الأخبار العالمية

تطليق إيفانكا من كوشنير.. خيار ترامب الأخير لرفع حظوظه الإنتخابية!

منذ اليوم الاول لدخوله البيت الابيض تعامل الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع العالم كسمسار همّه الاول والاخير هو الربح مهما كانت الاساليب التي يتبعها في الحصول عليه، ولما كان لا يثق كرجل اعمال الا بافراد أسرته أدخل معه الى البيت الابيض اعضاء من أسرته وعلى راسهم إبنته إيفانكا، التي ترى نفسها، كما هو حال أبيها بانها كتلة متوهجة من الذكاء، وعينها في منصب مستشارة للرئيس الامريكي.

العالم – كشكول

ولما كانت إيفانكا متزوجة وتعشق زوجها الى حد الجنون، حتى انها تركت ديانتها من اجله واعتنقت اليهودية، فضغطت على أبيها لكي يدخل معها زوجها الى البيت الابيض ويعطيه منصبا رفيعا وهو منصب كبير مستشاري الرئيس الامريكي، وهو ما حصل، وكان الطرد مصير كل مسؤول في البيت البيت الابيض إعترض على تدخل كوشنير في الشؤون الصغيرة والكبيرة في البيت الابيض، حتى بات زوج إيفانكا “السيد الفعلي” للبيت الابيض، وكان وراء وصول رجل الامن الفاشل مايك بومبيو الى منصب وزير خارجية امريكا، بعد ان وجد بعض التحفظ لدى سلفه ريكس تيلرسون على تنفيذ اوامر ترامب التي كان يصدرها بتأثير من كوشنير.

ترامب كسمسار لا يقدم على شيء من دون ان يحصل منه على مردود مادي، فجشعه وانانيته تتحكم في كل تصرفاته وسكناته، وليس لديه امنية اسمى من البقاء في البيت الابيض لفترة رئاسية ثانية، فالرجل يعشق الاضواء والشهرة لانها تدر عليه المال والثروة، لذلك كان من اكبر نجوم تلفزيون الواقع في بلاده، الا ان الذي لمسناه خلال ما يقارب من اربع سنوات في البيت الابيض، ان قراراته التي اتخذها ، وخاصة تلك المتعلقة بالجمهورية الاسلامية في ايران والقضية الفلسطينية، ارتدت عليه سلبا، فقد باتت حظوظه بالبقاء في البيت الابيض لاربع سنوات اخرى ضعيفة جدا، وهو ما دفعه الى استخدام مرتزقته الذين يتحكمون في مشيخات النفط في الخليج الفارسي وبعض الانظمة العربية العميلة، للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي لرفع هذه الحظوظ المتعثرة.

اكبر قرار خاطىء ارتكبه ترامب ومازال يلقي بظلاله الثقيلة والكثيفة على مصيره السياسي، بعد ان تسبب هذا القرار بعزلة غير مسبوقة لامريكا حتى لدى حلفائها التقليديين في اوروبا والغرب والعالم، هو قرار الانسحاب من الاتفاق النووي، وهو قرار تشير كل القرائن انه اتخذه تحت تاثير رجل نتنياهو في البيت الابيض، الا وهو صهره وزوج إبنته المدللة إيفانكا.

الهزيمة النكراء التي منيت بها امريكا امام ايران في مجلس الامن، وعربدات وهذيان بومبيو لمعاقبة العالم لوقوفه الى جانب ايران ضد البلطجة الامريكية، كانت من تداعيات تدخل رجل نتنياهو، كوشنير وبشكل مباشر في القرار الامريكي، وهو تدخل كان يجري عادة بشكل غير مباشر وبطريقة ناعمة عبر اللوبيات الصهيونية.

الكوارث التي نزلت على ترامب بسبب كوشنير لم تنحصر بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني، بل كذلك بالقرارات الكارثية الخاصة بالقضية الفلسطينية التي اتخذها ترامب في اطار ما باتت تعرف بـ”صفقة القرن” لصاحبها كوشنير، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”اسرائيل” ونقل السفارة الامريكية اليها، والاعتراف بسيادة”اسرائيل” على الجولان، وكذلك سيادة”اسرائيل” على الضفة الغربية، وقطع التمويل الامريكي عن الاونروا، ومقاطعة كل المنظمات الاممية التي يُشم منها مناهضة للكيان الاسرائيلي، وهي قرارات ادخلت القضية الفلسطينة في نفق مظلم، واخرجت امريكا كطرف “وسيط”! لايجاد “حل للقضية الفلسطينية” ، وهو دور لعبته امريكا بنفاق وخبث شديدين على مدى عقود.

جميع استطلاعات الراي الامريكية تشير الى تخلف ترامب بنقاط عديدة عن منافسه الديمقراطي جو بايدن وان الحركات الاستعراضية والبهلوانية في الدقيقة التسعين، كالتطبيع بين مشيخات النفط في الخليج الفارسي وبين الكيان الاسرائيلي، والعالم كله يعلم ان هذه المشيخات لم تكن يوما في حال حرب مع “اسرائيل” بل كانت على العكس تماما، تربطها علاقات اكثر من استراتيجية معها ومنذ عقود، وكذلك الترويح لترامب كرجل “سلام” من قبل اليمين الاوروبي العنصري المتطرف، لن ترفع من حظوظه الانتخابية ولا نقطة واحدة، لذلك ليس امام ترامب من ورقة يلعبها، بينما لا تفصله الا 40 يوما من موعد الانتخابات، لتحسين صورته امام ناخبيه، الا ان يُطلّق ابنته من كوشنير ويتخلص من سبب بلائه والى الابد، والا يخشى على مستقبل ايفانكا، فهي تملك الكثير من الجمال والمال والبلادة، وهو ما سيجعلها سعيدة بغض النظر عن الرجل الذي ستتزوجه، بشرط الا تأخذه معها الى البيت الابيض.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock