الأخبار العالمية

رسائل فرنسا إلى حزب الله وثوابته في لعبة المصالح 1من 3

بعد هدوء عاصفة انفجار مستودع 12 الكارثة في مرفأ بيروت، وكثافة غبار المحللين، وفقدان الأحبة، والمنازل، والاصدقاء، وترسيم حدود التحقيقات، واستبيان المواطن اللبناني الذي اغرق وجوده في طائفته دون أن يحاسب زعيمه، نجد أن الحياة ستستمر، وأننا سنضع الحدث الفاجعة من خلفنا لنعاود ترميم منازلنا وأيامنا إذا لم نتمكن من الهجرة

العالم – مقالات وتحليلات

وإذا تصالحنا مع الوطن كي نشبهه، ولا نجعله يشبهنا، نستطيع طرح العديد من الأسئلة، خاصة في سرعة تحرك فرنسا، واستغراب لهجة رئيسها الذي نسف كل امنيات وتمنيات زعامات 14 شباط، ودخول العالم على أرض بيروت للمساعدة!
سرعة وصول الرئيس الفرنسي فجراً إلى لبنان بصورة المنقذ، وهو الذي يعاني ما يعانيه في بلاده لها الكثير من الدلائل، أولها عدم الكشف عن حقيقة الباخرة التي حملت هذه المواد المتفجرة، وإن هذه الباخرة التي جرتها فرنسا بعلم أميركا المسيطرة على كل كبيرة وصغيرة في مرفأ بيروت، الباخرة جرتها فرنسا من تركيا إلى لبنان بما حملت، وكان خط سيرها المعارضة السورية، وكان هم فرنسا الأول بعدم فتح الملف، وبعدم نشر ذلك، ومن هنا جاء عدم اهتمام فرنسا والعديد من دول القرار بالمحكمة الدولية، ورفض كلي لمطالب ما تبقى من قوى وزعامات 14 شباط التي بحت وجودها بأن يصبح التحقيق دولياً!
من حق كل مواطن ومراقب، خاصة المسيحي أن يستغرب هذا التحرك السريع، ويسأل هل الرئيس الفرنسي حمل راية الخلاص من دون أن ينال الرضا الأميركي، من دون الضوء الأخضر الترامبي؟!
بالطبع من السذاجة أن نفكر أن فرنسا لا تزال هي الأم الحنون، بل المنطق يقول أن فرنسا كغيرها من الدول تبحث عن مصالحها حتى لو كانت مع عدوها، وهذا ما لم يعرفه اللبناني حتى الآن، وبالأخص المسيحي!
أدرك الرئيس الفرنسي أن في لبنان اجندتين، الأولى خارجية تُفرض على الأطراف التابعة لسياسات أميركا وفرنسا من دون أي اعتراض!
والثانية أجندة أطراف داخلية تتمنى، وتحاول أن توصل رسائل تعتقد أن الغرب من خلال أميركا وفرنسا سيأخذ بتمنياتهم دون أن يفهموا أن تلك الدول همها مصالحها، وليس تمنيات جماعاتها في لبنان!
قبل وصول الرئيس الفرنسي أخذ من تبقى في فريق 14 شباط بتقوية وجوده كأنه شرب منذ لحظات حليب السبع، ورمي اشاعات وحفريات خبرياتهم عبر السوشال ميديا، وبعض التلفزيونات المحلية التابعة بلسان الفجور والوقاحة، كما لو انهم قالوا “افسحوا المجال لنا بعد أن انتصرنا من جراء انفجار المرفأ”، وهات يا اتهامات للمقاومة، وتسويق إلى الخارج تمنيات مكبوتة وتقال دائماً، وأصبحت علناً مثل نغمة سلاح حزب الله، وبأن الغرب الذي قرر اسقاط حكومة دياب لن يوافق على شراكة الحزب في الحكومة المقبلة، وهذا الذي أوقع سمير جعجع بالفخ كغيره، سمير ظهر في مؤتمره منهاراً ونادماً ومتناقضاً، واعترف بالخديعة، وبأن توقعاتهم الخارجية جاءت صادمة لهم!
نعم في الاجتماع مع الرئيس الفرنسي تعمد سمير جعجع ووليد جنبلاط الحديث دون أن يطلب منهما، وطالبا برسم الحدود، وباستراتيجية دفاعية، وبالانتهاء من سلاح حزب الله، فكان رد الرئيس الفرنسي حاسماً، ومخيفاً لهما ولمن حضر:” الاستراتيجية الدفاعية تحتاج إلى سنوات، لذلك أنصحكم بالاهتمام بشؤون شعبكم، ومناطقكم…أنا أعلم كم المال الذي أخذتموه، ووضع في حساباتكم الخاصة، والتغيير يحدث في لبنان من خلال الانتخابات”!
ومن ثم طلب من ممثل حزب الله الحديث جانباً، فكان حواراً رغم قصره لكنه الاساس والأهم في الجلسة، ولربما كان المقصود من الجلسة هذا اللقاء الثنائي!
من خلال لقاء الرئيس الفرنسي مع حزب الله اللبناني هنالك أكثر من رسالة، أولها يعني أن الحكومة اللبنانية المقبلة والقريبة ستشكل بوجود الحزب، وبأن فرنسا تريد أن يترأسها سعد الحريري المرضى عنه من الثنائي الشيعي، إلا أن هذا الأخير ينتظر الرد السعودي الذي تكفل به الرئيس ماكرون!
سعد الحريري الذي آخذ الضوء الأخضر من الغرب لتشكيل حكومة حزب الله اساسي فيها، وهو على تواصل مستمر مع الثنائي الشيعي، وايضاً هو يعلم أن تحركات الشارع بعد قرار المحكمة الدولية ستكون هوجاء لثلاثة أيام فقط، وسيكون خلفها وبطلها شقيقة بهاء المدعوم تركياً والمنفتح على إسرائيل، ومن بعدها سيقفل ملف المحكمة كلياً، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السعودية أبلغت حزب الله بشكل رسمي أن بهاء لا يتحرك ضمن الورقة السعودية!
كما أن الجميع يتلمس وقوع الصراع والفوضى داخل فريق 14 شباط بعد تشكيل الحكومة المقبلة حتى لو لم يترأسها سعد، وما قام به الرئيس نبيه بري من حسم في موضوع استقالة بعض النواب، واستجواب الحكومة لم يكن عباطة، وهو مبنياً على اتفاقات ورسائل متبادلة مع حليفه الشيعي، وما قاله لوليد جنبلاط :” سأمسح الأرض بكل من يتطاول على المجلس”لم يكن مجرد خبرية، بل قراراً لحسم الكثير من الرسائل المقبلة!
الرسالة الثانية والأهم وعلى ما يبدو أن حزب الله اليوم هو الرقم الأول في محاورة الغرب، وفي تمرير رسائل الغرب إلى محور الممانعة مهما كان الاختلاف موجوداً!
والسؤال هل لحزب الله ثوابته وشروطه في خدمة محوره، وهل فرنسا وأميركا أبلغا الحزب حدود دوره، وحدود مطالبهم، وما هي المصالح الخاصة بكل فريق؟!

بقلم جهاد أيوب

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock