الأخبار العربية

تناغم امريكي سعودي يعرقل سرعة تشكيل حكومة لبنانية

مساعي تشكيل حكومة جديدة في لبنان لم تبلغ خواتيم التشكيل والمساعي مستمرة وسط عوائق امريكية وسعودية  لفرملة المبادرة العرنسية.

العالم – مقالات وتحليلات

لا زالت المحاولات الحثيثة تجري محليا ودوليا، في السر والعلن، وعلى كل صعيد، لاستباق إنغلاق الأفق السياسي لحل الأزمة الحكومية التي لا يبدو حتى الآن أن مبادرة سعد الحريري قد نجحت في تفكيك تعقيداتها مما يؤدي في حال إستمرارها وتشعّبها الى تداعيات خطيرة على لبنان الذي يتأرجح كما يصف المراقبون بين السقوط في جهنم التي بشّر بها رئيس الجمهورية أو النزول الى بر الأمان ولو بشكل مؤقت. ومن هنا ترى المصادر ان
أكثر من لوحة سياسية تطبع المشهد اللبناني لجهة الحرص الفرنسي الكبير على إنجاح مبادرة إيمانويل ماكرون الذي يبدو أنه لن يستكين أمام محاولات الشغب الأميركية.وتتابع الصادر.

لكن اللوحة الأبرز، تمثلت بخطاب ملك الحجاز السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهجومه على حزب الله وإتهامه بتفجير مرفأ بيروت، ومطالبته بنزع سلاحه، وفي ذلك موقف سعودي غير مسبوق، يوحي بأن لا تعاطي مع لبنان في ظل وجود سلاح حزب الله، وبأن المملكة لا توافق على المبادرة الفرنسية، وترفض تمثيل الحزب في الحكومة وإعطاء حقيبة المالية الى وزير شيعي.

موقف سلمان وما يحمله من رمزية ترتبط بالجمعية العامة للأمم المتحدة أعاد خلط الأوراق من جديد، خصوصا أنه جاء بنكهة أميركية صرفة، وأشار الى أن السياسة السعودية تتحدد مستقبلا وفق دور حزب الله في المعادلة اللبنانية، ما يشير الى حجم التجاذبات الاقليمية والدولية القائمة حول لبنان، والتي قد يكون لها تداعيات سلبية جدا على ولادة حكومة مصطفى أديب، الأمر الذي خفف من منسوب التفاؤل بامكانية ولادتها على جناح السرعة، وأدى الى تهشيم مبادرة الحريري بعدما فقدت رونقها وتحوّل التفاؤل الى “تشاؤل”.

الموقف السعودي طرح أكثر من سؤال حول ما قصده سعد الحريري حول “تجرعه السم” و”الانتحار السياسي”، فهل كانت مبادرة الحريري بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على علاقته بالمملكة وقياداتها؟، وهل أخفق الرئيس إيمانويل ماكرون في الوفاء بوعده للحريري لجهة ترطيب الأجواء مع السعوديين تمهيدا لاعادة العلاقة معهم؟، وهل إصرار الحريري على رد الجميل للرئيس الفرنسي الذي أنقذه من أزمة إحتجازه في المملكة، قد أبعده نهائيا عن أميركا والسعودية اللتين تتناغمان بشكل كبير في سياستيهما تجاه لبنان.

وفي هذا الاطار وأمام هذا الواقع، ما تزال الحكومة عالقة على حبال التشاور والتريث والمبادرات والدلال السياسي والشغب الأميركي والرفض السعودي والاصرار الفرنسي وكأن الجميع يملكون ترف الوقت، في حين يواجه اللبنانيون أسوأ مرحلة في تاريخهم الحديث وينتظرون الفرج الذي لا يمكن أن تكون بدايته إلا بالتزام تطبيق الدستور.

مراسل العالم.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock