الأخبار العربية

صحفیون مصریون ینتقدون تغطية الإعلام المصري لحادثة قناة السويس

رغم نجاح إدارة قناة السويس في إعادة ناقلة الحاويات “إيفر غرين” إلى مسارها الطبيعي، وبداية استعادة القناة للأوضاع الطبيعية، إلا أن الحادثة كشفت عن تضليل مارسه الإعلام المصري معها على مدار أسبوع حول مجريات الحادثة، سواء بنشر أخبار كاذبة ومضللة، أو بإلقاء اللائمة على السفينة الجانحة، التي وصفها الإعلام المصري بأنها “سيئة السمعة”.

العالم – مصر

ووصف عدد من خبراء الإعلام ما جرى بالشيء المهين للإعلام المصري، وتاريخه، ومهنيته، مؤكدين في تصريحات خاصة لـ “عربي٢١” على أن إعلام النظام الانقلابي يقف وراء ما حدث، بسبب تكميم الأفواه من ناحية، وغياب المهنية بوسائله من ناحية أخرى، وهو ما كشف فضيحة كبرى جعلت العالم يتندر ويسخر من أدائه.

وبدلا من لعب دوره الأساس في كشف الحقائق، ومصارحة المصريين والعالم بالوقائع، حرص الإعلام المصري من خلال محطات التلفزة والصحف، والمواقع الإلكترونية الموالية للنظام، على تلميع صورة السلطة، والتغطية على إهمالها، من خلال تقديم معلومات مضللة، للإيحاء بأن الأمور تحت السيطرة.

وحاولت هيئة قناة السويس هي الأخرى، بعد يوم كامل من الحادثة التزمت خلاله الصمت المطبق والمريب، تضليل الرأي العام المصري والعالمي، من خلال الإيحاء بأن المشكلة في طريقها إلى الحل، ومن خلال التأكيد على وجود خط سير بديل للسفن يمكن اعتماده إلى حين معالجة مشكلة “إيفير غيفين”، وهما أمران ثبت زيفهما ومجانبتهما للحقيقة.

ولعل ما ذكره موقع “فيتو” -على سبيل المثال- يؤكد ذلك، بوضوح التفاخر بفشل القناة، حين قال في تغطيته إن “حادث عابر وقع في قناة السويس بسبب جنوح سفينة شحن عملاقة تسببت في تعطل حركة نقل السفن بالعالم من الهند إلى أمريكا، الحادث نتيجة سوء الأحوال الجوية، وبالرغم من تعامل الجهات المختصة معه بكامل الاحترافية، كشف عبقرية موقع مصر ومدى أهميتها، وقدم الدليل الدامغ على وصفها بقلب العالم”.

وأضاف الموقع: “نشرت مواقع إخبارية متخصصة في حركة النقل البحري، صورة فضائية لشلل حركة الحاويات في العالم أجمع من أقصى الشرق عند الهند إلى أقصى الغرب عند السواحل الأمريكية”.

ثم جاء ما ذكره الإعلامي أحمد موسي ليؤكد على هذه الصورة، عندما هاجم الشركة المالكة للسفينة الجانحة بقناة السويس، التي تسببت في إغلاق حركة الملاحة في الممر الملاحي الأكثر ازدحاما في العالم، منذ الثلاثاء الماضي.

وقال أحمد موسى، خلال تقديم برنامج “على مسؤوليتي” على قناة صدى البلد، إن السفينة الجانحة بقناة السويس “سيئة السمعة”، وإن شركة “إيفر غرين” لديها مشاكل هائلة وتاريخ سيئ في ألمانيا وتايوان ومصر.

وأضاف: “السفينة تسببت في مشكلة بميناء هامبورج في ألمانيا قبل 3 أعوام، فيما سخر البعض من عناوين الصحف المصرية صبيحة الحادثة، حيث تجاهلت الموضوع بشكل تام، فيما كانت أخبار السفينة التي سدّت مجرى الملاحة في السويس تتصدر أخبار الصحف والمواقع العالمية.

وتوقّف عدد كبير من المتابعين عند صورة الجرافة الصغيرة التي تحاول فسح الطريق للسفينة العملاقة، وتحوّلت إلى مادة للتندّر والسخرية، حتى أن وزير الخارجية ورئيس وزراء السويد السابق كارل بيلدت أعاد نشرها، وتساءل بشكل ساخر “ألا توجد رافعة أخرى للمساعدة؟”.

سمعة الإعلام المصري

وفي سياق تعليقه، وصف الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للصحافة، قطب العربي، التعتيم الإعلامي الذي فرض على كارثة السفينة، بأنه استمرار لسياسة الانقلاب الإعلامية، بحيث يكون هناك رواية رسمية فقط، ومن يتجاوز ذلك يتعرض للمساءلة.

وأضاف أن النظام فرض سطوته على الإعلام بشكل عام، وعليه فإن أي معلومة لا تمر إلا من خلال أجهزة النظام، لكن الإعلام الدولي هو الذي كشف عن الحادث، خاصة عندما اهتم العالم أكثر بعدم توقف الملاحة بالقناة، وعندما نشر الإعلام الدولي، اضطر الإعلام الرسمي للتعامل معه في صورة المؤتمر الصحفي الذي عقد لاحقا.

وأضاف العربي في حديثه لـ”عربي٢١” قائلا: “لكن الشيء الملفت هو التناول الصبياني من قبل بعض القنوات والمواقع من قبيل السفينة وسمعتها السيئة، وكذلك اعتبار الكارثة ميزة لمصر، وهذه مراهقة إعلامية تدمر ما تبقى من سمعة الإعلام المصري”.

منهج غياب الشفافية

بدوره، وصف الإعلامي مصطفى إبراهيم المعالجة الإعلامية للحادث بـ”المخزي والمهين” لمصر وتاريخها وحضارتها، والتي دفعت القارئ والمشاهد المصري لمتابعة أخبار أهم مرفق نقل في العالم وأهم مرفق في بلده عبر وسائل الإعلام الأجنبية، مدللا على ذلك بالإشارة إلى “ادعاء إعلام النظام أن المرور في القناة انتظم وعاد إلى طبيعته في اليوم التالي للحادث، ليتم إجبار هذا الإعلام الكاذب على التراجع عن هذه الترهات والأباطيل، بعدما فضح الإعلام العالمي الحقيقة المرة”.

وأرجع إبراهيم في حديثه لـ”عربي٢١ “غياب الشفافية إلى طبيعة النظام العسكري، الذي يتبع منهج تكميم الأفواه، والكذب، وتغييب الحقائق، والتغطية على فشله بالكذب، وبوضع أذرعه الإعلامية في مناصب قيادية في المنظومة الإعلامية، ما يؤدي إلى تدني مستوى الأداء الإعلامي.

هشاشة إعلام النظام

أما الكاتب الصحفي خالد الشريف، فأكد على أن ما جرى يعكس حقيقة مفادها أن لأنظمة القمعية الشمولية لا تعرف الإعلام الحر، لذلك غابت الشفافية عن حادث جنوح السفينة، وتجاهلت وسائل الإعلام المصرية الكارثة برمتها، وصدرت للجمهور مقولة” كل تمام والأمور على ما يرام”، ما دفع المصريين لمتابعة الكارثة عبر وسائل الإعلام الخارجية.

وأضاف، إن الأكثر فداحة أننا أمام دولة فاشلة في كل شيء، والكوارث تلاحقها من كل جانب، حتى صرنا أضحوكة العالم، مؤكدا أن وسائل التواصل الاجتماعي كشفت هشاشة إعلام النظام، الذي تحول لبوق يسبح بحمد نظام فاشل وهش”.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock