حزب الله واستراتيجية الترقب القاتل
يعيش الاحتلال ’الاسرائيلي’ في حالة من الخوف والترقب حول رد حزب الله على الاعتداء ’الاسرائيلي’ الاخير على لبنان بحيث ان هذا الترقب بات سلاحا قاتلا بحد ذاته خطف النوم من عيون الاسرائيليين وهم يعشيون حاليا اجواءً من الاضطراب النفسي والقلق والهلع الشديدين.
وبعدما خرقت طائرتان مسيرتان لكيان الاحتلال الاسرائيلي موخرا الاجواء اللبنانية واعتدت على الضاحية الجنوبية للعاصمة اعلن حزب الله بانه سيرد على هذا الاعتداء الخطير جدا الذي هو الاول من نوعه منذ 2006 وخرق قواعد الاشتباك القائمة منذ ذلك العام.
واكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مهرجان جماهيري في بلدة العين البقاعية، بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير “الجرود” من الإرهابيين أنه على الجيش ’الإسرائيلي’ على الحدود أن ينتظر ردا وشيكا. مضيفا أن المقاومة اللبنانية ستدافع عن لبنان في الحدود البرية وفي البحر وفي السماء أيضاً.
واضاف مخاطبا المستوطنين: “أقول لسكان الشمال في فلسطين المحتلة لا ترتاحوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا أن حزب الله سيسمح بمسار كهذا”.
وفي نفس السياق، أكد نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، ایضا في لقاء متلفز الثلاثاء الماضي أن حزب الله سيرد على العدوان ’الإسرائيلي’ بضربة مفاجئة.
واضاف بأن العدوان ’الإسرائيلي’ موصوف ولا يمكن أن نتعامل معه كقضية عابرة.
وفور اعلان حزب الله عن رده المرتقب للاعتداء ’الاسرائيلي’ خيمت حالة من الهلع والخوف على الاوساط السياسية والاعلامية الى جانب ’الاسرائيليين’ خاصة سكان شمال فلسطين المحتلة.
وكشفت التقارير والمقالات التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلي والمواقف التي ادلى بها الكتاب والمحللون الاسرائيليون حول تحذيرات حزب الله مدى قلق يادة اركان جيش الاحتلال حيث اجمعت هذه الاوساط على ان ’اسرائيل’ تاخذ هذه التحذيرات على محمل الجد.
واشارت التقارير الصحفية ’الاسرائيلية’ الى مجموعة قرارات اتخذها الاحتلال لمواجهة هذا الرد المرتقب للمقاومة اذ اكدت صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ العبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ألغى كل تصاريح الخروج للجنود في ألوية القيادة الشمالية، ومنع الجنود والمركبات العسكرية من الخروج من المعسكرات الشمالية القريبة من الحدود اللبنانية.
وأضافت الصحيفة أن الاحتلال أعلن حالة تقييد على حركة الجنود والمركبات العسكرية حتى إشعار آخر، خاصة القريبة من الحدود اللبنانية.
هذا وذكر الموقع الإلكتروني العبري “ديبكا” أن قرار إلغاء إجازات الجنود في الجبهة الشمالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، سيتبعه قرار آخر، يتعلق بفتح الملاجئ والمخابئ في تلك الجبهة.
وأوضح الموقع أن قائد منطقة الشمال في الجيش الاسرائيلي، أمير برعام، قد التقى برؤساء المجالس المحلية في تلك المنطقة، وترك لهم الحرية في مدى فتح المخابئ والملاجئ من عدمه، وذلك ردا على سؤال قادة المجالس المحلية بذلك.
وأكد برعام أن إلغاء إجازات الجنود ’الإسرائيليين’ في الجبهة الشمالية يعني الاستعداد لكل الاحتمالات الممكنة.
وفي مشهد اثار سخرية الجميع نشر جيش الاحتلال دمى آدمية في بعض آلياته العسكرية الظاهرة على الجانب اللبناني تمثل جنديين للتمويه مخافة رد المقاومة المنتظر.
وكشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا عن وضع مزر لجهوزية المستوطنات ووصفت تقارير صهيونية صورة حال الجبهة الداخلية بالقاتمة جداً.
وقالت صحيفة هآرتس إن عددا من الجنود ’الاسرائيليين’ على الحدود الشمالية سيفقدون حياتهم نتيجة رد الحزب المرتقب.
كما تحولت المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة بالقرب من الحدود اللبنانية الى مقابر خالية لايشهد فيها اي تحرك.
وقال مراسل العالم في لبنان بالقرب من بوابة فاطمة على الحدود مع الاراضي المحتلة في تقريره اليوم الجمعة بأن جميع الطرق التي تربط مستعمرة “المطلة” خالية من جنود الاحتلال وأي دورية له وأن الآليات ’الاسرائيلية’ التي كانت تعمل على الحدود مع لبنان اختفت منذ أيام .
وخلال رصد كاميرا العالم للأوضاع في المستوطنات على الحدود اللبنانية الفلسطينية وقال مراسل العالم بأن مستعمرة المطلة تكاد تكون بلدة شبه خالية وأن الحياة على الجانب اللبناني القريب من المستعمرة تسير بشكل طبيعي تماما.
وفضلا عن خوف الاحتلال من رد حزب الله فانه يخاف ايضا من نوع الرد وكيفيته حيث لايعرف من اين سياتي الرد وباي اسلوب، الامر الذي زاد من مستوى التوتر وارتباك لدى زعماء الاحتلال واوساطه.
واعتبرت ‘يديعوت’ ان ‘على إسرائيل الاستعداد لكل سيناريو.. ومن المحظور أن ننسى دروس العام ٢٠٠٦ عندما نجح حزب الله بمفاجأة الجيش الإسرائيلي مرات عدة’.
ولفتت الى ‘التحدي الجديد أمام الجيش الاسرائيلي هو المحافظة على مستوى التأهب والجهوزية على طول الحدود لوقت طويل من دون توفير اهداف لحزب الله مثلما حصل في السابق’.
كما نقلت صحيفة ‘معاريف’ عن مصدر امني ’اسرائيلي’ قوله ‘على خلفية الوضع المتوتر المتصاعد على الجبهة الشمالية يتم التعامل بجدية مع تهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بأنه سيثأر قريبا على الهجوم .. ووفق التقديرات فإن الحزب سيحاول ضرب اهداف عسكرية في الجليل’.
أما صحيفة ‘اسرائيل اليوم’ فقد قالت ‘من الممكن الافتراض أن حزب الله سيبحث عن هدف لضربه في ’اسرائيل’ من أجل اذلالها وديمومة هذا الإذلال لكن من دون حشر ’اسرائيل’ في الزاوية تجنبا لرد يؤدي إلى حرب لا يريدها حزب الله الان’،
وفي ظل التطورات الراهنة فان زعماء الاحتلال والاسرائيليين يعيشون حاليا في حالة من الانتظار والترقب القاتل الذي فرضه حزب الله عليهم فضلا عن الرد التي سيكون موجعا ايضا.
استراتيجية الترقب القاتل بدأت تقتل الاسرائيليين خاصة سكان شمال فلسطين المحتلة بصورة هادئة وتدريجية تحت ضغط نفسي كبير ومستمر وهم بانتظار الرد القاتل المترقب الذي توعد به حزب الله.