الأخبار العربية

كيف تحول أقدم “شيّال” في مصر إلى حديث الساعة؟

داخل غرفة متوسطة في مستشفى قصر العيني بوسط القاهرة، يرقد عاطف كريم، 94 عاما، أقدم “شيّال” بمصر كما أُطلق عليه إعلاميا، يتحسس بيده عينه اليمنى التي تعاني من ضعف النظر، لكن وجهه لا يخلو من ابتسامة إذ يستعد لإجراء عملية غدا الأربعاء لإنهاء معاناته، بقرار من مجلس الوزراء المصري.

العالم- مصر

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، قد استجاب لاستغاثة “عم عاطف” عبر وسائل إعلام محلية، الذي طلب فيها علاج عينه المصابة، حيث يشتكي من ضعف الرؤية وهو ما يؤثر بالسلب على عمله خلال السنوات الماضية.

يقول “عم عاطف” إن الأطباء أبلغوه بإجراء عملية مياه بيضاء يوم الأربعاء على نفقة الدولة، موضحا شعوره بالامتنان للاهتمام الذي طاله منذ وصوله إلى المستشفى.

عاطف كريم يخضع لفحوصات طبية

ويعمل الرجل التسعيني في مهنة “الشيّال”-الذي ينقل البضائع بين المحال- منذ 58 عاما، ورغم كبر سنه غير أنه لايزال متمسكا بعمله.

ويقول عم عاطف:”أتمنى عندما يأتيني الموت يجدني منشغلا في عملي”.

وذاع صيت عم عاطف في منطقة الموسكى التجارية بوسط القاهرة، منذ قدومه من قرية ملوي بمحافظة المنيا في صعيد مصر، خلال فترة الخمسينيات، إذ سرعان ما انخرط في عمله كـ “شيَال” وعُرف عنه سرعته وإتقانه لدوره.

وخلال الأيام الفائتة طفت قصة عم عاطف على السطح بعد إجراء حوار صحفي مع جريدة “اليوم السابع” المصرية، ليتحول إلى حديث الساعة بين مواقع التواصل الاجتماعي ثم وسائل الإعلام المحلية حتى التقطها فريق الرصد بلجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء المصري.

ويملك عم عاطف أسرة مكونة من 8 أشخاص، زوجته رفقة 7 أبناء، وهو ما يضع على كاهله مسؤولية كبيرة تجعله لا يترك العمل يوما واحدا.

ويخرج الرجل من بيته في حي حلوان جنوب القاهرة إلى الموسكي مع شروق كُل صباح مرتديا جلبابا بسيطا، يستلم عربته الحديدية التي اشتراها منذ عقود من داخل جراج صغير بمنطقة الأزهر، قبل أن يمضي ساعات النهار في البحث عن الرزق.

ويوضح الرجل التسعيني مصاعب المعيشة قائلا: أعيش رفقة أفراد أسرتي داخل منزل إيجار مكون من غرفتين وصالة واعتدت على الخروج يوميا سعيا وراء لقمة العيش.

كان عم عاطف يعيش في محافظة المنيا حيث ولد، عمل لسنوات كسائق على سيارات النقل التي تجوب محافظات الصعيد مُحملة بالبضائع أو مواد البناء، قبل تعرضه لحادث أليم.

عاطف كريم قصة كفاح

يتذكر الرجل التسعيني الذكرى الحزينة قائلا: انقلبت السيارة التي استقلها خلال إحدى ورديات العمل، تهشم جسدي، كسور بالغة في الرأس، قضيت فترة في المستشفى ثم خرجت بعد أن فقدت الرؤية تمامًا في عيني اليمنى.

واعتمد عم عاطف طوال العقود الماضية في عمله كحمال للبضائع على النظر بعينه اليسرى فقط، لكن مع توالي السنوات وتحت عامل السن بدأ يفقد القدرة على الرؤية بوضوح رويدا.

وتأثرت الحالة المعيشية للأسرة خلال الأشهر الأخيرة، بعد تفشي فيروس “كوفيد-19” كما يؤكد نجله “محمد”: لم يعد والدي يعمل بالكثافة نفسها بسبب كورونا، كما تعطلت مهنتي كبائع في منطقة الموسكي.

يوضح الشاب الثلاثيني أن أشقاءه يساعدون في توفير دخل للبيت لكن الأمور ساءت منذ 3 شهر وبات عليهم البحث عن مهن مؤقتة غير كافية لسد متطلبات الحياة.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock