مقالات

بين رضيع الطف ورضيع اليمن.. صرخة حق

بقلم – عماد الخزعلي

يخطئ من يظن أن الله سبحانه وتعالى غافل عن جرائم الخارجين عن خطه والملتصقين بحبائل الشيطان ممن يستبيحوا دماء الابرياء دون حق لاسيما دماء الاطفال عامة والرضع خاصة ” هذا الدم الزكي الذي يصر الباري عز وجل ان يكون وليه , ولعل جريمة ذبح رضيع الطف يوم عاشوراء الامام علي الاصغر ” عليه السلام ” بسهم حرملة ” قاتل الطفولة ” وقاتل البراءة وهو بين يدي والده سبط الرسول الاكرم , وسيد شهداء اهل الجنة الامام الحسين ” عليه السلام ” , من قبل معسكر الشيطان , تعد اعظم صرحة حق بوجه الطغاة , حين رمى ابو الاحرار ع دم عبدالله الرضيع الى السماء ولم تنزل منه قطرة …وهو يهتف : ( والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد ) , نعم هذا هو الثمن لدى ابن رسول الله مهما كبر هذا الثمن وزادت مأساويته ما دامه قربانا لله سبحانه وتعالى.

هذه الصرخة العظيمة لمعسكر الحسين” عليه السلام ” نسمعها اليوم وهي تهز عروش الطغاة والمتجبرين في الارض , من احفاد يزيد وشمر بن ذي الجوشن وحرملة بن كاهل , وعبيد الله بن زياد , وهي صرخة دماء اطفال اليمن الذين رسموا بدمائهم اجمل لوحة للشهادة، هذه الدماء التي قبلتها دماء شهداء الطف في سماء الله وبكت عليها الملائكة جميعا .

نعم، إن معسكر الشر والاستكبار الذي تقوده أمريكا واسرائيل والسعودية اليوم هو ذات المعسكر الذي قاده بالأمس عمر بن سعد ,يوم عاشوراء , واذا كانت محكمة العدل الدولية غائبة في ذلك الزمان , فإن محكمة العدل الالهية كانت حاضرة وبقوة , بعد ان اقتصت من المتورطين بدماء ابن قسيم الجنة والنار وابن سيدة نساء العالمين ” ع ” , على يد المؤيد بالله المختار الثقفي ” رض ” , الذي رفع شعار:

” يا لثارات الحسين ” …وكان له ما أراد بقوة الباري عز وجل .

اما اليوم , وبعد ان تناسل الشر وصار وحشا كاسرا تنوعت اساليبه الخبيثة في القتل والدمار وتحولت سهامه المسمومة , والموجه لرقاب الاطفال , الى اسلحة محرمة دوليا , لا تستهدف سوى الابرياء والاطفال والنساء، ولأنه امتلك ناصية الاعلام الخبيث صار يزيف الحقائق ويتلاعب بمشاعر الناس البسطاء …ففي الوقت الذي قتل الاف الأطفال من اليمنيين على مدى خمس سنوات دون حياء او خجل امام صمت عالمي مطبق , يملأ اليوم العالم صراخا , طالبا النجدة من حلفائه المخدوعين به امام ضربات الحق المؤيدة بقوة الله سبحانه , التي نفذها انصار الله في اليمن ..الذين رفعوا شعارات : ” هيهات منا الذلة ” و ” كلنا الحسين ” و ” عاشوراء ثورة ضد الطغيان ” …وغيرها من الشعارات المنتمية الى الثورة الحسينية المباركة .

ولكن على محكمة العدل الدولية او المحكمة الجنائية الدولية، ومنظمات حقوق الانسان جميعها المطالبة بتحقيق العدالة على الارض , والمحافظة على ارواح الابرياء عامة والاطفال خاصة , بعيدا عن الضغوطات الامريكية والاسرائيلية , التي تسعى بقوة لقبر الحقائق …ناسية او متناسية ان صرخة رضيع اليمن هي ذاتها الصرخة العاشورائية المدوية التي ستجتث جذور الشر من العالم أجمع طال الزمن أو قصر .

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)

– صدق الله العلي العظيم –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock