الأخبار العالمية

الشعوب المسلمة تحمل على عاتقها مسؤولية التصدي لجرائم الكيان الصهيوني

تونس/ 21 ايار/مايو- قال الامين العام للتيار الشعبي التونسي زهير حمدي إن الشعوب و الدول الإسلامية تحمل على عاتقها مسؤولية الوقوف مع الشعب الفلسطيني والتصدي للجرائم الحاصلة في حقه ودعم كل أشكال المقاومة، فتلك واجباتها الأخلاقية والإنسانية والسياسية تجاه فلسطين وتجاه شعوبها وأمنها هي أيضا.

وقال زهير حمدي في مقابلة خاصة مع وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا) : ان دور اغلب الدول الإسلامية في مواجهة التجاوزات الواضحة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب ولا الى تطلعات الشعوب، فرد الفعل الرسمي لم يتعدّ في الأغلب خطابات الشجب والتنديد والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، في حين أنه هناك العديد من أوراق الضغط السياسية والاقتصادية بيد الدول الإسلامية

واشار الى انه ليس هناك مانع في إحياء يوم القدس العالمي رغم انشغال دول وشعوب العالم بمحاربة فيروس كورونا، وبخاصة ان الشعب الفلسطيني الذي يحارب وباء كورونا و وباء العنصرية تحت ظروف صعبة وفي ظل حصار ظالم. وبالتالي فإنه يمكن التفكير في آليات وأساليب جديدة تراعي الظروف الخاصة.

وصرح أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي تجاوز كل من سبقه في مدى إجرامه في حق فلسطين ومعاداة شعبها ونقض حقوقه المشروعة. فحوّل سفارة بلاده إلى القدس في اعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني، وشجّع الاستيطان وضم الأراضي وقضم الممتلكات الفلسطينية

وفيما يلي نص المقابلة:

1- في ظل الظروف الجديدة للعالم، ما هو واجب الشعوب والدول الإسلامية إزاء ما يقوم به رئيس الولايات المتحدة من سلب للممتلكات الفلسطينية لتسليمها للصهاينة؟

تجاوز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي كل من سبقه في مدى إجرامه في حق فلسطين ومعاداة شعبها ونقض حقوقه المشروعة. فحوّل سفارة بلاده إلى القدس في اعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني، وشجّع الاستيطان وضم الأراضي وقضم الممتلكات الفلسطينية. إن الشعوب و الدول الإسلامية تحمل على عاتقها مسؤولية الوقوف مع الشعب الفلسطيني والتصدي للجرائم الحاصلة في حقه ودعم كل أشكال المقاومة، فتلك واجباتها الأخلاقية والإنسانية والسياسية تجاه فلسطين وتجاه شعوبها وأمنها هي أيضا.

2-كيف تجد دور الدول الاسلامية في مواجهة الانتهاكات والتناقضات الواضحة لحقوق الانسان داخل الاراضي المحتلة؟

لم يرتق بعد دور اغلب الدول الإسلامية في مواجهة التجاوزات الواضحة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة إلى المستوى المطلوب ولا الى تطلعات الشعوب، فرد الفعل الرسمي لم يتعدّ في الأغلب خطابات الشجب والتنديد والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، في حين أنه هناك العديد من أوراق الضغط السياسية والاقتصادية بيد الدول الإسلامية والتي يمكن استغلالها وتوظيفها لإيقاف الانتهاكات الخطيرة في حق الفلسطينيين. كما أن الدول الإسلامية لم تتوصل بعد إلى تنسيق جهودها في ما بينها ووضع استراتيجيا موحدة للتعاطي مع هذا الملف ومستجداته وتطوراته، وهكذا ظلت ردود الفعل تتّسم بالتشتت والضعف وعدم الفاعلية، الأمر الذي يشجع العدو الصهيوني على الاستمرار في جرائمه وتجاوزاته.

3- كيف يمكن احياء يوم القدس لهذا العام في ظل انتشار كورونا؟ ما هو دور الحملات التي تطلق عبر الانترنت في هذا السياق؟

رغم ما أصاب العالم جراء جائحة كورونا، رأينا كيف أن عديد الدول قد أحيت مناسبات وطنية وخاصة رغم ظروف الحجر الصحي (مثال إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية..)، و نحن لا نرى مانعا في إحياء يوم القدس العالمي رغم انشغال دول وشعوب العالم بمحاربة الوباء، و الأدعى هو التفكير بغيرنا وبخاصة في الشعب الفلسطيني الذي يحارب وباء كورونا و وباء العنصرية تحت ظروف صعبة وفي ظل حصار ظالم. وبالتالي فإنه يمكن التفكير في آليات وأساليب جديدة تراعي الظروف الخاصة التي نمر بها من أجل المحافظة على تقليد إحياء يوم القدس، و يمكن أن تكون الحملات على الإنترنت إحدى هذه الوسائل المهمة عبر نشر تغريدات وصور وبيانات واحداث تاريخية ذات صلة إضافة إلى إقامة ندوات فكرية وسياسية على المنصات الافتراضية.

4-كيف تقيمون اثر الحركة المعادية للصهيونية التي اطلقتها الامام الخميني قبل 40 سنة على مسار النضال ضد كيان الاحتلال؟

إن أغلب وسائل الإعلام العربية تابعة للأنظمة الحاكمة، والتي اتخذت معظمها سياسة مهادنة مع العدو الصهيوني، ولم يعد يلعب الإعلام العربي والاسلامي دورا كبيرا في الصراع مع الصهيونية خاصة إذا ما قارنّا دوره بالعمل الذي يقوم به الإعلام الغربي في التضليل وتحريف الحقائق وإظهار الحوادث من زاوية نظر الصهاينة. و بإستثناء القلة القليلة من الاعلام العربي و الإسلامي الحر والنزيه و الملتزم بالقضية الفلسطينية، فإن أغلبه لم يعد يقوم بالدور المناط بعهدته خاصة من ناحية الابقاء على جذوة الصراع حية في قلوب الملايين من الناس ونشر ثقافة المقاومة وكشف الحقائق و التشهير بمحاولات التطبيع والإبقاء على حد أدنى من التعبئة الشعبية تجاه القضية ونضال الشعب الفلسطيني الأسطوري لافتكاك حقوقه و استرداد أرضه.

5- بعد الاعلان عن يوم القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك تغير مسار النضال وانهارت هيبة كيان الاحتلال الذي لم تهزمه اي دولة عربية قبل حرب الـ33 يوما هل توافق على ذلك؟

لعب الإعلان عن يوم القدس العالمي واحيائه سنويا دورا بالغ الأهمية في تعبئة الجماهير و الأحرار في العالم أجمع من أجل رفع راية فلسطين والمحافظة على وعي الصراع ومعانيه التاريخية وتعزيز ثقافة المقاومة والصمود في مواجهة ثقافة الاستسلام والخضوع. وبكل تأكيد كان لنتائج لحرب تموز/يوليو 2006 وقع الصاعقة على الصهاينة وجيشهم، حيث تم تم كسر عجرفة الاحتلال و أوهام “جيش إسرائيل الذي لا يُقهر”، فقد عاد جنودهم منهزمين متباكين دون أن يحققوا أيّا من الأهداف التي أعلنتها قيادتهم السياسية في ذلك الوقت.

لكننا لا نعتبر ان انتصار 2006 كان أول انتصار على العدو الصهيوني وقوى الهيمنة الغربية من ورائه، ففي 1956 فشلت دولتان استعماريتان هما بريطانيا وفرنسا بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني في فرض إرادتهم على الشعب المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، ولم يحققوا رغم حملتهم العسكرية أيّا من أهداف عدوانهم الثلاثي المتمثلة في إسقاط النظام في القاهرة وإعادة سرقة قناة السويس بعد تأميمها وإرجاع مصر في دائرة النفوذ الغربي. وعملا بمقولة أنه لا قيمة لأي انتصار عسكري بدون تحقيق الأهداف السياسية من العمل العسكري، فإن 1956 كانت هزيمة سياسية كبرى لأطراف العدوان كان لها تداعياتها على مدى سنوات. وفي المقابل كان صمود مصر شعبا وقيادة وتمسكهم بإرادتهم الحرة انتصارا كبيرا على العدوان، تماشيا مع مبدأ “لست مهزوما مادمت تقاوم”.

6-يوم القدس هو حركة مناهضة غير مسلحة للصهيونية حطمت عظمة كيان الاحتلال، لكن الحكومات العربية لم تغتنم هذه الفرصة ماهي نصيحتك للدول العربية؟

كانت إيران في عهد الشاه رضا بهلوي تُلقّب ببوليس أمريكا في المنطقة، ولذلك تعتبر الثورة الإيرانية عام 1979 تحولا استراتيجيا هائلا في موازين الصراع على مستوى غرب آسيا والعالم، لما لإيران من حجم وأهمية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والديمغرافية والثقافية، بعد أن عدّل الإمام الخميني بوصلة السياسة الإيرانية من الخضوع لواشنطن والتواطؤ مع إسرائيل إلى الكرامة الوطنية ومعاداة الحركة الصهيونية وجهازها القمعي العنصري في فلسطين المحتلة.

تعمقت تبعية الأنظمة العربية للغرب وانحرفت سياساتها عن أهداف النضال العربي من أجل التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية. ولم تتماشى خيارات الدول العربية وسياساتها الخارجية مع مشاعر الشعب العربي ومبادئه خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ورغم ان ثمن الخضوع كان أكثر كلفة وهدرا للكرامة من ثمن المقاومة، فإن الأنظمة العربية التابعة لم تغير من توجهاتها ولم تستغل مناسبات مثل يوم القدس العالمي لنصرة القضية الفلسطينية وتدعيم جبهتها الداخلية في مواجهة العدو الصهيوني.

لم تعد النصيحة ذات معنى أو فاعلية لأنظمة غرقت في التبعية وأصبحت مرتبطة هيكليا بالغرب من خلال نخبة اجتماعية طفيلية تسيطر على السلطة، و ان كان لا بد من نصيحة ما فهي أنه يجدر بالحكام العرب فهم أن امنهم وأمن اوطانهم مرتبط بشكل عضوي بحكم التاريخ والجغرافيا بمسار الصراع مع الصهيونية، وأن عليهم تغيير سلوكهم والانخراط في مشروع المقاومة حمايةً لأمنهم القومي وتماشيا مع القيم الإنسانية السامية التي تدعو لنصرة المظلوم، وما ظُلم شعب في الدنيا كما ظلم الفلسطينيون.

7-هل يمكن للفلسطينيين ان يقيموا الضرر الناجم عن التسوية بين قادة الدول العربية وكيان الاحتلال؟ برايكم ما هو السبيل لتقييم هذه الاضرار؟

يقيّم الفلسطينيون الأضرار الناجمة عن التسوية مع الكيان الغاصب بشكل مباشر وحيّ يوميا في حياتهم ومعيشتهم، حيث تتوازى كل تسوية وكل اقتراب عربي من الصهيونية بزيادة العجرفة والتوحش الصهيونيين وتضخيم أطماعهم،فهذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يريد سلاما بل استسلاما. فمنذ زيارة السادات للقدس وتوقيعه لاتفاقية كامب ديفيد المشؤومة وفتحه لباب التسويات تغيرت أحوال الأمة من سيء إلى أسوأ، ولم تكسب الشعوب العربية أية منافع من جراء “السلام” الموهوم مع الصهيونية. واليوم نشهد مزيدا من التطبيع خاصة من إمارات وممالك الخليج وهو ما سوف ينعكس بشكل كارثي وخطير على موازين الصراع ومآلاته، وما على الفلسطينيين سوى التشبث بنهج المقاومة، وما على الشعوب العربية سوى التصدي لموجات التطبيع و التسوية والإصرار على أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي نحو التحرير والوحدة.

وكالة ارنا الاخبارية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock