الأخبار العالمية

كيف أصبحت کيفية ثأر حزب الله القلق الأكبر لجيش الاحتلال؟

الخبر: بعد أسبوعين من الهجوم الإسرائيلي على مضجع قوات حزب الله اللبنانية بالقرب من مطار دمشق واستشهاد مقاتل من حزب الله يُدعَى “علي محسن كامل” ، فما زالت القوات الصهيونية تنتظر بقلق انتقام حزب الله من جنوب لبنان.

العالم- الخبر وإعرابه

التحليل:

هناك وجهات نظر متباينة حول سبب مهاجمة إسرائيل لقاعدة حزب الله حول مطار دمشق ، ويرى البعض أنها نتيجة لعدم دقة الحساب ويعتقدون أن إسرائيل لم تتوقع أي خسائر في أرواح قوات حزب الله في هذه العملية العسكرية. وتری جماعة ثانية أن الهجوم الإسرائيلي هدف إلى قياس نبض حزب الله وسعى لاختبار حزب الله في ظروف اقتصادية صعبة والتوصل إلى نتيجة ملموسة حول ما إذا كان حزب الله أصبحت ضعيفة جدا نتيجة للضغوط الاقتصادية المفروضة وهل أنها ستحافظ على شعاراتها وآرائها واستراتيجيتها وأخيرًا على وعودها أم لا؟

ووفق النظرة الثالثة ثمة تأکيد علی أن هذا الهجوم إنما تم تنفيذه بعلم مسبق بتداعياته وأن هذا الإجراء يعني تغييرا في استراتيجية النظام الصهيوني. ووفقا لهؤلاء المحللين ، بينما تعتبر إسرائيل غزة “تهديدًا تكتيكيًا” ، فإنها تعتبر حزب الله “تهديدا استراتيجيا” وإيرانَ “تهديدا وجوديا” في الواقع ، فهي من خلال هذا الإجراء ورغم وثوقها في أنه لن یمر دون رد، بادرت بهذا الهجوم وهدفت إلی إلحاق ضرر بشري بمحور المقاومة من أجل إرسال رسالة مفادها أنها لا تعترف بأي خط أحمر في سبيل إبعاد ايران ومحور المقاومة عن سوريا. ومفهوم هذه النظرة والرسالة المستنبطة منها هو أنه في حال إصرار ايران ومحور المقاومة على البقاء في سوريا فيجب عليهما أن تتحملا جميع أنواع التكاليف من قبل إسرائيل.

بغض النظر عن وجهات النظر المذكورة أعلاه ، فإن ما حدث لإسرائيل بعد تصريح حزب الله وتحملها بضعة أيام من الانتظار المميت تمثل في المفهوم القائل بأن الانتقام أمر لا مفر منه ولن يتم إجراء أي تغيير في وجهة نظر حزب الله الاستراتيجية. ووفق هذا التلقي، هدفت اسرائيل بعد قضية الهجوم علی قاعدة شعبا وکفرشوبا إلی تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: أولا ، سوق الرأي العام لشن حرب وهمية مفادها أن حزب الله بادرت الی الانتقام حسب وعدها ، ومن هنا انتهی الامر. ثانيًا ، إزالة العبء النفسي الناتج عن انتقام حزب الله من قواتها ، الذين هم ما زالوا متأهبین علی الحدود. وأخيرًا ، إذا صمتت حزب الله عن الهجوم ، فهي ستصادر هذا الصمت ، وتفسره علی عجز حزب الله عن الرد وبالتالي قبول وجهة نظر إسرائيل.

وإن إصدار بيان من قبل حزب الله في أعقاب الهجمات وتأكيدها على الانتقام من الهجوم على مضجع قواتها، وكذلك تأكيدها على الانتقام لهدم منزل مواطن لبناني أوصل اسرائيل إلی إحاطة مفادها أن قضية الانتقام جادة تماما، وأنه آت عاجلا أم آجلا.

أن تستخدم إسرائيل في قضية شبعا وکفر شوبا 600 قذيفة مدفعية فقط في حالة واحدة، وتعقد أيضًا اجتماعًا استثنائيًا في غرفة الحرب وتركز في الوقت نفسه على تعزيز قواتها العسكرية على الحدود اللبنانية هذه کلها إنما تبرهن علی حدة تخبط واضطراب الکيان الصهيوني وغضبه علی محور المقاومة وخاصة حزب الله اللبنانية.

إن مجرد توقف عند رد حزب الله وموقفها من تصرفات إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين يظهر أن جهود إسرائيل لإبعاد محور المقاومة عن نفسها، وخاصة عن سوريا محكوم عليها بالفشل وأن رد حزب الله الانتقامي آت لا محالة، وهذا معناه أنه في حال حدوث تطور في هذا الرد فإنه يشمل مستوى الاستجابة وحجمها وتوقيتها وجغرافيا تحقيقها فحسب. مساکين أشقياء الجنود الصهاينة الذين يتعين عليهم تجرع الموت لحظة لحظة حتى ذلك الحين.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock