الأخبار العالمية

ترامب والاتفاق النووي.. نحن فيه لاغراض نريدها وخارجه لاغراض لا نريدها

في الثامن من ايار مايو عام 2018 اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب تنصل بلاده من الاتفاق النووي مع ايران بضغط من صقور ادارته الذين طرد بعضهم واستقال بعضهم الاخر اضافة للكيان الاسرائيلي وبعض العرب. اليوم لم يبق امام ترامب لتحصيل اي انجاز ممكن في الملف النووي الايراني سوى البنود التي يقرها الاتفاق، لكن ما لا يفهمه الرئيس الاميركي هو انه بات خارج الاتفاق ولا يحق له استخدام بنوده في اي شكل من الاشكال.

العالم – قضية اليوم

يمكن القول ان الموقف الاميركي بدأ ياخذ مسارا مختلفا بعد الصفعة القوية التي تلقتها واشنطن في تصويت مجلس الامن الدولي على مشروع قرار تقدمت به لتمديد حظر الاسلحة لايران والذي ينتهي في اكتوبر المقبل. الصفعة لم تكن فقط في فشل مشروع القرار بل ايضا في حصوله على صوتين صوت الولايات المتحدة وصوت الدومينيكان. وما يؤلم ترامب اكثر هو سقوط قراراته بدون فيتو روسي او صيني والذي كان مدعاة فخر للاميركي الذي كان قادرا على حشد معظم الدول الى جانبه.

ترامب وبدافع الغضب والاحساس الهزيمة على المسرح الاممي، هدد باللجوء الى الية فض النزاع او ما يعرف “بآلية الزناد” والتي تعني اعادة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن بحيث تمنح ايا من الاطراف الموقعة على الاتفاق حق احالة اي انتهاك للاطراف الاخرى الى لجنة مشتركة وبعدها الى مجلس الامن، وايضا اعادة فرض اجراءات حظر دولية ضد طهران.

هذا السيناريو يمكن اعتباره مزحة اذا ما حاول ترامب تطبيقه. لسبب بسيط هو انه خارج الاتفاق وبالتالي لا يحق له استخدام بنوده في القضايا التي يريدها والتنصل منه في القضايا التي لا يريدها. لكن تمسك الرئيس الاميركي بهذا السيناريو ينبع من ادراكه بان الذهاب لفرض عقوبات اممية في مجلس الامن دون استخدام الية الزناد ستلحق به هزيمة ثانية.

هلوسات ترامب اثارت انتقادات كثيرة الملفت منها كان تلك التي صدرت من مستشاره للامن القومي السابق جون بولتون الذي كان اهم مهندسي الخروج من الاتفاق النووي. بولتون قالها صريحة انه لا يمكن لواشنطن القول انها في الاتفاق النووي للاغراض التي تريدها وليست فيه للاغرض التي لا تريدها.

المرارة الاكبر بالنسبة لترامب تاتي من حلفائه الاوروبيين الذين يصارعون لاثبات مصداقيتهم بعد فشلهم في مواجهة واشنطن بعد انسحاب الاخيرة من الاتفاق. لكن بالنسبة للاوروبيين، لا يستطيعون الذهاب حتى الاخير مع ترامب في سياساته تجاه ايران، وعلى هذا الاساس اتت الصفعة التي وجهوها ضد مشروع القرار الاميركي، والتي استكملت في موقف الاتحاد الاوروبي على لسان منسق سياسته الخارجية جوسيب بوريل الذي اكد انه لا يحق لواشنطن تفعيل الية الزناد لانها انسحب احاديا من الاتفاق النووي.

اما الضربة الاقوى التي سينتظرها ترامب هي رد الفعل الايراني. فطهران بطبيعة الحال لن تقف متفرجة على مساعي الاميركيين لاستهدافها. ومن هنا اتت خطوة مشروع القانون العاجل في البرلمان الايراني القاضي بالانسحاب نهائيا من الاتفاق النووي في حال مررت واشنطن الية الزناد. الخطوة الايرانية ستعني العودة الى ما قبل توقيع الاتفاق عام 2015. بمعنى اخر سيكون على ترامب في حال بقائه في البيت الابيض وعلى اي رئيس اميركي مقبل البدء من جديد في حال اراد انجاز معين في هذه المسالة. لكن هذه المرة ليس بشروطه.

حسين الموسوي – العالم

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock