الأخبار العالمية

ما اهداف اردوغان من تصريحاته الاخيرة وكيف ينظر اليها الكيان الاسرائيلي؟

لا تزال التصريحات الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن رغبته في تحسين علاقاته بالكيان الاسرائيلي، واعلانه استئناف التعاون الاستخباري بين الجانبين، تطرح الكثير من التساؤلات حول الهدف منها في هذا التوقيت وقراءة الكيان الاسرائيلي لها.

العالم – ما رأيكم

خبراء في الشأن التركي يشيرون الى ان العلاقات التركية الاسرائيلية قديمة ومتواصلة منذ عام 1949 بعد ان اعترفت تركيا بالكيان الاسرائيلي دبلوماسيا، واليوم يمر عليها 71 عاما، وهذه العلاقة عرفت حقبات ذهبية وتوترات وشهدت صعودا ونزولا، حالها حال أي علاقة، ولكنها مستمرة ولم تتغير طبيعتها كعلاقات تحالفية استراتيجية ثابتة بينهما.

ويؤكد الخبراء ان الكيان الاسرائيلي عندما كان يفتش عن بلد عربي او اسلامي يعترف به او لا يعتبره عدوا، كانت تركيا منذ اللحظة الاولى الى جانب هذا الكيان، وكان تتعاون بشكل وثيق معه استخباراتيا وعسكريا واقتصاديا وغيرها.

ويشير هؤلاء الى ان هناك قناعة شبه ثابتة لدى الحكومات المتعاقبة او النظام السياسي في تركيا بان العلاقات مع الكيان الاسرائيلي يجب ان تبقى علاقات استراتيجية تصب في مصلحة الامن القومي التركي.

ويرى الخبراء أن تصريح اردوغان الاخير بشأن الكيان الاسرائيلي، هدفه الاساسي توقيع اتفاقية تحديد حدود المنطقة الاقتصادية المحصورة بين تركيا والكيان الاسرائيلي بالبحر، وان مثل هذا الاتفاق يخفف من التوتر بين تركيا والكيان المحتل، ويكون على حساب قبرص واليونان، لان هذا المنطقة حتما ستأكل من المنطقة الاقتصادية لقبرص اليونانية واليونان.

فيما يرى محللون سياسيون ان تصريحات اردوغان في هذه الفترة لها معاني كبيرة محلية واقليمية، مشيرين الى ان العلاقات بين تركيا والكيان الاسرائيلي لم تنقطع ابدا، لكن كان هناك ملفات عالقة حول قضايا كثيرة، وكان هناك تخفيض بالعلاقات الدبلوماسية فقط، الا ان التجارة مستمرة بل انها تضاعفت.

ويقول المحللون انه في هذا الوقت بالذات فإن هناك تلاق بالمصالح بين الطرفين، فكان الكيان الاسرائيلي حاضرا في اذربيجان وكذلك تركيا، من جهة اخرى في المناطق الاخرى كسوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط، وصلت الامور الى طريق شبه مسدود، بالاضافة الى العقوبات الاوروبية على تركيا كذلك ضغط المعارضة الداخلية باتجاه تخفيض حدة المواقف مع الكيان الاسرائيلي.

ويضيف محللون انه بعد محاولات لترامب وصهره لعقد اتفاقات في الخليج الفارسي وفرض التطبيع، رأى اردوغان ان القطار سيفوته ويجب ان يركب في هذا القطار، ولذلك حرك رئيس جمورية اذربيجان الهام علييف ليكون وسيطا في العلاقة بين تركيا والكيان الاسرائيلي، وسربت لقاءات سرية بين المخابرات الاسرائيلية والتركية.

خبراء في الشأن الاسرائيلي قلوا إن الإعلام الصهيوني وخصوصا صحيفة “يسرائيل هيوم” كتبت تعليقا على تصريحات اردوغان بأن هناك مصلحة اساسية للكيان الاسرائيلي بإعادة العلاقات مع الجانب التركي، مشيرين الى أن عنوان هذه القضية يتجاوز الشعارات التي يطلقها اردوغان للذهاب نحو البحث عن المصالح، وأن مسألة المصلحة تفوق هذا الخلاف ولكيان الاحتلال نظرة خاصة للعلاقة مع تركيا.

ونوه الخبراء الى ان الكيان الاسرائيلي منذ نشوءه كان لديه ضرورة استراتيجية في انشاء ما يسمى بنظرية تحالف الاطراف وهي احاطة كيان الاحتلال بأصدقاء من الدول غير المجاورة من بعض الدول سواء تركيا او ايران في عهد الشاه، وكان هناك تأكيد على هذا العامل وان هناك مصلحة لكيان الاحتلال بالمحافظة على هذه العلاقة.

ويضيف الخبراء ان الاحتلال الاسرائيلي يتعامل من منطلق ان هناك مجموعة من القواسم المشتركة ومجموعة من المصالح والملفات التي يلتقي فيها الاحتلال مع نظام اردوغان، وهذه المسألة وردت على سبيل المثال في سوريا، فهناك مصلحة للكيان الصهيوني في اضعاف الدولة السورية وفي دعم الجماعات المسلحة، ومثال ذلك ان الكيان الصهيوني كان يدعم الجماعات المسلحة بشكل مباشر في جنوب سوريا بينما كان نظام اردوغان يدعم الجماعات المسلحة ولا يزال في شمال سوريا لاضعاف الحكومة السورية كجزء من محور المقاومة، وهذه نقطة التقاء، هذا اضافة الى الالتقاء في موضوع اذربيجان والدعم المشترك لنظام علييف في الحرب الاخيرة، من خلال تصدير السلاح الاسرائيلي الى اذربيجان، وفي الوقت نفسه تصدير النفط الاذري الى الكيان الصهيوني مرورا بالاراضي التركية.

ويرون ان هناك قواسم ومصالح قائمة بين الطرفين حتى في ذروة الخلاف التركي الصهيوني بعد قضية مرمرة، لم تنقطع هذه العلاقات وكانت قائمة بأشكال مختلفة.

المتابعون للشأن الاسرائيلي نوهوا الى انه في القراءة الصهيونية تم التركيز على المصلحة الاسرائيلية في موضوع ترسيم الحدود البحرية والاستفادة من هذه النقطة بالتحديد، لكن مجمل التعليقات الاسرائيلية على الموضوع قالت انه يجب الذهاب للانفتاح باتجاه الجانب التركي بما لا يضر بالعلاقات مع قبرص واليونان اضافة الى عدم اغفال مصالح للكيان الصهيوني مع دول التطبيع العربي التي هي في حالة اشتباك مع نظام اردوغان.

فما رأيكم:

– لماذا يسعى الرئيس التركي لتمتين علاقاته بكيان الاحتلال الاسرائيلي؟

– ماذا وراء استئناف التعاون الاستخباري بين انقرة وتل ابيب؟

– كيف يفسر هذا التعاون في ظل التصعيد الصهيوني تجاه الفلسطينيين؟

– هل يسعى اردوغان لدور اقليمي في ظل المتغيرات في المنطقة؟

– كيف ينظر الكيان الاسرائيلي الى “الانفتاح” من جانب اردوغان؟

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock