم نقرر بعد القيام بالعمليات والأمريكيين في المنطقة وضعهم صعب وهم في منطقتنا ومن الطبيعي الى ضغوط عسكرية، موضوع الحصار الإقتصادي للمقاومة ناتج عن ضغوطات التي يعانون منها، اذا قارنتم ذلك بـ40 عاماً مضت كانت بإمكان أمريكا ان تبيد الشعوب بأضعف الأساليب لكن الجمهورية الإسلامية لا تخضع لأي إملاءات أمريكية، أمريكا فشلت أخيراً في قرارها الأخير في مجلس الأمن حيث كانت دولة صغيرة مثل دومينيكن معها ضد إيران، هذا هو الوضع الذي وصلت اليه أمريكا.

السؤال السابع: في شرق سوريا الآن هناك مقاومة شعبية، كيف تنظرون الى هذه المسألة؟

نيلفروشان: اليوم في شمال شرق سوريا يعرف الدفاع الوطني ومحور المقاومة كل السبل للدفاع عن ارضه لكنهم ينتظرون ظروف المناسبة ليستخدموا هذا السبل وهذه الإستراتيجية، انا اوجه النصيحة للأمريكيين، نحن عندما ضربنا قاعدة عين الأسد رداً على إستشهاد الحاج قاسم سليماني لم نكن نريد ان نقتل الجنود الأمريكيين لأننا كنا نريد ان نكسر الهيمنة الأمريكية وكسرناها.

السؤال الثامن: موضوع اليوم ليس فقط ضرب قاعدة عسكرية، انتم ضربتم الرمزية الأمريكية وكسرتم الصورة الأمريكية.

نيلفروشان: هدفنا كان بالضبط كسر الهيمنة الأمريكية، نحن اذا اردنا ان نتوجه خسائر للقوات الأمريكية كنا نملك معلومات كافية عن مكان تواجدهم، نحن بكل ثقة نقف في وجه إستكبار وأمريكا دفاعاً عن الشعوب المظلومة بالمنطقة، اريد ان اذكر جملة للامام الراحل(قدس سره) والتي تتطابق مع ظروفنا اليوم وهي : ايها المسلمون والمستضعفون قوموا وثوروا ولا تخافوا من غوغاء المستكبرين لأن هذا القرن هو قرن القضاء على المستكبرين وانتصار الحق على الباطل واليوم تتحقق كلام الإمام الراحل ونحن على ثقة بأن الإمام الراحل(قدس سره) بهذه الجملة التي اطلقها بالشجاعة كان يرى فيها الإنتصار للشعوب المنطقة.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock