الأخبار العالمية

جاء دور الشعوب المستضعفة لتقول كلمتها.. (كلا) للطغاة

هاجم الرئيس الاميركي دونالد ترامب رجال شرطة واشنطن محملا اياهم مسؤولية تقاعسهم عن التدخل لمنع محتجين من إطاحتهم بتمثال الجنرال الكونفدرالي الماسوني ألبرت بايك (29 كانون ثاني 1809 – 2 نيسان 1891)، وذلك في إطار موجة من المظاهرات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة.

العالم – يقال ان

ثارت ثائرة ترامب من اجل تمثال، حيث اعتبر تخريب تمثال بايك وحرقه عملا مخز للولايات المتحدة الاميركية ودعا لالقاء القبض على المتظاهرين. فيما مر مقتل جورج فلويد (الانسان) قبل أيام وهو من اصول افريقية، على ايدي رجال الشرطة أنفسهم دون اي اعتراض من الرئيس الاميركي.

إسقاط تمثال بايك في واشنطن

تم اسقاط تمثال ألبرت بايك القريب من ساحة القضاء في العاصمة الأمريكية واشنطن بالحبال واستخدام سائل لإشعال النار فيه قبل أن تخمدها الشرطة. بينما كان المتظاهرون “الذين خرجوا بالآلاف الى شوارع المدن الأمريكية ومنها واشنطن العاصمة في يوم تحرير العبيد إحياء لذكرى إنهاء الرق”، ينددون بالعنصرية ويؤكدون اهمية حياة السود.

ما بني على الباطل فهو باطل

لم تكن الاحتجاجات التي عمت اميركا واوروبا اعتباطية دون سبب، لا شك ان ما بني على باطل فهو باطل.. وكذا كل الانظمة الاستعمارية السابقة المتعطرة بديمقراطية فاسدة مخادعة في عصرنا الحاضر قد بنيت على الباطل المتمثل في سرقة ونهب ثروات الشعوب واستعبادها وتجويعها والعمل على تخلفها والمتاجرة بأجساد ابنائها.

محاكمة التاريخ وإعادة صياغته

شهدت الولايات المتحدة الاميركية واوروبا “حملة تنظيف” للنصب التي ارتبطت اسماؤها وتاريخها بالعبودية والستعمار مثل جييفرسون دايفس وويليام كارتر ويكام، احتجاجات كبيرة تدعو لصياغة التاريخ صياغة جديدة تنبذ العنصرية والعبودية والاستغلال والظلم، وتدعو لاعادة تسمية الشوارع وإزالة عديد التماثيل الاخرى التي تخيم بماضيها الوحشي على المدن والبشر التي يعتبر الاحرار تواجدها تكريما لاصحابها وإحتفاء بتأريخهم.

يبدو ان الشعوب قررت إعادت كتابة التاريخ أي فخر في رموز العنصرية ووجوه الحقب الاستعمارية البالية؟

ما هي تماثيل الرموز التي استهدفها المحتجون على العنصرية والعبودية في اميركا واوروبا؟

المحتجون في الولايات المتحدة استهدفوا تمثال الشخصية الاكثر استهدافا “كريستوفر كولومبس”، حيث ازيل تمثاله في بوسطن بعد الاطاحة برأسه وتم اغراق اخر في فرجينيا التي شهدت “حملة تنظيف” للنصب التي ارتبطت اسماؤها وتاريخها بالعبودية والاستعمار مثل جييفرسون دايفس وويليام كارتر ويكام.

الاحتجاجات المناهضة للعنصرية لم تقتصر على المدن الامريكية بل امتدت الى كبرى المدن الاوروبية بدءا من بريطانيا مرورا بإيطاليا ووصولا الى بلجيكيا. إذ خرجت تظاهرات كبيرة تدعو لإزالة عديد التماثيل التي تخيم بماضيها الوحشي على المدن والبشر وباشروا بالفعل باسقاط تمثال تاجر العبيد ادوارد كولستون في بريستول بريطانيا فيما استهدف المتظاهرون في بلجيكا تماثيل ليوبولد الثاني “الملك الذي يرتبط اسمه بماض وحشي في الكونغو حيث عذب وقتل ملايين البشرفي كل انحاء البلاد وقد تمت ازالة تمثاله في أنتو يرب، وفي لندن تجاوبت السلطات مع مطالب المحتجين في جامعة اكسفورد الذين حشدوا لحملة ضخمة تطالب بازالة تمثال سيسيل رودوس الشهير بـ”مهندس سياسة الفصل العنصري” والمسؤول عن توسع البريطانية في جنوب افريقيا.

تمثال ونستون تشيرشل والملكة فيكتوريا نالت نصيبا من الاحتجاج ونلسون كولمن الذي عارض بشدة إلغاء تجارة العبيد.

ثقافة قذرة تزكم الانوف..

الشعوب لم تخرج اعتباطا بطرا لاسقاط التماثيل.. خروجها واستنكارها يعبر في حقيقته عن تنفيس لمخزون كبير من حرارة النار التي احرقت صدورهم طيلة قرون الاستعباد الاميركي والاوروبي لبلدانهم، انها ثورة كشفت النقاب عن همجية الغرب ورؤسائه ورموزه الفاقدين لاي اعتبار انساني وكانهم وحوش غاب خرجت الى المدن لبناء حضارات مبنية على اسس الظلم وسفك الدماء.. ثقافة الغرب القذرة التي لطالما تباهت بها الدول الغربية التي تدعي الديموقراطية والحرية وتتغنى بالدفاع عن حقوق الانسان.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock