ترامب والإتفاق النووي ولقلق الكنيسة

العالم – كشكول

اتبع الشماس التعليمات حتى سكر اللقلق ، فصعد اليه الشماس وامسكه من رقبته ، وسأله: قل لي انت من اي ملة ؟!، يهودي.. كيف تاكل لحم الجمل؟، مسيحي.. كيف توسخ الناقوس؟ مسـلم .. كيف تشـرب الخمر؟.

هذه الحكاية، حكاية “لقلق الكنيسة” التي اشتهرت بين الناس منذ زمن قديم وتحولت الى مثل يقال لكل المنافقين والمتلونين الذين يقولون شيئا ويفعلون خلافه، هذه الحكاية تقفز الى ذهني دون استئذان كلما سمعت مسؤولا امريكيا، كترامب او بومبيو او.. لا فرق، وهم يتحدثون عن الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع الدول الكبرى عام 2015، والتزام ايران بالاتفاق ، بسبب حجم النفاق والخداع والكذب والصلف الذي يلف تصريحات ومواقف هؤلاء المسؤولين.

العالم كله شهد كيف خرج ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 بعد ان اعتبره اسوا اتفاق وقعته امريكا في تاريخها، ومارس ضغوطا استثنائية على جميع الاطراف الاخرى الموقعة عليه للخروج منه، وفرض على ايران ضغوطا اقتصادية وتجارية ومالية غير مسبوقة، ترامب هذا ومنذ ان فشل في اقناع الاخرين بالخروج من الاتفاق او استفزاز ايران، بات يراقب هو ورفيقه بالثرثرة بومبيو، مدى التزام ايران بالاتفاق (السيىء واالذي خرجت منه هي) ويحرضان باقي دول العالم على ايران لان هناك “شكوك” بعدم التزام ايران بالاتفاق، ويطالبان الغرب معاقبة ايران على ذلك.

اليوم وعندما يحين موعد رفع المنع عن بيع او شراء ايران للاسلحة وفقا للاتفاق النووي وللقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي، يخرج الثرثاران ترامب وبومبيو ويهددان الدول الاخرى التي مازالت تحترم توقيعها على الاتفاق، بحركة “لقلقية منافقة، من ان امريكا لن تسمح بتنفيذ هذا البند من الاتفاق!!، وان حظر الاسلحة يجب ان يستمر ضد ايران وفقا للاتفاق!!.

العالم اجمع يقف حائرا امام “اللقلق ترامب”، فما معنى ان يطالب ايران الالتزام ببنود الاتفاق الذي انتهكه هو وخرج منه؟، واذا كان يترصد ايران ويقيس كل تحركاتها وفقا لما جاء في الاتفاق فلماذا يرفض اذا بالبند الخاص برفع الحظر التسليحي عن ايران وفقا للاتفاق؟، لماذا يصر على ان ايران انتهكت الاتفاق في الوقت الذي تكذب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وباقي اعضاء في الاتفاق اصراره هذا؟، الحق ان ترامب اكثر نفاقا هو وصاحبه بومبيو من نفاق لقلق الكنيسة.