الأخبار العالمية

ما هو المنتظر من الروس في سوريا؟

ما صرح به كوشنر حول الحفاظ على التفوق الاسرائيلي له تفسير متعدد الأوجه، فهو يريد أن يؤكد لكل المطبعين وغير المطبعين أنه مهما وقعت من اتفاقيات بين الدول العربية و”اسرائيل” تحت عنوان “السلام”، فسوف تحافظ واشنطن على التزامها بتزويد “اسرائيل” بأسلحة تضمن تفوقها على كل دول الشرق الأوسط.

العالم -مقالات وتحليلات

ذلك يعني التزام واشنطن بتركيب “اسرائيل” على الشرق الأوسط كقوة مهيمنة وصاحبة القرار، خاصة فيما يتصل بالحرب والسلم.

من ناحية اخرى أراد كوشنر أن يقول لـ”اسرائيل” ان بيع ف 35، للامارات لا يعني أنها فقدت التفوق، وذكر كلمة التكنولوجيا، وهذا يعني الأجهزة التي تحملها طائرة ف 35، وهذه الأجهزة يمكن أن تزيد من قدر الطائرة، أو تحقيق ما تحمله من أجهزة سيقلل من قدراتها والوجه الآخر لهذا التصريح موجه للامارات، ويتضمن وعدا ببيعها طائرات ف 35، وكأن هذه الطائرة هي “القدس”.

ويمكن أن نفصل في معاني وقاحة كوشنر، الذي كان يتصرف “كأم العروس”، فلقد نجح في مهمته المركزية المناطة به من قبل المحفل الصهيوني “روتشيلد”، اذ يعتبر ركوع الامارات لـ”اسرائيل”، وتسلم “اسرائيل” قاعدة عسكرية في سوقطرة خرقا لامثيل له للمنطقة وموقعا هجوميا متقدما على ايران، اليمن بالنسبة لكوشنر هي الهدف الهام للايقاع بالامارات في فخ الصهيونية، فالسلام الذي وصفه نتنياهو بأنه سلام القوي لن يكون أفضل من وعود “اسرائيل” عندما وقعت اتفاقية سلام مع الفلسطينيين.

نريد هنا أن نؤكد على بند أساس واحد هو: اذا كانت الولايات المتحدة تتعهد بتزويد “اسرائيل” بأكثر الأسلحة الهجومية تقدما في التدمير والفتك بالبشر، فلا بد أن يكون مطلب محور المقاومة هو الحصول على أكثر الأسلحة الدفاعية تقدما وقدرة على التصدي لأسلحة التدمير والفتك الاميركية الاسرائيلية، ولا بد أن تكون الصراحة منطلقا لأي حديث مع حلفاء معسكر المقاومة، وهنا نتحدث عن روسيا والصين لماذا تترك سوريا بأسلحة من طراز أدنى بكثير مما تتطلبه مواجهة صواريخ العدوان الهجومية الاسرائيلية .

قد يفهم البعض (وأنا لا يمكن أن أفهمه الا على حقيقته)، أن هنالك اتفاقا منذ قيام الكيان الاسرائيلي بين الشرق والغرب “الاتحاد السوفيتي واميركا”، على عدم تزويد الدول العربية بأسلحة تهدد أمن “اسرائيل”، أو تقلل من تفوقها على كل الدول العربية، لكن الوضع اختلف الآن، فروسيا تعتبر وجودها في سوريا جزءا من استراتيجيتها الدولية، فلماذا لاتزود سوريا بأنظمة دفاعية قادرة على صد أسلحة العدوان المتفوقة؟؟

الى متى تبقي موسكو ما اتفق عليه قبل 72 سنة قائما خاصة، وقد تبين أن “إسرائيل” دولة معتدية توسعية مجرمة؟؟

أعتقد أن تطلع الصين الى الانفتاح على العالم من البوابة الاقتصادية، هو جزء من الحرب ضد الامبرياليين وضد عدوانية الولايات المتحدة وحلفائها “اسرائيل على رأسهم”، وهذا يجعل من أولويات العمل السياسي لدول محور المقاومة اجراء اتصالات مع الصين لهذا الغرض، أما روسيا فلاشك أن ما قاله كوشنر يحررها من أي كلام سابق، وفوق هذا ان المطلوب ليس أسلحة هجومية بل تطبيق المعادلة التالية:

تعهد واشنطن بالحفاظ على تفوق “اسرائيل” بالأسلحة الهجومية “عدوان”، يجب أن يواجهه تعهد روسي بتزويد سوريا بأكثر الأسلحة الدفاعية تقدما، والموضوع هذا يتصل باستراتيجية موسكو العالمية، ونجاح ترامب مرة اخرى “كما أتوقع”، سوف يحرر ترامب من كل الضوابط لتوتير وتعكير السلام العالمي، وذلك بالتصعيد ضد الصين وروسيا .

تفوق أسلحة “اسرائيل” الهجومية يقابله تفوق سوريا بأسلحة دفاعية متفوقة.. تفوق “اسرائيل” في الهجوم يواجه بتفوق سوريا في الدفاع .

وكم من دفاع جيد أفشل هجوما كبيرا .

* بسام ابو شريف – رأي اليوم

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock