الأخبار العالمية

التظاهرات المناهضة للعنصرية تتواصل حول العالم

مع استمرار موجة الغضب الواسعة في المدن الامريكية احتجاجا على مقتل المواطن جورج فلويد، خرج آلاف الأشخاص في عدد من مدن العالم للتنديد بالعنصرية وعنف الشرطة. وفي باريس أطلقت الشرطة الفرنسية قنابل الغاز على المحتجين، بينما اندلعت اشتباكات بين مناهضين للعنصرية ومتطرفين يمينيين مؤيدين لها في لندن. هذا واندلعت موجة احتجاجات جديدة في مدينة اتلانتا بولاية جورجيا الامريكية على مقتل مواطن من اصول افريقية برصاص عناصر الشرطة.

العالم-تقارير

شهدت مدن عديدة في العالم السبت للأسبوع الثاني على التوالي تظاهرات دعم لحركة “حياة السود تهم” واحتجاج على العنصرية بعد مقتل جورج فلويد (46 عاما) في الولايات المتحدة، وكذلك على عنف الشرطة في بلدان المتظاهرين.

في الولايات المتحدة، أججت حادثة جديدة الغضب. فقد شهدت مدينة أتلانتا الأميركية تظاهرات احتجاجا على مقتل أميركي أسود آخر يبلغ من العمر 27 عاما مساء الجمعة. وأغلق متظاهرون طريقا سريعا وأحرقوا مطعما لسلسلة الوجبات السريعة “وينديز” قتل الشاب رايتشارد بروكس أمامه خلال مواجهة مع الشرطة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الأميركية.

وفي أوروبا، شارك آلاف في تظاهرات في العديد من المدن خصوصا في فرنسا حيث جرت صدامات في باريس وليون، فيما اعتقلت الشرطة متظاهرين يمينيين متطرفين في لندن بسبب أعمال عنف خلال مشاركتهم في تجمع مضاد للاحتجاجات المناهضة للعنصرية.

مظاهرات للتنديد بالعنصرية في لندن

وشهدت لندن السبت مظاهرات حاشدة للتنديد بالعنصرية وعنف الشرطة، وفي الوقت نفسه نددت مجموعة من النشطاء ينتمون إلى اليمين المتطرف بتخريب النصب التذكارية التاريخية وتعهدت بحمايتها. ووقعت صدامات “عنيفة” بين عناصر الشرطة وجموع المحتجين، خارج محطة واترلو للقطارات بالعاصمة البريطانية.

وتظاهر نشطاء ينتمون لليمين المتطرف في شوارع لندن متعهدين بحماية النصب التذكارية التاريخية التي تم استهدافها على هامش مسيرات لحركة “حياة السود مهمة”. واشتبك هؤلاء الناشطون مع بعض الجماعات المناهضة للعنصرية، كما وقعت صدامات بينهم وبين عناصر الشرطة التي دعت بدورها إلى عدم التجمع مذكرة بتدابير الحد من تفشي فيروس كورونا.

وبدأت التظاهرات أساسا بعد مقتل الأميركي الإفريقي جورج فلويد اختناقا على يد شرطي أبيض في الولايات المتحدة في 25 أيار/مايو الماضي. وأثارت صوره بينما كان الشرطي يضغط بركبته على عنقه استياء كبيرا في الولايات المتحدة والعالم.

وأثارت التجمعات الاحتجاجية جدلا واسعا غير مسبوق حول إرث العبودية والاستعمار الأوروبي وعنف البيض ضد الشعوب الملونة وكذلك عسكرة الشرطة في الولايات المتحدة.

وجرت احتجاجات مناهضة للعنصرية في مدن بريطانية أخرى بينها برايتون في الجنوب وليفربول في الشمال.

صدامات خلال التظاهرات في فرنسا

هذا وتجمع آلاف المتظاهرين في وسط باريس بعد ظهر السبت تلبية لدعوة من مجموعة ضغط تمثل أداما تراوري، الشاب الأسود البالغ من العمر 24 عامًا والذي قضى عام 2016 أثناء توقيفه. ودعت آسا تراوري شقيقة أداما تراوري المتظاهرين “للتنديد بغياب العدالة وبالعنف الاجتماعي والعرقي الذي تمارسه الشرطة” مكررة مطلب التحقيق في وفاة شقيقها.

واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين في العاصمة باريس، مستخدمة الغاز المسيل للدموع بعدما رشقها محتجون بمقذوفات.

وفي مدينة ليون جنوب شرق فرنسا، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لإنهاء تظاهرة شارك فيها ألفا شخص.

كما رفع يمينيون متطرفون في مظاهرة مضادة في باريس لافتة ضخمة تندد بما أسموه “العنصرية المناهضة للبيض” من سطح أحد المنازل، ولكن سرعان ما تم تمزيقها إلى قطع، من قبل السكان.

من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية في بيان إلى “إصلاح ممارسات الشرطة الممنهجة” في فرنسا.

وجرت التظاهرات في نهاية أسبوع كشفت هيئة مراقبة الشرطة الفرنسية خلاله أنها تلقت نحو 1500 شكوى ضد عناصر فيها، يتعلق نصفها بأعمال عنف مفترضة.

ووعد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير الثلاثاء “بعدم التسامح إطلاقا” مع العنصرية في تطبيق القانون. وقال إنه من الواضح أن الشرطيين “فشلوا في القيام بواجباتهم الجمهورية”.

ودفعت تعليقات كاستانير عشرات من رجال الشرطة إلى التجمع بسيارات دورياتهم في ساحة قوس النصر في باريس مساء السبت. وقد ألقوا الأصفاد أرضا تعبيرا عن احتجاجهم.

لكن بروت يون ماراس ممثل اتحاد الشرطة، صرح أن “زملائي شعروا بالإحباط وبأن الوزير المشرف عليهم تخلى عنهم”.

ميلانو الايطالية تتظاهر ضد العنصرية

وفي مدينة ميلانو الإيطالية، قام مجهولون مساء السبت بتخريب تمثال لتكريم الصحافي إيندرو موتانيللي (1909-2001) في حديقة تحمل اسمه، ورشقوه بدهان أحمر.

وكانت جمعية مناهضة للفاشية في ميلانو طلبت من رئيس البلدية إزالة تمثال الصحافي، لكن رئيس بلدية ميلانو بيبي سالا رفض الطلب.

وفي عدد من مدن سويسرا جرت مسيرات ضمن آلاف الأشخاص، أكبرها في زوريخ حيث تظاهر عشرة آلاف شخص وهو يرتدون لباسا أسود. وقد ساروا إلى وسط المدينة وهم يرددون “العنصرية أيضا وباء”. وقالت الشرطة إن شرطيا جرح عندما بدأ مئات الناشطين اليساريين إلقاء مقذوفات، بينهم تم اعتقال عدد من الأشخاص.

وفي لوزان تجمع ألف شخص في ساحة مركزية للتعبير عن احتجاجهم على العنصرية. وكانت مدينة جنيف السويسرية شهدت في وقت سابق من الأسبوع تظاهرة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص.

احتجاجات تعم المدن الرئيسية في ألمانيا

وفي ألمانيا، تظاهر حوالى ألفي شخص في مدينة شتوتغارت جنوب غربي ألمانيا ضد العنصرية منادين بتعايش يتسم باحترام الآخر. وذكرت متحدثة “سوداء” في الرابعة والعشرين من العمر خلال المظاهرة التي أقيمت بساحة كانستاتر فازن قائلة إنها ولدت في ألمانيا لكنها يجب أن تثبت ذلك مرارا وتكرارا أمام الآخرين.

وقال متحدث باسم منظمي المظاهرة إنها مرت بسلام. وذكر متحدث آخر باسم الشرطة أن منظمي المظاهرة طالبوا المشاركين فيها مرارا بالتزام التباعد المطلوب وفقا لتعليمات السلطات لتحاشي الإصابة بعدوى كورونا.

وفي مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.

ونظمت مظاهرات مماثلة ضد العنصرية في كل من لوبيك وهامبورغ، وقالت الشرطة إن مظاهرة أخرى في هامبورغ وام تشر المعلومات الى حدوث صدامات.

مظاهرات مؤيدة لحقوق السكان الأصليين في أستراليا

وفي استراليا، تظاهر آلاف في العديد من المدن في عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي على الرغم من الإجراءات المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد. وجرى أكبر هذه التجمعات في بيرث عاصمة ولاية غرب أستراليا.

ورفع العديد من المتظاهرين لافتات كتب عليها “أوقفوا الموت في الاحتجاز” و”أستراليا البيضاء توقفوا عن الكذب على أنفسكم”، في إشارة إلى وفاة أكثر من 400 من السكان الأصليين في التوقيف في العقود الثلاثة الماضية.

ونُظمت احتجاجات أصغر من أجل حقوق السكان الأصليين في داروين عاصمة ولاية الأراضي الشمالية وفي مدن كوينزلاند المجاورة. وتضم المنطقتان مجموعات كبيرة من السكان الأصليين.

مدن آسيوية تتظاهر ضد العنصرية

في آسيا تجمع المئات في متنزه تايبيه في تايلاند رافعين لافتات كتبت عليها شعارات بينها “هذه حركة وليست لحظة”. ووقف المتظاهرون ثماني دقائق صمت تكريما لذكرى فلويد الذي ثبته الشرطي على الأرض وهو يضغط بركبته على عنقه ثماني دقائق و46 ثانية.

وتظاهر عشرات تحت المطر في طوكيو لرفع الوعي بشأن التمييز العنصري.

وفي كندا، أعلن مسؤولون في مقاطعة نيو برونزويك شرق البلاد السبت أنهم فتحوا تحقيقا في إطلاق الشرطة النار على رجل يبلغ من العمر 48 عاما ما أدى إلى مقتله في ثاني حادث من هذا النوع خلال الشهر الجاري.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock