الأخبار العالميةمقالات

آخر تخبطات نتنياهو

من المؤكد ان العدوان “الاسرائيلي” المتكرر على اهداف للحشد الشعبي في العراق، وعلى اهداف لحزب الله في سوريا، واخيرا العدوان الصارخ على الضاحية الجنوبية في بيروت، له اهداف غير التي يدعيها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي عادة ما تتمحور حول التهديدات الايرانية لكيانه.

صحيح ان الجمهورية الاسلامية في ايران ومن ورائها محور المقاومة، لا تعترف بـ”اسرائيل” ، وتعمل بكل ما في وسعها لإعادة الحق الفلسطيني الى اهله، وان هناك صراعا معلنا بين الجانبين، الا ان نوبات جنون نتنياهو الاخيرة، واعترافه ولاول مرة وبشكل واضح وصريح بمسؤوليته عن كل تلك الهجمات، ومن انه شخصيا هو الذي أمر بها، لا يمكن حصرها في اطار الصراع الدائر بين الجانبين.

من الواضح ان هناك اسبابا واهدافا من وراء التخبط “الاسرائيلي” الحالي، لا ترتبط مباشرة بتهديدات محور المقاومة للكيان الاسرائيلي، هي التي دفعت نتنياهو للوقوع في هذه الاخطاء القاتلة، التي قد تضع وبشكل جاد، نهاية لمستقبله السياسي والى الابد.

من بين الاسباب التي جعلت نتنياهو يتخلي عن القاعدة “الاسرائيلية” المتمثلة بعدم تبني كيانه مسؤولية اي عمل عدواني ضد بلدان وشعوب المنطقة، كان الانتقام لـ”كرامة” اميركا التي مرغتها ايران بالوحل، عندما اسقطت طائرة التجسس الاميركية العملاقة “غلوبال هوك” فور دخولها الاجواء الايرانية في الخليج الفارسي.

يبدو ان اميركا التي لم تجرؤ على الانتقام لكرامتها المهدورة، أمرت نتنياهو بتنفيذ هذه الهجمات، والاعلان عن مسؤوليته المباشرة عنها، ليكون واضحا للعالم ان المحور الاميركي رد على ايران ومحور المقاومة، ارضاء لسيده ترامب.

نتنياهو، رغم انه مدين بالكثير لترامب وادارته المتصهينة، الا انه ما كان له ان يجازف الى هذا الحد لارضاء ترامب، لو كان في وضع قوي داخل كيانه، فحال الرجل لا يحسد عليه بالمرة، فهو يتهرب من السجن الذي ينتظره بسبب تهم الفساد المالي، وتدني حظوظه في الفوز بالانتخابات التي ستجري بعد عشرة ايام، فكان لابد من استغلال الهاجس الامني لدى المستوطنين الصهاينة، عبر الظهور بمظهر “البطل القومي” الذي يحفظ لهم الامن، ويعمل المستحيل للدفاع عنهم.

كما لا يخفي على المتابع، ان المحور الاميركي الصهيوني العربي الرجعي، يتعرض لانتكاسة مدوية، في سوريا واليمن والعراق والمنطقة برمتها، الامر الذي اصاب مسلحي ومرتزقة هذا المحور في هذه البلدان، بإحباط رهيب، تمثل بالهزائم والانسحابات والاقتتال الداخلي، فكان لابد من تدخل “سادتهم” وبشكل مباشر، عبر اعطائهم “جرعات” من المعنويات، التي يفتقرون اليها وبشدة.

الموقف الحازم للسيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله، وتاكيده القاطع، من ان الحزب سيرد على العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان وفي اسرع وقت، وتهديده باسقاط اي طائرة مسيرة “اسرائيلية” تخترق الاجواء اللبنانية بعد اليوم، وكذلك الرد العملي للحشد الشعبي على عربدة نتنياهو، والذي تمثل بإسقاط طائرة مسيرة قرب أحد مقاره في محافظة نينوى، ونشر بعض المواقع تغريدة مقتضبة كانت قد نشرت على تويتر سابقا على حساب منسوب للواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس مفادها: “هذه العمليات الجنونية بلا شك ستكون آخر تخبطات النظام الصهيوني”، كلها مجتمعة سوف لن تدفن حلم نتنياهو بالفوز بولاية خامسة فحسب، بل ستدفن مستقبله السياسي والى الابد، ولن تنقذه ادارة ترامب التي اتصلت برئيس وزراء لبنان ودعت الى تجنب التصعيد، فالتصعيد بدأه نتنياهو ولكنه ليس هو ولا ترامب من يحدد مداه .

ماجد حاتمي / العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock