الأخبار العربية

دوافع العدوان الإسرائيلي على سوريا والثقب الأسود لقانون قيصر

 

هدير طائرات الكيان الإسرائيلي في عدوانها على سورية، حُمل على جنح الظلام، لكن ضوء الإنفجارات كشف كل الأوراق والأهداف، ووضع على الأرض ما يسعى إليه الكيان الغاصب، وأكدت المثبت أن الكيان الإسرائيلي شريك حقيقي في بدعة قانون قيصر، واستمرار الحرب على سورية.

 

العالم سوريا

فعلى كتف العقوبات الاقتصادية الظالمة على سورية، وقف نتنياهو وحكومته وأتباعهم في العدوان على سورية، بعد أن اطبق الجيش السوري يده على مرتكزات الإرهاب، ليقامر هو وترامب على الإرهاب الاقتصادي، ومسمى عقوبات قيصر.

وفي تمام الساعة التاسعة و17 دقيقة مساء الثلاثاء، في سماء ريف حماة وذلك بعد ساعات من عدوان جوي متزامن على ريفي دير الزور والسويداء، كانت الدفاعات الجوية السورية تقول كلمتها، صواريخ أسقطت وأخرى وصلت لأهدافها، ما تسبب بارتقاء شهيدين وإصابة عدد من الجنود وأضرار مادية.

مصادر مطلعة، رجحت أن ما جرى كان عدوان مركز تم بتنسيق عالٍ مع القوات الأميركية المنتشرة في قاعدة التنف غير الشرعية أقصى شرق سورية، والتي تتولى عادةً مهمة التشويش على أنظمة الرادار السورية أثناء تنفيذ الهجمات الإسرائيلية على المطارات العسكرية في ريف حمص.

وبينت المصادر أن “العدوان رسم خط سيرٍ بعيداً عن شاشات الرادار السورية، بدءاً من الأراضي الأردنية مروراً بريف السويداء في أجواء تل الصحن الذي يبعد 18 كيلومتراً فقط عن الحدود الصحراوية مع الاردن، قبل أن ينهي العدو العدوان بضربات عنيفة استهدفت مواقع في محيط مدينة السلمية بريف حماة الشرقي”.

هذا العدوان يعيد بشكل واضح احتمالية المواجهة المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي وخلف الأميركي في المنطقة، ويجعل المنطقة وكأنها على فوهة بركان، والخطير في الأمر أن الكيان الإسرائيلي وبدعم أميركي، يتلاعب بخطورة وينزلق في التصعيد، ولا يعي أنه وسيده في البيت الابيض، قد تسلق شجرة قد لا يستطيع النزول عنها، ويضع نفسه في مأزق آخر بعد فشل كل أدواته السابقة من حرب أمنية وعسكرية، راهنت فيها الإدارة الأميركية والكيان، على جماعة داعش الوهابية والنصرة وما خلفها من مجموعات مسلحة.

والآن تترك لها هامش جديد من الوقت عبر قانون قيصر، لتعيد ترتيب أوراقها في المنطقة، على مقاس أطماع الكيان الإسرائيلي، وبما يصب في نهاية المطاف في خان هذا الكيان، ما يساهم في تعزيز وتثبيت أن كل ما يجري بوصلته الوحيدة هو كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا نلاحظه بقوة، عبر استنزاف الجيش السوري، بالإضافة إلى الموارد الاقتصادية للبلاد، والحفاظ على حالة الضغط السياسي لاستكمال مرحلة التدمير الممنهج، وهذا ما تستغله طائرات العدوان وتحاول تنفيذه من خلال الغارات.

إن كذب قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يمرّ على الإسرائيليين أنفسهم، وما يسمى الداخل الإسرائيلي بات أكثر فهماً لخطورة الرعونة التي يجترّ من خلالها القادة السياسيون والعسكريون الأسباب للعدوان الإسرائيلي، وبالفعل اصبح ارتباط اسم قادة الكيان بالذرائع الكاذبة التي يتلونها على “جمهورهم” الاستيطاني في كل صباح ومساء.

وما يعزز هذا الكلام ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الثالث عشر من أيار/مايو 2020، عندما أشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت يخدع جمهور الاحتلال.

ولا يخفى على أحد أبدا، أن التحرك الإسرائيلي الدائم في خط العدوان على سورية، مدفوع بشكل دائم بتمديد صلاحية جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الأخرى بكافة مسمياتها، وأن الخناق الذي ضاق على الإرهابيين في ما تبقى من جغرافية سورية، يجعلهم في قلق كبير، لذلك تخضع جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي للتوظيف ضمن المعطيات الساسية، وهي دائما مرتبطة بحسابات المجموعات المسلحة ومشغلها الأميركي، ومن عايش الحرب المفروضة على سورية، يدرك تماما ماذا يعني ارتباط دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، والخلافات بين المجموعات المسلحة في إدلب، والغارات الصهيونية ليلة أمس.

الأهم أن كل تلك الدوافع في العدوان والغارات الأخيرة، تؤكد أن وراء قانون قيصر كل المستفيدين من استمرار الحرب على سورية، وعلى رأسهم الكيان الإسرائيلي، وأن ما ظهر من رأس الجليد عبر الغارات المتزامنة مع تشديد الخناق على الشعب السوري عبر الحصار، تكشف كل خفايا أوارق العدوان على البلاد.

ولم يبقى أمام أي مراقب ثقوب سوداء تبتلع الحقيقة، فقد أغلق الكيان بغاراته كل الثقوب وأصبحت الحقائق واضحة، فمنذ حزيران عام 2017 عند افتتاح الطريق البري الواصل من معبر البوكمال حتى بغداد ودمشق، ليصل ضفتي محور المقاومة من طهران حتى الحدود الفلسطينية وبيروت، لم يهنأ بال الكيان الإسرائيلي، والذي فشل في كل ما خاضه من معارك وحروب ضد الدولة السورية إن كان عبر وكلاء أو تدخله كأصيل بشكل مباشر، لنصل إلى اليوم من اتكاء العدوان على العقوبات الاقتصادية ومحاولة تجويع الشعب السوري، والتي ستفشل كما فشلت مراحل العدوان السابقة.

وهنا تجدر الاشارة، أن على الأميركي والإسرائيلي وكل من يدور في فلكهما، أن يعي أن المعادلات السياسية التي يحاول رسمها، أن كان عبر الإرهاب الاقتصادي ودعمه بالعدوان المتكرر للكيان، واستنزاف موارد الدولة السورية، لن ينجح، وأن الشعب السوري يتكفل بوأد كل تلك المحاولات، والتي تتدحرج عبر تطورات سياسية وميدانية، لتتطور إلى حرب إرهاب اقتصادية.

بقلم.* حسام زيدان

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock