تقارير خاصة

ليلــــة الإذلال الطويــلة للــرياض

 

بقلم: إبراهيم الوادعي
ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها عاصمة العدو السعودي أو أهداف حساسة في العمق السعودي ، سبق واستهدفت مصافي الشيبة وبقيق وخريص والمدن الصناعية في الدمام وينبع ، وأهداف عسكرية في الرياض كقاعدة سلمان ووزارة الدفاع .
ثمة تساؤل عن الجديد التي حملته عملية توازن الردع الرابعة وأوقعت السعودية في حيرة من أمرها ، وعاجزة عن الرد بما يتناسب وحجم العملية الكبيرة والأذلال الذي تعرضت له؟.
في المقابل كيف نجحت القوات المسلحة اليمنية في إيصال رسالة جديدة للعدو السعودي والعالم مستخدمة نفس الأهداف وبالتكتيك الجديد للإعلان عن مرحلة الوجع الكبير ومرحلة جديدة من استعراض القوة وإذلال الخصم , لم يسبق أن تعرضت له السعودية حتى من العراق في حرب عاصفة الصحراء؟ حيث مكث قادة النظام السعودي تحت الأرض لا يعرفون متى يتوقف الهجوم اليمني ، فيما الحليف الأمريكي هو الآخر عاجز عن الإجابة أمام مرتزقته واكتفى ببيان هزيل حذر فيه رعاياه من مغادرة الملاجئ المحصنة.
مساء الاثنين وحتى صبيحة الثلاثاء ظلت الأنظار موجهة نحو السعودية والأنباء القادمة , هجمات متناسقة ومتسقه ومتتابعة تطال أهدافا حساسة وسيادية في العاصمة السعودية الرياض, لم يتوقع السعوديون انفسهم هذا المستوى من الهجوم ، ووقعت الماكينة الإعلامية السعودية وحلفاؤها في مستنقع التخبط فلا تلبث أن تعلن عن ما تدعيه أسقاط أهداف معادية وتطمئن مواطنيها ، حتى تعلن عن أن الدفاعات السعودية تبحث عن أهداف أخرى وهكذا حتى انتهى المشهد بانفجار ضخم هز العاصمة السعودية قبيل شروق الشمس وأعمدة الدخان تتصاعد من اكثر من مكان، في مشهد درامي ودراماتيكي قصده المهاجم ليكون ختاما لأطول ليلة عاشها النظام السعودي من الترقب والرعب والإذلال .
كان بإمكان الجانب اليمني أن يهاجم بشكل مباغت الأهداف التي انتقاها بعناية القصور الملكية مقر الاستخبارات مقر وزارة الدفاع مقر قيادة الطيران في قاعدة سلمان الجوية ، وأهداف أخرى في جيزان ونجران ، لكنه فعل ذلك على مدى ليلة كاملة – 10 ساعات من الهجوم – ولم يفعل على قاعدة اضرب واختفي كما اعتمدتها عمليات الردع الأولى والثانية والثالثة وهجمات محطتي الدودامي وعفيف في التاسع من رمضان قبيل الفائت.

دلالات عظيمة
ثمة دلالات عظيمة لعملية الردع الرابعة والسيناريو التي جرت عليه:
أولا : إعلان القيادة اليمنية عن نفسها عملانيا وبالنار بأنها بلغت مرحلة إدارة عمليات هجومية متواصلة على شكل موجات متناسقة ومتسقة مع بعضها ، طويلة الوقت استمر الهجوم لمدة تزيد عن 10 ساعات ، متعددة الأذرع والأسلحة المستخدمة طائرات مسيرة صواريخ مجنحة صواريخ باليستية وسلاح جديد لم يكشف عنه ، الأهداف مقرات قيادة وقواعد عسكرية حساسة والمناطق من الرياض وحتى جيزان ونجران .
ثانيا : أظهرت العملية براعة في التنسيق لدى الطرف المهاجم من حيث إدارة العملية بشكل اربك العدو السعودي وجعله مشلولا طيلة ساعات العملية الطويلة لا يدري ما الذي يحدث في سمائه، ويمكن القول أن الجيش اليمني سيطر على السماء السعودية طيلة الهجوم حتى انتهاء العملية أو كانت له اليد الطولى لنكون دقيقين.
ثالثا: البراعة والدقة في انتقاء الأهداف والسلاح المستخدم ، وكذا تنظيم اطلاق والسيطرة على الأسلحة المتعددة – صواريخ مجنحة ومسيرة وباليستية – والمختلفة من حيث سرعاتها لتصل كل موجة بما تضمه من أسلحة متعددة وتطال الهدف الكلي لموجة الهجوم في وقت متزامن ودقيق يضمن توثيق الإصابة للهدف بالفيديو، وبشكل اربك منظومات الدفاع الجوي السعودي .
رابعا : التفوق القيادي العسكري فرغم مضاعفة أحزمة الدفاع الجوي لدى السعودية ، إلا أن الجانب اليمني اثبت قدرته على اختراقها بسهوله والتلاعب بها لساعات ، وهذا العنصر تحديدا وضع السلاح الأمريكي والمشغل الأمريكي على الأرض السعودية في موضع إحراج للمرة الأولى أمام عملائه الذين اجبروا على دفع المليارات ليبقوا كي يديروا منظومات الدفاع الجوي التي جرى تعزيزها واستقدمت منظومات على عجل من اليونان ودول أوروبية .
أما عن تأثيرات القوة الجديدة التي أظهرها اليمنيون في مواجهة العدوان على بلدهم منذ ست سنوات وحصار قاس فيمكن التطرق إلى عدة نواح ارتبط بها توقيت العملية أو استدعى تنفيذها :

هجوم واسع
سياسيا : ينظر المتابعون إلى أن النظام السعودي في وضع صعب حتى لو قام بعملية رد واسعة كما يروج له ، فبعد ست سنوات من الحرب وانفاق الملايين يصل اليمنيون بهذا المستوى من الهجوم الواسع الذي وضع المملكة تحت رحمة المهاجمين لعشر ساعات كاملة وهرب قادتها تحت الأرض بعد استهداف مقار القيادة بما فيها قصر الملك وولي عهده ، وذلك يفرض على دول العالم أن تضع في حسابها المعادلة الجديدة للقوى حيث لم تعد السعودية بذلك الموقع عند شنها الحرب على اليمن .
داخليا : عاش النظام ليلة كاملة من الإذلال أمام شعبه المكلوم بالضرائب القاسية وتكميم الأفواه والحريات ومصادرة الحقوق ، لم يمحها تشديد القبضة الأمنية ، فالشعب في المملكة الذي يعاني فرض الضرائب ويطالب بإيقاف الحرب وقف متشفيا في النظام وان منعت السياسة القمعية ظهور ذلك ، لكن جزءا من ذلك كان واضحا على مواقع التواصل الاجتماعي رغم القيود والتهديد بالسجن لعقود .
التوقيت: سبق عملية الردع الرابعة مئات الغارات السعودية وهستيريا لمنع تقدم الجيش واللجان تجاه مدينة مارب التي يترنح فيها نظام إقامة العملاء والمرتزقة بحماية التحالف .
الكيان الذي أنشأه التحالف لعملائه وليكون مأوى وعاصمة لداعش والقاعدة يوشك على السقوط ، بعد الرسالة المؤلمة التي حملتها عمليات الردع الرابعة لن يكون عبث الرياض باستقدام القاعدة وداعش من سوريا وبلدان أخرى لقتال الجيش واللجان وهستيريا الغارات دون رد ، ذلك ما تدركه القيادة السعودية وتدركه قيادة المرتزقة من تنظيم الإخوان الذين سارعوا بنقل أموالهم وعوائلهم إلى تركيا ومناطق أخرى.
وفي جانب آخر سيكون من الصعب على النظام السعودي استهداف منابع ومنشآت النفط كما فعل في كوفل سابقا مبرقا بذلك رسالة إلى المجلس السياسي الأعلى انه سيستهدف منشآت النفط في حال فكر الجيش واللجان في الاقتراب من مارب ومواصلة الهجوم ، لكن تحذيره جرى تجاهله وهم الآن يقتربون من اربع جهات ، وعملية الردع الرابعة حملت رد المجلس السياسي الأعلى إلى نظام الرياض.

وعد قائد الثورة
وفي جانب آخر حملت عملية الردع الرابعة مصاديق وعد قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بان الحصار والحرب الاقتصادية لن تبقى دون رد عسكري ، عملية الردع الرابعة أتت على وقع أزمة مشتقات نفطية تعيشها المناطق الحرة بعد منع السعودية لسفن النفط من دخول ميناء الحديدة منذ اكثر من شهر ، ثمة رسالة تفهمها الرياض في هذا الاتجاه ويدرك كنهها الشارع اليمني الذي يثق بأن الضربات العسكرية ستجبر العدو السعودي على التخلي عن اللعب بأقوات الناس ورفع الحصار الاقتصادي ووقف العدوان في نهاية المطاف .
وقف العدوان هو الخيار المتاح حاليا أمام السعودية بحسب خبراء وصحفيين ، يرون بأن كل خيارات النظام السعودي مرة ولا تلغي انه في الطريق الرضوخ لوقف الحرب ورفع الحصار .
ويشير هؤلاء إلى أن الطرف اليمني بشكل عام على مدى سنوات الحرب والحصار نجح في إدارة لعبة الحرب وامتصاص تأثيرات الحصار اكثر من الطرف السعودي رغم توفر الإمكانيات والخبراء للأخير , وأن وقف الحرب يصب اليوم في صالح السعودية أكثر منه في صالح الطرف اليمني الذي يقترب اليوم من استعادة السيطرة على احد مواقع الثروة النفطية واستعادتها من يد التحالف.
ويؤكد هؤلاء بأن اليمنيين لم يكشفوا بعد عن كل قوتهم وأوراقهم حتى في عملية الردع الرابعة بعكس السعودية التي استنفدت كل ما في جعبتها ، وفي حال استمرار النظام السعودي في غيه بالحرب والحصار فانه مقدم على فقدان هيبته اكثر فاكثر أمام شعبه والعالم ، والنتائج لن تتوقف عند الانهيار الاقتصادي وإنما قد يتجاوز ذلك إلى انفراط عقد المملكة برمتها . ٹ / إبراهيم الوادعي
ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها عاصمة العدو السعودي أو أهداف حساسة في العمق السعودي ، سبق واستهدفت مصافي الشيبة وبقيق وخريص والمدن الصناعية في الدمام وينبع ، وأهداف عسكرية في الرياض كقاعدة سلمان ووزارة الدفاع .
ثمة تساؤل عن الجديد التي حملته عملية توازن الردع الرابعة وأوقعت السعودية في حيرة من أمرها ، وعاجزة عن الرد بما يتناسب وحجم العملية الكبيرة والأذلال الذي تعرضت له؟.
في المقابل كيف نجحت القوات المسلحة اليمنية في إيصال رسالة جديدة للعدو السعودي والعالم مستخدمة نفس الأهداف وبالتكتيك الجديد للإعلان عن مرحلة الوجع الكبير ومرحلة جديدة من استعراض القوة وإذلال الخصم , لم يسبق أن تعرضت له السعودية حتى من العراق في حرب عاصفة الصحراء؟ حيث مكث قادة النظام السعودي تحت الأرض لا يعرفون متى يتوقف الهجوم اليمني ، فيما الحليف الأمريكي هو الآخر عاجز عن الإجابة أمام مرتزقته واكتفى ببيان هزيل حذر فيه رعاياه من مغادرة الملاجئ المحصنة.
مساء الاثنين وحتى صبيحة الثلاثاء ظلت الأنظار موجهة نحو السعودية والأنباء القادمة , هجمات متناسقة ومتسقه ومتتابعة تطال أهدافا حساسة وسيادية في العاصمة السعودية الرياض, لم يتوقع السعوديون انفسهم هذا المستوى من الهجوم ، ووقعت الماكينة الإعلامية السعودية وحلفاؤها في مستنقع التخبط فلا تلبث أن تعلن عن ما تدعيه أسقاط أهداف معادية وتطمئن مواطنيها ، حتى تعلن عن أن الدفاعات السعودية تبحث عن أهداف أخرى وهكذا حتى انتهى المشهد بانفجار ضخم هز العاصمة السعودية قبيل شروق الشمس وأعمدة الدخان تتصاعد من اكثر من مكان، في مشهد درامي ودراماتيكي قصده المهاجم ليكون ختاما لأطول ليلة عاشها النظام السعودي من الترقب والرعب والإذلال .
كان بإمكان الجانب اليمني أن يهاجم بشكل مباغت الأهداف التي انتقاها بعناية القصور الملكية مقر الاستخبارات مقر وزارة الدفاع مقر قيادة الطيران في قاعدة سلمان الجوية ، وأهداف أخرى في جيزان ونجران ، لكنه فعل ذلك على مدى ليلة كاملة – 10 ساعات من الهجوم – ولم يفعل على قاعدة اضرب واختفي كما اعتمدتها عمليات الردع الأولى والثانية والثالثة وهجمات محطتي الدودامي وعفيف في التاسع من رمضان قبيل الفائت

المصدر : ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock