الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب..هل أضحت المواجهة الكبرى وشيكة؟؟
الأسباب التي تدعو للاعتقاد بأن المواجهة الكبرى مع العدو الصهيوني أضحت وشيكة, كثيرة ومتعددة, بغض النظر عما إذا كان البعض يرغب في تجنبها أم لا!!.
العودة قليلا إلى الوراء بدءا بغزو العراق والتهديد بغزو إيران ثم الحرب على لبنان ثم الحرب على سوريا واليمن كل هذا يكشف بوضوح أن الكيان الصهيوني ومن وراءه أمريكا كان هو الطرف المبادر لشن كل هذه الحروب والأسباب ليست خافية على أحد وقد تحدثنا عنها مرارا.
مجموعة من الأحداث المترابطة والمتعاقبة وليست أبدا سلسلة من المصادفات حيث يحلو للبعض أن يتعامل معها كل على حدة.
الإخوة العرب الذين يصفون أنفسهم بالاعتدال كانوا دوما حاضرين في كل هذه الهجمات (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ),علنا أو في الخفاء إلى أن أجبرهم أوباما على الخروج إلى العلن والنزول إلى ساحة المواجهة تحديدا في اليمن بعد أن عيرهم بأنهم يرغبون أن تحارب أمريكا نيابة عنهم وعندما سماهم بهواة الركوب المجاني واصفا إياهم (Free riders)!!.
فريق آخر لزم الصمت في العلن وشارك في كل هذه الحملات دون ضجيج ولا إعلان ظنا منه أن سيحصل على المكافأة الكبرى ولا يهم التفاخر بخدمة المشروع الصهيوني باعتبار هذا نوعا من (الرياء) الذي يحبط العمل وهم في حاجة للحصول على كامل (الثواب)!!.
اليمن التي كان يظنها آل سعود (الجائزة الكبرى) إذا بها تتحول إلى ورطة كبرى لا يمكن الفرار منها رغم مشاركة الحابل والنابل والنائم على صرور أذنه في قصف وحصار هذا الشعب المظلوم ورغم ذلك ما زال القوم يظنون أن بوسعهم العثور على ما يسمى بمخرج مشرف!!.
أما الصهاينة فقد كشفوا عن حقيقة دورهم عندمادفعهم الرعب من المجهول الآتي للدخول مؤخرا على خط المواجهة جهارا نهارا في سوريا والعراق وأخيرا في لبنان.
تدرك إسرائيل أنها تواجه جبهة متماسكة من عدة دول وجماعات وهي جبهة تحظى بامتداد في باكستان وأفغاستان شرقا والكارثة الكبرى أنها تمتد جنوبا إلى اليمن أو إلى مضيق باب المندب.
الهلع من هذه الجموع البشرية التي تشتاق لمواجهة الكيان الصهيوني دفعته لتوسيع دائرة الاشتباكفرارا من المجهول المحتوم الذي ليس منه مفر!!.
يبقى السؤال موجها للفريق العربي الذي آثر الصمت العلني والتضامن الفعلي مع المشروع الأمريكي: ماذا بعد أن انهار محوركم الذين كنتم تعولون ليس فقط على بقائه بل على انتصاره وقد أصبحت هزيمته وتفككه حقيقة ماثلة أمام العين؟!.
الآن يتقاتل الإخوة الأعداء مبز ومبس جهارا نهارا في اليمن كما أن أمريكا التي لوحت بالحرب ضد إيران تبحث الآن عن تسوية ولم يعد أحد يتحدث عن حرب ضدها ولا عن إسقاط نظام (الملالي) في طهران!!.
الموقف المتصلب للمقاومة الإسلامية في لبنان ليست نابعة من رغبة في إشعال حرب أو في استمرارها بل في إنهائها بنصر نهائي يعطي لكل ذي حق حقه, حقا وليس منحة أمريكية أو تنازلا صهيونيا أو مكرمة سعودية!!.
قريبا جدا لن يكون هناك سوى جبهتين لا ثالث لها حق وباطل فمع من سوف تكونون؟!.
لن يكون هناك مكان للوسطاء كما أن لبنان ليست قطاع غزة الذي يراوح بين التهدئة والإشعال حيث يجري مسامة الغزيين على الوقود والطعام كما أن القطريين خرجوا من ساحة الوساطات ولم تعد هناك مساحة يرتع فيها المحايدون باسم الحكمة والتعقل!!.
قضي الأمر الذي فيه تستفيان.
دكتور أحمد راسم النفيس