منوعات

مخرج مغربي: قسم “المدافعون عن الصحّة” بمهرجان المقاومةالـ16 يُفرح نفوس الجيش الأبيض

يرى صانع الافلام الوثائقية والكاتب والطبيب المغربي الدكتور بوشعيب المسعودي، أن مهرجان أفلام المقاومة الدولي من أبرز المهرجانات في المنطقة وفي العالم المخصص لأفلام المقاومة. والدليل على ذلك وصوله للدورة السادسة عشر وتمسك منظميه بإقامته رغم هذا الوباء الفظيع وهذه الجائحة المسلطة علينا.

– الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات –

مخرج الأفلام الوثائقية المغربي الدكتور بوشعيب المسعودي  ألقى في حوار له مع مراسلة مهرجان افلام المقاومة الدولي بدورته السادسة عشر (هبة اليوسف)، ضوءا على تاريخ السينما الايرانية الفني وعن مكانتها على المستوى العالمي وأهمية سينما المقاومة ودور مهرجان أفلام المقاومة الدولي في الحفاظ على قضايا الاسلام، كما أكد المخرج الوثائقي المغربي على ضرورة توثيق تضحيات الكوادر الصحية في كفاحها ضد فيروس كورونا ويرى أنه من الواجب صناعة أفلام وثائقية مؤثرة تغطي غالبية تضحيات الكوادر الطبية بمختلف أقسامها وأدوارها.

فيما يلي نصّ الحوار:

1-كانت لكم مشاركات سابقة بمهرجانات ايرانية، كيف تصف لنا هذه المشاركة والأثر الذي تركته عليكم؟

أنتم تعرفون أن السينما الإيرانية منذ بداية 1900 حققت ازدهاراً وتقدماً عالمياً ولم يتبع السينمائيون الإيرانيون مدرسة فنية خاصة بل صور اتجاهات وآراء مختلفة: الأرض والفلاح، البطولة والحميمية والفنون التشكيلية. ونهلوا من الحياة الشعبية والقصص الاجتماعية.

لقد رفع من قيمة السينما الإيرانية المخرج عباس كيارسمتى والمخرج أصغر فرهادي وغيرهم… وقد صرح شهاب أسفندياري، أستاذ السينما ورئيس جامعة السمعي-البصري أن السينما لم تعد تحتاج إلى مخرجين مثلهما : “إذا أردت أن يلاحظ عملك أحد، فاصنع شيئاً مختلفاً. لقد رفع فرهادي وقبله كيارسمتى، قيمة السينما الإيرانية، من دون تقليد”.

وتبدو السينما الإيرانية أكثر واقعية ومباشرة، وترتكز على الإنسانية والشاعرية وتبدو متنوعة وغنية بمضامينها المختلفة.

مشاركتي كضيف شرف الدورة الثالثة عشرة بطهران بمهرجان سينما الحقيقة الدولي للأفلام الوثائقية تركت في نفسي عدة انطباعات أولاً وقبل كل شيء حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من طرف إدارة المهرجان. ثانياً حُسْن ودقة التنظيم، ثالثاً وهو الأهم إنه الاهتمام من طرف صناع الأفلام ومن طرف الساكنة بالفيلم الوثائقي. لقد تمتعنا بأفلام إيرانية وأفلام دولية وثائقية ( لقد عرض ما لا يقل عن 160 فيلم إيراني ودولي) وكذلك ورشات ونقاشات فردية وجماعية حول السينما بصفة عامة وحول الفيلم الوثائقي بصفة خاصة. لقد كانت تجربة جميلة وممتعة بأفلامها وشخوصها ومعالمها.

 2- بعد شهر تنطلق فعاليات مهرجان أفلام المقاومة الدولي في طهران، ماهي أهمية هذا المهرجان في نظركم؟

إن مهرجان أفلام المقاومة الدولي من أبرز المهرجانات في المنطقة وفي العالم المخصص لأفلام المقاومة. والدليل على ذلك وصوله للدورة السادسة عشر وتمسك منظميه على إقامتها رغم هذا الوباء الفظيع وهذه الجائحة المسلطة علينا.

كذلك العدد الهائل من الأفلام المُرْسَلة إلى المهرجان: أكثر من 1200 فيلم من 102 دولة من العالم. المهرجان يلبي رغبة داخلية ومحلية وكذلك دولية وعالمية بتخصيص مسابقات عدة متميزة. كما يحضره عدد كبير من صناع السينما من إيران ومن خارجها.
 
3- استحدث المهرجان قسما خاصا بالمدافعين عن الصحة، ونظرا لتخصصكم الطبي علاوة على مهنتكم السينمائية كيف تقيّمون أهمية مثل هذا القسم في ظل الأوضاع الراهنة؟

إن تخصيص قسم خاص بجائحة كورونا بعنوان: “المدافعون عن الصحة” لأول مرة في مهرجان سينمائي لتعبير كبير عن المتابعة الصارمة للمهرجان للأحداث وبالخصوص الراهنة. وكطبيب سينمائي فهذا الحدث يثلج الصدر ويفرح النفوس، نفوس الطاقم الطبي، الجيش الأبيض، الذي دافع ولازال يدافع عن المواطنين في ربوع العالم ضد هذا الوباء. لقد تطرقت لتاريخ الأوبئة واهتمام السينما بها في كتابي الجديد: “السينما والأوبئة” عبر عدة أفلام روائية وخاصة وثائقية تبرز مدى اهتمام وتضحية الأطباء والممرضين والمساعدين ورجال الأمن والإطفاء من أجل الدفاع عن أقرانهم وفي كثير من المرات تُؤَدي الأوبئة إلى الوفاة.

الدليل على اهتمام السينمائيين بهذا الموضوع وصول 372 فيلم من 37 دولة للمشاركة في هذا القسم المهتم بكورونا في المهرجان.

4- حدثنا عن بعض أعمالكم ومشاريعكم القادمة؟

لقد عرضت فيلمي الطويل “أمغار” للمرة الأولى ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية بالمهرجان الوطني للفيلم بالمغرب ضمن دورته وهو يجسد موروثاً قديماً لشخصية نافذة على أعلى مستوى تفك آلام ومشاكل الناس صغيرها وكبيرها وتجد لها حلولاً مقنعة وصارمة بعيداً عن المحاكم الحديثة المعروفة.

وأنا الآن في توضيب فيلم وثائقي آخر “الأمل” الذي يحكي حكاية إنسانية تعيشها جل العائلات التي بين أحضانها مريض مزمن ومعاق وبعد الألم يأتي الأمل…

وهناك المجموعة القصصية القصيرة الثالثة بعد “تيه ومتاهة.. في عالم الطب” “لهفة وهتاف.. شذراتهم”.

والكتاب العلمي السينمائي “السينما والأوبئة”: كتاب غني بالمعلومات والصور، ضخم يحتوي على 417 صفحة من الحجم الكبير.

قسم الى 3 فصول: الفصل الأول (الأوبئة الأكثر انتشاراً في العالم) و الفصل الثاني (السينما والأوبئة) و الفصل الثالث (كورونا ووسائل التواصل الاجتماعي). فصل “السينما والأوبئة” فصل مهم وهو لب وجوهر الكتاب وأخذ ما يفوق النصف من الصفحات. وهذا الفصل اهتم بأهم الأفلام التي تطرقت للأوبئة من أفلام روائية وأخرى وثائقية وبعض المواضيع المهمة كالتنبؤات والارهاب البيولوجي وردود الفعل مع التفاعلات والاستجابات الاجتماعية للأوبئة… وفي الفصل الأول هناك موضوعان مهمان: تاريخ الأوبئة في العالم من خلال معلومات مهمة جمعتها لتكون كمقدمة (طويلة) للتعريف بالأوبئة وتاريخها، والتذكير بالخصائص الطبية للأمراض المسببة للأوبئة ومدة حضانتها وأعراضها وسبل العلاج والوقاية منها، وهذا الموضوع الثاني هو ما أمتاز به كطبيب. كما خصصت في هذا الفصل فقرة قصيرة للحديث عن الأوبئة في المغرب وبعض الكتابات عنها.

أما الفصل الأخير، لأن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت نفسها على الجميع بشكل قوي وجامح في زمن كورونا، لم تستثن أحدا، المثقف وغير المثقف، الشاب والشيخ وكذلك الطفل (عبر الدروس المدرسية).. فكل واحد من هؤلاء له اهتمام ولو بسيط بموضوع الجائحة يمكن اختزاله مثلا في السؤال عن الأهل والأصدقاء. إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور آخر سلبي يتمثل في الأخبار المزيفة والكاذبة، وكثرة المنظرين والواعظين وغيرهم…
 
 5- هل تودون أن تقولون شيء آخر؟

تمنياتي بالتوفيق لهذا المهرجان في ظل هذه الظروف الحرجة. وتمنياتي كذلك بالحضور الفعلي في دورة قادمة من دورات هذا المهرجان.

انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock