الأخبار العربية

الحكومة اللبنانية بين المحركات الفرنسية وادوات التعطيل الامريكي

تباين الرؤية للمشروعين الامريكي والفرنسي في المنطقة ينعكس عرقلة امام تشكيل الحكومة اللبنانية.

العالم – لبنان

ثمة قطوع بات يهدد تشكيل الحكومة اللبنانية يصعب اجتيازه وسط تلاطم المواقف والتباينات ليس بين اطراف الداخل فحسب وانما ما ينسحب على تباعد الرؤى بين الدول النافذة في الشهد اللبناني.

وتؤكد مصادر سياسية مطّلعة أن الأزمة الحكومية في لبنان باتت مركّبة، يتداخل فيها العامل الامريكي بالمبادرة الفرنسية و عندما تنتصر الإرادة الفرنسية على الإدارة الاميركية، تبدأ ااامور بالحلحلة ويقول الكاتب السياسي محمد علوش أن التوافق الفرنسي الأميركي على الملف اللبناني سيحصل، فالأمور تتجه بين الطرفين الى التأزيم، وبالتالي هذا يفسر ما يحاول الفرنسي القيام به عبر “حشر” الإدارة الاميركية، وإزاحتها من دربه في لبنان في هذه المرحلة التي تنشغل فيها اميركا في انتخاباتها الرئاسية، مشيرة الى أن حتى اللحظة لم تتمكن باريس من فعل ذلك، ولكنها مصمّمة على هذا الامر.

وتقول المصادر المتابعة ان الخلاف الفرنسي-الاميركي على ملفات المنطقة يتوسع، وآخر فصوله رفض فرنسا للعقوبات الاميركية المستجدة على الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي اتت ضمن ما يُعرف بـ”آلية الزناد”، فالفرنسيين يعتبرون أن لا حق للولايات المتحدة الأميركية بفرض هذه العقوبات، التي جاءت بأحد بنود الإتفاق النووي الذي وُقّع بين إيران والدول 5+1 عام 2015، على اعتبار أن ترامب خرج من الإتفاق وبنوده لم تعد صالحة للاستعمال من قبل الأميركي.

كذلك يمتد الخلاف الفرنسي الاميركي الى العلاقة بين اليونان وتركيا، والدور الفرنسي في ليبيا، ولكن بما لا شك فيه أن الفرنسي قرر المضي قدما بمشروعه الخاص لمنطقة البحر الابيض المتوسط، وهذا المشروع لا مكان للاميركي كلاعب أساسي فيه. إن هذا الخلاف يصل الى لبنان، الامر الذي تجلّى بالهجوم على ماكرون من قبل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في صحيفة فرنسية، والردّ الفرنسي عليه بلقاء حزب الله في لبنان مجددا، الى جانب كل التصعيد الذي شهده البلد في الساعات الماضية.

تتابع المصادر في لبنان، تنعكس كل هذه المعطيات على الواقع الحكومي، وتشير المصادر الى أن تمديد المهل يعني أننا سنصل في نهاية المطاف الى تشكيل الحكومة ، ولكن بعد إفراغ ما بجعبة الأطراف المحليين والخارجيين من محاولات تشكيل وتعطيل، مشدّدة على أن الامور تبدو مقفلة ولكنها ليست كذلك، فالطروحات لا تزال موجودة، والمحاولات لا تزال قائمة.

وتختم المصادر انه قد تكون عملية التأخير في تشكيل الحكومة فرصة للجميع لتخفيض الأسقف العالية، ولكن بالنتيجة فإن الحكومة مرهونة بنتيجة المعارك المستترة بين الفرنسيين والأميركيين. فلمن تكون الغلبة ؟ تختم المصادر.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock